جاكرتا (ا ف ب) - يبدي بعض المسلمين في إندونيسيا التي تعد أكبر بلد مسلم في العالم انزعاجهم من المبالغة في أصوات الأذان، والتلاوات والأدعية التي تنطلق صاخبة من مكبرات الصوت بشكل متكرر في أيام شهر رمضان. وإضافة إلى الأذان للصلوات الخمس، لا تكاد مكبرات الصوت تهدأ، إذ تطلق المساجد التي يبلغ عددها 800 ألف في إندونيسيا ذات الـ240 مليون نسمة أذاناً أيضاً للسحور، تليه تلاوة للقرآن تستمر حتى أذان الفجر، أي على امتداد أكثر من ساعتين.
وقال بيرينجين كوسوما المقيم في منزل يبعد 20 متراً عن المسجد “معظم الناس يستيقظون قبل الساعة الرابعة والنصف فجراً، ليتناولوا سحوراً خفيفاً قبل الفجر، ثم يصلوا ويناموا، ولكن مكبرات الصوت لا تترك مجالاً لذلك إذ إنها تواصل بثها من بعد منتصف الليل إلى الفجر”. وأضاف “أصوات المكبرات تكون عالية جداً، ولولا سدادات الآذن، لما استطعت أن أنام دقيقة واحدة في رمضان”.
وقال الطبيب روني سوينتو المتخصص بالأنف والأذن والحنجرة “إن مستوى الصوت الذي تبثه مكبرات الصوت من المساجد، يمكن أن يصل إلى مستوى خطر بالنسبة للأشخاص المقيمين قرب المساجد”، وأضاف “من شأن ذلك أن يؤدي إلى ضعف في السمع على المدى الطويل”.
والتعبير عن الاستياء من أصوات المكبرات يكاد يكون محصوراً بالأجانب المقيمين فقط في إندونيسيا. فقبل سنتين، فجر أميركي في جزيرة لوموك السياحية شرق إندونيسيا غضبه في مسجد مجاور، حيث قام بقطع أسلاك مكبرات الصوت، وانتهى بالسجن لمدة خمسة أشهر بجرم التجديف. لكن بعض الإندونيسيين عبروا أيضاً عن استيائهم من هذه الظاهرة. وكان نائب الرئيس بوي ديينو دعا المساجد إلى خفض أصوات المكبرات، وصولاً إلى مطالبتها بإلغاء استخدامها للمكبرات أصلاً، والعودة إلى استخدام الصوت البشري المجرد الذي يصدح به المؤذن من على المئذنة منادياً للصلاة، كما كانت حال المسلمين الأوائل. وقال في أبريل الماضي “إن صوت الأذان الرقيق الذي يسمع بالكاد من بعيد، يبلغ أعماق القلوب أكثر من ذلك الضجيج الذي تبثه مكبرات الصوت”.
وقد أثار هذا التصريح الفريد من نوعه جدلاً واسعاً في المجتمع الإندونيسي. وقبل بدء شهر رمضان، طالب أحمد ديران حاكم مقاطعة كاليمانتان في جزيرة بورنيو القيمين على المساجد بعدم استخدام مكبرات الصوت في تلاوة القرآن.
عدد اليوم
