الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديكورات الشرقية تاريخ في منازلكم

الديكورات الشرقية تاريخ في منازلكم
6 يناير 2008 00:37
رغم موضة الحداثة والعصرنة والتغريب التي طغت على أسلوبنا المعماري وديكورات بيوتنا، إلا أن كثيرين ما زالوا مسكونين بالشغف والحنين إلى الشرق القديم وفنونه المختلفة· فالديكورات الشرقية لها عشاقها، وفن الحفر والخط والزخرفة ما يزال يجذب العديد من المهتمين والباحثين عن التصاميم الشرقية النفيسة والفريدة، بكل ما تحمله من خصوصية وبراعة في التصميم والتنفيذ، وما توفره من مناخات جمالية تعود بنا إلى الزمن الجميل، وفي هذه العجالة مع الحرفي والفنان عصام أوطة باشي يمكن أن تجدوا ما يناسب بيوتكم ويوفر لها هذا الطابع إن كنتم من عشاقه· يقول عصام: ''نحن من عائلة توارثت فن الزخرفة الإسلامي أباً عن جد، وقد ذكر اسم عائلتنا في المتحف الوطني بدمشق لخبرتنا في تصميم وتنفيذ القاعات الشرقية، وترميم القاعات الأثرية، كما شارك أجدادنا في ترميم الزخارف الأولى للجامع الأموي، إضافة إلى الترميم الحديث له''· عصام الذي جاء إلى الإمارات منذ خمسة عشر عاماً، يوضح خصوصية فن الزخرفة الإسلامي قائلاً: ''نحن لا نقدم فناً واحداً، بل نجمع الفنون الإسلامية منذ أوائل العصر الأموي ومروراً بالعصر العباسي ثم الفاطمي وغيرها في محاولة لخلق حالة من التناسق والانسجام، ونستلهم من كل عصر شيئاً ما ثم نبتكر توليفة متفردة من النقوش والزخارف الإسلامية مع إدخال حروف من الخط العربي والآيات القرآنية أو مقتطفات شعرية· وكل هذا يتم رسمه يدوياً بدقة ومهارة وحرفنة مع التركيز على اللون الذهبي بتلبيسه بورق الذهب أحياناً وتطعيمه بالألوان الشرقية الدافئة لتضفي على الشكل النهائي مزيداً من الألق والسحر''· عصام لا يعتبر ما يفعله مجرد ديكور أو تزيين للسقوف والجدران في المنازل، بل نوعاً فريداً من الفن والسحر، ويضيف: ''لو تأمل المرء جيداً يجد أن هذا النوع من النتاج الإبداعي ينقله إلى فترة زمنية مختلفة، ويشعر كما لو أنه يعيش في العصر الذهبي للفن الإسلامي أو كأنه في قصر من قصور الخلافة أو أحد دهاليز الشرق القديم، وربما يعود هذا إلى القيمة الحقيقية والشخصية المتفردة للفن الإسلامي، فالفنان المسلم كان مثقفاً ومختلفاً عن غيره، حيث ميز نفسه بأسلوب مبتكر يختلف عن فنون الحضارات الأخرى، واستعاض عن رسوم الحيوانات والبشر بالنقش والتوريق والزخرفة ليملأ الفراغات، فرسم الورود وسنابل القمح وأغصان الشجر وأدخلها باعتزاز مع الحرف العربي والآيات الكريمة ليخلق حالة جديدة وفناً مميزاً· وقد قدم ابتكاراتٍ وأنماطاً متعددةً على مرّ العصور التاريخية المتعاقبة بحيث تم إدخال عناصر جديدة مثل الأرايبسك والصَدَف وغيرهما بشكل يضفي طابعاً جمالياً وجديداً على هذا الفن ما تزال شواهده المعمارية قائمة إلى يومنا هذا في قصر الحمراء وقبة الصخرة والمسجد الأموي''· وعن أسلوب تحديثه وتطويره للفن الدمشقي وما إذا كان يضر بأصالته، يؤكد أن ''كل خط نستحدثه أو نضيفه على هذا الفن يجب أن يأتي منسجماً ومتناغماً مع التراث الإسلامي الأصيل· والتحديث عادة يحدث على مستوى التكنيك وأسلوب التنفيذ فقط، كإدخال ألوان جديدة ومبتكرة أو الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة عبر اللجوء إلى معالجة الخشب واللون، والاستعانة بجهاز الكمبيوتر في التصميم مما يوفر الوقت والجهد··· وكل ذلك في إطار المحافظة على الطابع العام لهذا الفن الإسلامي النفيس''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©