الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أيام الأجداد.. ذكريات محفورة في الوجدان

أيام الأجداد.. ذكريات محفورة في الوجدان
30 نوفمبر 2018 01:52

أشرف جمعة (أبوظبي)

صورة مشرقة لا تزال تسكن القلوب، فقد أطلت شمس الاتحاد على ربوع وطن عامر بالخير، يمتلك الطموح وإرادة التقدم والرقي، حتى أضحى اليوم الوطني مع مرور الأيام الذكرى التي ترسخ معاني الولاء والانتماء وتجسد القوة والترابط، فالتاريخ يتوقف عند هذه اللحظة التي لا تزال محفورة في قلب كل مواطن محب لوطنه يسعى للاحتفال بروح تواقه لتذكر الماضي وقيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث تذكر السنوات الأولى لهذا الحدث الكبير، فقد كان الاحتفال باليوم الوطني يأخذ طابعاً خاصاً عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأيضاً من خلال الفنون الشعبية مثل العيالة وغيرها من الفنون الأخرى، فضلاً عن المجالس الشعرية التي كان ينشد فيها الشعر الوطني، وهو ما جعل لهذه الاحتفالات لوناً خاصاً، حيث كان يعبر فيه كبار المواطنين عن مدى فرحتهم «بالاتحاد»، ذلك الحلم الذي تحقق على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات.

تاريخ عريق
يقول الدكتور راشد المزروعي، باحث في الأدب والتراث الشعبي: لا يختلف الاحتفال باليوم الوطني في الماضي والحاضر من ناحية الشعور بأهمية قيام دولة الاتحاد والفرحة التي سكنت قلوب الجميع، لافتاً إلى أن مظاهر الاحتفال في الماضي كان لها طابع خاص، حيث كان الناس يشاهدون العرض العسكري المهيب، ومن ثم كانت المدارس تنظم مسيرات لها طابع مميز، حيث تبرق الفرحة في عيون الصغار الذين أصبحوا اليوم زهرة شباب الوطن، كما أن قادة الدولة كانوا يستقبلون المواطنين تعبيراً عن الاعتزاز بهذا اليوم الذي يعد بداية لتاريخ عريق وتأسيس لدولة الاتحاد التي أشرقت في المحيط الإنساني وازدهرت في المجالات كافة.
موضحاً أن الإعلام كان عليه دور كبير في إبراز مظاهر الفرحة من خلال نقل الصورة المضيئة لهذا اليوم، وكان يتم آنذاك في بداية قيام «الاتحاد» توحيد البث المباشر، فيتابع الناس الأحداث عبر الشاشات الفضية بشغف وحب وإجلال لهذا اليوم التاريخي الذي رسخ لمعاني الوحدة والترابط والقوة في الوقت نفسه، ويلفت المزروعي إلى أنه أيضاً كانت توزع من قبل الدولة المكرمات وتتسابق الصحف المحلية في إبراز قصائد الشعراء عبر صفحات الشعر الشعبي، وهو ما يعد تكريماً للشعراء الأماجد الذين كانوا يحتفلون بالوطن عبر الكلمة بمعانيها المبدعة التي تعبر عن محبة الأوطان والولاء للقيادة الكريمة في تناغم عجيب، ويرى المزروعي أن الاحتفال قديماً في كل ربوع الدولة كان من خلال تذكر الناس لمآثر الاتحاد والرخاء الذي عم الدولة من جراء هذا الحدث التاريخي الذي لا تزال ذكراه محفورة في قلب كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة.

فرحة عارمة
ويبين المستشار التراثي بنادي تراث الإمارات حثبور الرميثي أن اليوم الوطني ظل باقياً ومحفوراً في وجدان أبناء الوطن، لافتاً إلى أنه عاصر لحظة قيام دولة الاتحاد مثل كل أبناء جيله الذين يدركون تماماً أهمية هذا التاريخ المجيد، لافتاً إلى أن المجالس التي كانت تزخر بها البيوت كانت لا تفتأ الكف عن الحديث عما أحدثه الواقع الجديد في حياة الناس، وأن جميع المواطنين في السنوات الأولى للاحتفال بالأيام الوطنية كانت تعتريهم ولا تزال حالة من الفرحة العارمة، ويوضح أن الناس كانت تتزاور قديماً ويشاركون في الاحتفالات الشعبية وترديد الأهازيج القديمة ويتبادلون التهاني إحساساً منهم بأن الله أنعم عليهم بهذا الاتحاد الذي غير مجرى الحياة في ربوع الوطن، ويلفت إلى أن الشعر النبطي كان هو عنوان هذا الاحتفال من خلال القصائد التي كانت تنشد في الإذاعة وفي التلفزيون وفي المجالس التي تزخر بكبار المواطنين والشباب اليانع، فضلاً عن العروض العسكرية والاحتفالات في المدارس، مشيراً إلى أن الاحتفال في معناه الحقيقي كان يتمثل في فرحتهم ورضاهم عن هذا الإنجاز التاريخي المشرف وسط الأمم.

روح الاتحاد
ويرى المستشار التراثي بنادي تراث الإمارات فلاح بن بشر المري أن روح الاتحاد أوجدت حالة من الحب بين الناس وأن الاحتفال قديماً وحديثاً لم يتغير في المضمون، لكنه تغير في الشكل بحكم التطور الذي بلغ ذروته في الدولة، مؤكداً أن المواطنين كانوا يتبادلون التهاني في الماضي ويعبرون عن سعادتهم من خلال المشاركة في الاحتفالات الشعبية في الدولة، سواء من خلال حضور العروض الشعبية، أو من خلال التجاوب مع تطرحه وسائل الإعلام، ومن ثم الحضور إلى المجالس التي كان يجتمع فيها الكبار والصغار، ويكون محورها الحديث عن أمجاد الاتحاد، وغيرها من المظاهر الأخرى التي كانت تمثل ولا تزال ذروة الاعتزاز بالوطن الغالي.

الجيل الماضي
ويبين الشاعر الدكتور طلال الجنيبي أن الاحتفال باليوم الوطني في الماضي كانت لها خصوصيته كون الجيل الماضي عاصر أزهى سنوات الشموخ، فلم يكف الناس عن الحديث عن الذكريات والأحلام التي أصبحت واقعاً، ويؤمن الجنيبي أنه مهما مرت الأيام والسنون، فإن مشاعر الحب للوطن لا تتغير وأن الناس كانوا ينطلقون إلى كورنيش أبوظبي في العاصمة للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني في الماضي، وأن الجهات العامة كانت تقيم مسابقات للشعر وتشرف على تقديم بعض الفنون الشعبية المختلفة، وأن الإعلام كان له دور كبير في نقل الأحداث وتسليط الضوء على القيمة التاريخية لقيام دولة الاتحاد، وأن مظاهر الاحتفال تطورت مع مرور الزمن من خلال تزيين الشوارع وغيرها من المظاهر الأخرى التي أصبحت تظلل الحياة بشكل إبداعي ومتناسق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©