الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نيك فيراري.. صاحب أفضل مقابلة صحفية خلال العام في بريطانيا

نيك فيراري.. صاحب أفضل مقابلة صحفية خلال العام في بريطانيا
21 ديسمبر 2017 13:25
عندما يقول محاورك كلاماً لا يبدو منطقياً، لا تدعه يمر مرور الكرام. توقف، ولا تجعله يفلت بما قال. أمسك به متلبساً.. سر الصنعة الصحفية هو الإنصات الجيد لإجابات المصدر.. استمع بتركيز للردود.. من هو نيك فيراري وأين يعمل؟ - فيراري (58 عاماً) مذيع راديو بريطاني يقدم برنامجاً شعبياً أسبوعياً على محطة «إل بي سي» البريطانية. وهو يكتب بانتظام لصحيفة «صنداي إكسبرس»، وسبق أن عمل محررا في «صنداي ميرور» وتولى منصب نائب رئيس التحرير في «ديلي ميرور»، كما عمل مسؤولاً عن قسم التحقيقات في مجلة نيوز أوف ذي وورلدز صنداي. لماذا برز اسم فيراري مؤخراً في الأنباء؟ - لأنه فاز باثنتين من جوائز «ذي برس جازيت» البريطانية الشهيرة.. واحدة باعتباره أفضل صحفي خلال العام.. والثانية جائزة صحافة الشؤون العامة. كيف اقتنص فيراري الجائزتين.. ولماذ؟ - كان المذيع النشيط يجري حواراً على الهواء مع دايان آبوت وزيرة الداخلية في حكومة الظل يوم 2 مايو الماضي. هو في الاستوديو وهي تتحدث معه عبر الهاتف. هذه المحادثة التي لم تستغرق طويلا قوضت المستقبل السياسي للسياسية البريطانية وجعلت منها أضحوكة الوسط السياسي كله لفترة غير قصيرة. كما تمت الإشارة خلال حفل توزيع الجوائز في لندن مطلع الأسبوع إلى تغطيته المميزة لكارثة حريق برج جرينفيل الذي أودى بحياة 71 شخصاً في لندن. كيف حدث ذلك؟ - كانت آبوت تتحدث عن تعهد حزب العمال المعارض بتعيين عشرة آلاف ضابط شرطة إذا ما فاز الحزب في الانتخابات التي كانت ستجرى في يونيو 2017 وشكل الحكومة المقبلة. فسألها المذيع: كم ستكلف هذه الخطوة؟ ردت الضيفة قائلة بثقة: حسناً، إذا ما قمنا بتعيين 10 آلاف شرطي وشرطية خلال فترة 4 أعوام. فنعتقد أن ذلك سيكلف 300 ألف جنيه إسترليني. تساءل فيراري: ثلاثمئة ألف إسترليني لـ10 آلاف ضابط شرطة؟! كم ستدفعين لهم؟ وبالطبع، سيحصل كل واحد منهم، بحسب تقديرات آبوت الغريبة، على مجرد 30 إسترليني سنوياً. فسارعت وزيرة الظل إلى القول: «آسفة.. ها ها. لا. أعني... آسفة.. هؤلاء سيكلفوننا.... إنهم.. ستبلغ التكلفة.... أوم... نحو» هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ أبداً، فبعد قليل، أخطأت آبوت مرة أخرى، عندما قالت إن حكومة حزب العمال ستعين 250 ألف ضابط شرطة إذا ما فاز الحزب في الانتخابات. فقال نيك فيراري بذهول: 250 ألف شرطي؟! فردت آبوت سريعاً «وشرطية.... لا، سنعين 200 وربما 250. والتكلفة...». رد فيراري قائلاً «من أين ستأتون بـ250 ألف شرطي؟» فقالت آبوت «أعتقد أنت الذي قلت ذلك وليس أنا.» رد المذيع «أستطيع أن أوكد لك أنك قلت هذا الرقم لأنني دونته عندي». ماذا جرى بعد ذلك؟ بعد انتهاء هذه المكالمة الكارثية اعتبرها كثيرون أسوأ حوار يقوم به سياسي بريطاني منذ فترة طويلة. وقد سارع حزب العمال لسحب آبوت من خوض الانتخابات قبل إجرائها بأيام قليلة. كيف استطاع أن يتعامل فيراري بسرعة مع الأرقام الغريبة التي تحدثت عنها السياسية البريطانية خلال المقابلة؟ قال المذيع الماكر في مقابلة مع موقع «ذي برس جازيت» إن السر في سرعة تحليله لهذه الأرقام واكتشافه إلى أي مدى هي غير منطقية، هو أنه كان في الاستديو وهي كانت معه على الهاتف.. لذلك، بينما كانت هي تتحدث، كان هو يكلف طاقم العمل معه، بمراجعة هذه الأرقام سريعاً. وبالطبع، أيده فريق العمل في أن الأرقام أبعد ما تكون عن المنطق. ما هي النصيحة التي يقدمها فيراري للصحفيين في مثل هذه المواقف؟ أنصت.. أنصت.. ثم أنصت جيدا. ولابد من التركيز جيدا، لأنه عندما يقول محاورك كلاما لا يبدو منطقيا، لاتدعه يمر مرور الكرام. توقف، ولا تجعله يفلت بما قال. ليخرج فائزا من المقابلة. أو ينكر أنه قال.. لابد من الإمساك به متلبساً.. سر الصنعة الصحفية هو الإنصات الجيد لإجابات المصدر.. دائما استمع بتركيز للإجابات.. هذا هو المفتاح. هل هذا هو ما جعل من فيراري صحفياً ناجحاً؟ - لابد أن يكون المرء شغوفاً بطرح الأسئلة للوصول إلى إجابات.. يتعين أن تكون مستعداً للحظة التي يقول فيها أي متحدث صحفي باسم أي جهة أو حتى مسؤول أن كل شيء تحت السيطرة.. حينها تعرف أن الأمر كله هراء وأنه ليس أبداً تحت السيطرة. وهنا تبدأ هجومك.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©