الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«معهد مصدر» يبحث خصوبة التربة لتنمية القطاع الزراعي

«معهد مصدر» يبحث خصوبة التربة لتنمية القطاع الزراعي
16 أغسطس 2015 20:20
أبوظبي (وام) كشف معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا عن مشروع بحثي لتطوير «حبيبات ميكروبية مجهرية» مبتكرة قابلة للتحلل حيويا في التربة لتحسين خصوبة التربة، ما يسهم في معالجة قضايا أمن الغذاء والمياه والطاقة في الإمارات ويدعم الجهود الوطنية الرامية إلى تنمية القطاع الزراعي. وتعمل طالبة الماجستير الإماراتية فاطمة الجلاف ضمن مشروعها البحثي الذي تجريه في مركز أبحاث المياه في معهد مصدر على تطوير حبيبات مجهرية مزودة بميكروبات خاصة تتحلل وتنتشر فور وضعها في التربة لتمدها بالعناصر المغذية وتؤهلها من أجل زراعة مستدامة. وقال الدكتور هيكتور هرنانديز، الأستاذ المساعد في الهندسة الكيميائية في معهد مصدر والمشرف على البحث: «تحتاج المجتمعات الميكروبية كتلك التي نسعى إلى تكوينها ضمن تربة الإمارات إلى بيئة مناسبة لتعيش ضمنها.. وهذه الحبيبات بدورها ستوفر هذه البيئة الحاضنة التي تحتوي على كافة المكونات اللازمة لتكاثر الميكروبات ضمنها لتتحلل بعد ذلك وتطلق عناصر مغذية تفيد التربة». تجدر الإشارة إلى أن الحبيبات الميكروبية المجهرية المعززة للخصوبة تم استخدامها مسبقا بنجاح في أماكن عدة مثل ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.. غير أن هذا النوع من الحبيبات لا يلائم التربة في الإمارات التي تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة مما يؤدي إلى جفاف هذه الحبيبات وانكماشها في غضون ساعات على وضعها في التربة. وقالت الجلاف: «تحتوي التربة السليمة عادة على ملايين الأحياء الدقيقة التي تؤدي العديد من الوظائف المفيدة للتربة كإزالة السموم وتخزين الكربون.. أما التربة الصحراوية في الإمارات فتفتقد بشكل كبير لمثل هذه الأحياء الدقيقة وكذلك لمصادر الكربون.. وهذا ما دفعنا للمضي في هذا المشروع البحثي والعمل على تطوير حبيبات ميكروبية مجهرية كوسيلة لتزويد التربة بهذه الميكروبات المخصبة». وتبذل دولة الإمارات منذ سنوات عديدة جهودا كبيرة لزيادة الإنتاج الزراعي بغرض تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنويع الاقتصادي غير أن التربة المحلية غير مؤهلة طبيعيا للزراعة حيث تشكل الرمال نسبة كبيرة من تركيبتها كما أنها تفتقد بشكل كبير للعناصر المغذية، وهذا ما يجعل من زراعة المحاصيل الغذائية تحديا كبيرا فضلا عن استهلاكها الكبير للمياه. وعلى الرغم من أن الري الزراعي يستهلك نحو 70% من المياه في الإمارات، إلا أن المنتجات الغذائية المستوردة ما زالت تستحوذ على 85 إلى 90 % من الاستهلاك الغذائي في الدولة سنويا. وتبحث الجلاف سعيا منها لتحسين خصوبة التربة ودعم الزراعة في الإمارات في تطوير حبيبات ميكروبية مجهرية من نوع خاص قادرة على أن تتحلل ببطء داخل التربة لتطلق عناصر مغذية يستفاد منها في تحسين جودة التربة في المناطق القاحلة في الدولة، وهي عبارة عن حبيبات بلاستيكية دقيقة يبلغ حجمها عادة ميليمترا واحدا ويشيع استخدمها في مستحضرات التجميل مثل منتجات تقشير البشرة ومعاجين الأسنان. كما تسعى إلى تطوير هذه الحبيبات واستخدامها على نطاق أوسع من خلال تزويدها بميكروبات تسهم في تعزيز خصوبة التربة، إذ تعتبر الميكروبات من المكونات الأساسية للتربة وتقوم بوظائف عديدة مثل تحليل النفايات وتهوية التربة كما أنها تساعد على تعزيز الكفاءة في استهلاك المياه وتحسين امتصاص التربة للعناصر المغذية. وقالت الباحثة: «تلعب التربة دورا مهما ضمن حلقة الغذاء والمياه والطاقة.. فالتربة المحلية تتطلب الكثير من مياه الري وهذا يستهلك في المقابل الكثير من الطاقة.. ولذلك فإن الحبيبات الميكروبية المجهرية تسهم في تعزيز قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه وتوسيع رقعة المحاصيل الزراعية علاوة على قدرتها في الحد من استهلاك المياه والطاقة وتعزيز الإنتاج الزراعي في الدولة». وتعمل الطالبة فاطمة والدكتور هرنانديز حاليا بالتعاون مع الدكتور بانس ناوموف ومساعده ليدون زانغ باحث دراسات ما بعد الدكتوراة المشارك من جامعة نيويورك أبوظبي على تحديد المادة الأساسية الأنسب من حيث قدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية في الإمارات.. وقاد هذا التعاون البحثي إلى تطوير حبيبات ميكروبية تتكون من ألجينات الصوديوم المضافة إلى كلوريد الكالسيوم. وتقوم الجلاف والدكتور زانغ بإجراء التعديلات اللازمة على صيغة الحبيبات للتوصل إلى التركيبة الأمثل، حيث يأملان أن تقود جهودهما البحثية إلى تطوير حبيبات ميكروبية مجهرية قادرة على تحمل مناخ وحرارة الإمارات للاستفادة منها في تخصيب الأراضي الزراعية والمحافظة على الموارد المائية. وأعربت الجلاف عن اعتقادها بأن استخدام هذه التقنية في تحسين نوعية التربة من شأنه أن يساهم في زيادة إنتاج المحاصيل الغذائية والحد بشكل كبير من استهلاك المياه والطاقة في الإمارات، الأمر الذي يفضي إلى زراعة أكثر إنتاجية وربحية واستدامة. ويعكس هذا البحث المبتكر للطالبة المواطنة فاطمة الجلاف سعي معهد مصدر الحثيث إلى تطوير رأس المال البشري والمعرفي الوطني الذي يسهم بدور فاعل في تعزيز تنافسية الدولة وبناء اقتصادها القائم على المعرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©