الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكيب: ليبيا بدأت مرحلة جديدة عنوانها الهيكلة والإعمار

9 أغسطس 2012
طرابلس، الرباط (وكالات) - سلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل السلطة مساء أمس إلى عميد الأعضاء الـ200 للمؤتمر الوطني العام المنبثق عن انتخابات السابع من يوليو، في حفل رمزي لأول عملية انتقال سلمي للحكم بعد أكثر من أربعين عاماً من الحكم الدكتاتوري. وقال رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب بهذه المناسبة “ان ليبيا ستدخل مرحلة جديدة سيكون عنوانها الأكيد تأسيسا جديدا للدولة الليبية على صعيد الهيكلة والبرامج وإعادة الإعمار”. وجرى الحفل في قاعة مؤتمرات فخمة بأحد فنادق العاصمة الليبية الذي سيكون من الآن فصاعدا مقر المؤتمر الوطني العام حيث أعدت قاعة في الطابق الثاني من الفندق لإجراء جلسات المجلس. فيما اتخذت السلطات إجراءات أمنية استثنائية خصوصا بعد تصاعد العنف في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت وزارة الداخلية عن إغلاق محيط الفندق وكافة الطرق القريبة أو المؤدية إلى قاعة المؤتمرات. وشارك في الحفل ممثلون عن المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية في ليبيا وأعضاء في المجلس الوطني الانتقالي والحكومة. في وقت ذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المؤتمر سيبدأ رسميا أعماله أولى جلساته اليوم الخميس، حيث ينتظر ان يكلف المؤتمر الوطني العام باختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يفترض ان يتم حله اثناء الجلسة الاولى للمؤتمر. كما يفترض ان يقود المؤتمر الوطني العام ليبيا الى انتخابات جديدة على أساس دستور جديد خلال عام ونصف. وعقد أعضاء المؤتمر مساء الاثنين اجتماعا غير رسمي اتفقوا خلاله على ضرورة انتخاب رئيس ونائبي رئيس للمجلس في غضون أسبوع بحسب صالح الجعودة الذي انتخب كمرشح مستقل من مدينة بنغازي. وسيتم أيضا اختيار لجنة لصياغة القانون الداخلي للمؤتمر الوطني العام المنبثق عن الانتخابات التاريخية التي جرت في السابع من يوليو. بينما استبعد الجعودة تشكيل حكومة جديدة قبل حلول عيد الفطر المرتقب بعد 10 أيام. ويحظى تحالف القوى الوطنية، وهو ائتلاف يضم اكثر من أربعين حزبا ليبراليا صغيرا بقيادة مهندسي ثورة 2011 ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بـ39 مقعدا من اصل 80 مقعدا مخصصة لأحزاب سياسية. بينما يحظى حزب العدالة والبناء المنبثق عن الاخوان المسلمين بـ17 مقعدا. ووزعت المقاعد الـ120 الباقية على مرشحين مستقلين. الى ذلك، قال رئيس الوزراء الليبي أثناء زيارة للمملكة المغربية بدأها الثلاثاء على رأس وفد كبير “ان اتحاد المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) هو الوعاء الذي يحوي الكثير من الأحلام التي لن تتحقق إلا إذا كان هناك اتحاد مغاربي فاعل وجدي”. وأكد خلال ندوة صحافية مشتركة مع رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران “ان الاتحاد المغاربي هو الوعاء الذي يحوينا جميعا، بل ويحوي الكثير من أحلامنا ونريد لهذه الاحلام ان تتحقق”. وأضاف “لن يحصل ذلك إلا اذا كان هناك اتحاد مغاربي فاعل وجدي عنده برامج عملية مدروسة وواضحة نريد لها ان تتحقق وبشكل سريع”. وقال الكيب “ان العمالة المغربية مرحب بها في ليبيا بشكل كبير جدا وارى المجال مفتوحا على مصراعيه لمن يستطيع ومن لديه الامكانية للمساهمة في اعادة بناء ليبيا الجديدة، ونؤكد على رغبتنا الشديدة في ان تكون للمغرب بصمته في هذه العملية”. وتابع ان زيارة الوفد الليبي الى المغرب جاءت لشكر المغرب قيادة وشعبا على كل بذلوه سواء بشكل مادي أو عن طريق مشاعرهم ودعائهم للشعب الليبي خلال ثورته. وأضاف “نريد ان تعكس هذه العلاقة مشاريع إنسانية وايضا عملية واقتصادية”. من جانبه، قال ناصر المانع المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء الليبي “ان مشروع الاتحاد المغاربي في مصلحة الجميع وسنبذل كل الجهود لإنجاحه وسنتعامل بواقعية وعدالة، ولن نقبل، كما كان يفعل النظام السابق في ليبيا، ان يكون للمزاج الشخصي والهوى والرغبات الخاصة دور في توجهاتنا السياسية”. وأضاف “سنكون حريصين على مراعاة المصلحة العليا لليبيا وباقي الدول ونحن نؤسس لمرحلة جديدة لعلاقة ليبيا بالدول الأخرى مبنية على المصالح المشتركة واحترام حق وخصوصية كل دولة”. وأضاف “ان ليبيا تفتح أبوابها لعودة العمالة المغربية والعمالة الأخرى للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة”، لافتا الى ان هناك حوارا بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين لدرس الفرص المتاحة، ومعتبرا “انه لا يوجد في طريقنا أية مشاكل ومعوقات أو ملفات عالقة والفرصة متاحة للتعاون الوثيق، وما نحتاجه هو التواصل الفاعل والجلوس وجها لوجه ومناقشة الامكانات المتاحة عند الطرفين”. من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور، إن فرض الأمن في ليبيا بعد القذافي سيكون أولوية للهيئة المنتخبة الجديدة، وأضاف في تعليقه على أحداث العنف الأخيرة “من الواضح أنها تقلقنا، لكننا في الوقت نفسه نحقق بشأنها، ونحاول معرفة من يقف وراء ذلك”، وأضاف “استطعنا تحسين الوضع الأمني مقارنة بما كان عليه حين بدأنا لكن ما يزال هناك الكثير يتعين عمله.. الأمن على قمة جدول الأعمال لمن سيتولى السلطة أياً كان”. وعبر أبو شاقور عن التفاؤل بإمكانية التغلب على المشاكل، وقال “لا أعتقد أن الوضع سيسوء.. أعتقد أن الأمور ستتحسن بمرور الوقت.. قواتنا الأمنية تتحسن.. أعتقد أن النظرة من خارج ليبيا بشأن الأمن ليست صحيحة للأسف.. إذا قارنتنا مع دول أخرى مثل العراق وغيرها فلا مجال للمقارنة بخصوص الأمن.. الأمن لدينا أفضل كثيراً كثيراً”، لافتاً إلى أن الحكومة المؤقتة التي تعد لتسليم السلطة تعمل بشأن توصيات عديدة لزعماء ليبيا الجدد مثل وضع خطط لفرض تصاريح لحمل السلاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©