الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
19 أغسطس 2011 22:33
يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء بالدولة تنقسم خطبة الجمعة إلى جزئين.. فهل هذا من أيام الرسول عليه الصلاة والسلام؟ الخطبة يوم الجمعة خطبتان، وهي معهودة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس الخطيب بينهما، والدليل على ذلك ما جاء في موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى حيث روى: (عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبتين يوم الجمعة وجلس بينهما)، وجاء في المحيط البرهاني في الفقة الحنفي:»قال الشافعي رحمه الله: لا بد من خطبتين .. يحتج بالتوارث من لدن رسول الله عليه السلام إلى يومنا هذا من غير نكير منكر، والمتوارث كالمتواتر). والله تعالى أعلم. كيف يحصل المسلم على صفة: «الذاكر كثيراً»؟ قال الله تعالى: {...وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]. وقال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (.. الذاكرين أصناف ... قال الزمخشري: الذاكرون الله من لا يكاد يخلو بلسانه أو بقلبه أو بهما عن الذكر والقراءة). ومن الأعمال التي يكون بها صاحبها من الذاكرين الله كثير أن يوقظ الرجل امرأته أو توقظه هي ثم يصليان ركعتين، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصليا ركعتين جميعاً، كتبا من الذاكرين الله كثيراً، والذاكرات». ومن المعروف أن الذكر هو ما يجري على اللسان من قراءة القرآن والتهليل والتسبيح ونحو ذلك إلا أن حقيقة الذكر هي ملازمة طاعة الله واجتناب نواهيه، قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (قال القرطبي: هذا يؤذن بأن حقيقة الذكر طاعة الله في امتثال أمره وتجنب نهيه، وقال بعض العارفين: هذا يعلمك بأن أصل الذكر إجابة الحق من حيث اللوازم). وعلى هذا فالذاكر ربه كثيراً هو من يلتزم بالطاعات ويجتنب المعاصي ويكثر حسب استطاعته في كل أحواله من قراءة القرآن والتهليل والتسبيح والحمد وغير ذلك من أوجه الذكر، والله تعالى أعلم. ما معنى إسباغ الوضوء على المكاره؟ نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا جميعاً ممن يجتهد في الطهارة في جميع الظروف، وإسباغ الوضوء على المكاره هو إتمام غسل الأعضاء رغم البرد ونحوه مما يصعب معه الوضوء. والحديث الذي ذُكِرَتْ فيه هذه العبارة ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط». قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: (وإسباغ الوضوء تمامه والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك)، والله تعالى أعلم. كيف يقرض المسلم قرضاً لله؟ فهل هي الصدقة؟ أم هي الوقف؟ وهل هناك أمثلة لنقتدي بها؟ معنى القرض المذكور يشمل كل ما أنفق في أعمال البر والخير بنية خالصة وعزيمة صادقة ابتغاء وجه الله تعالى. قال الله تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [البقرة: 245]، قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره: (وقيل المراد بالآية الحث على الصدقة وإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين والتوسعة عليهم، ... وكَنَى الله سبحانه عن الفقير بنفسه العلية المنزهة عن الحاجات ترغيباً في الصدقة). والوقف: نوع من الصدقة الجارية حبس أصله لمصلحة يقدرها الواقف، وجعل منفعته لجهة معينة، أو لوصف عام مثل الفقراء والمساكين. ومن المعلوم أن الصدقة الجارية هي مما ينفع المسلم بعد موته، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وفي تاريخ السلف الصالح نجد أمثلة كثيرة على الإنفاق والصدقات الجارية، من ذلك ما في سنن الترمذي عن أنس، قال: لما نزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92] أو {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً} [البقرة: 245] ، قال أبو طلحة - وكان له حائط فقال- : يا رسول الله حائطي لله، ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال: «اجعله في قرابتك أو أقربيك». وهنالك أمثلة معاصرة كثيرة من أبرزها الوقف على جهات خيرية. وكل مسلم باستطاعته أن يقرض الله قرضاً حسناً حسب ما آتاه الله، فإن كان محدود الدخل فليتصدق حسب طاقته ولو بدرهم واحد، وإن كان صاحب سعة فلينفق فيما استطاع من أوجه الخير، والله تعالى أعلم. ما حكم الشرع في مقولة: البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل وجزاكم الله خيراً؟ مقولة: (البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل) لا تأثير لها شرعاً على حق المشتري في خيار الرد بالعيب المؤثر، وهي فقط تعبير من البائع أنه لن يقبل الإقالة. فإذا لم يتأكد المشتري من سلامة البضاعة عند الشراء ثم ظهر بعد ذلك عدم صلاحيتها فإن العبارة السابقة لا تمنع من حق المشتري في خيار الرد بالعيب المؤثر بشروطه المعروفة في الفقه لمختلف البضائع، قال العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه لمختصر خليل: (... من اشترى سلعة، واشترط فيها شرطاً لغرض، ... ثم لم يجد المبتاع في تلك السلعة ما اشترطه له البائع فإنه يثبت للمبتاع الخيار إن شاء ردها...). وقال العلامة ابن قدامة رحمه الله في المغني: (متى علم بالمبيع عيباً، لم يكن عالماً به، فله الخيار بين الإمساك والفسخ، سواء كان البائع علم العيب وكتمه، أو لم يعلم. لا نعلم بين أهل العلم في هذا خلافاً). وعلى هذا فكتابة «البضاعة لا ترد ولا تستبدل» هو فقط تعبير من البائع أنه لن يقبل الإقالة، ولا يترتب على هذه العبارة إلغاء ما يترتب عليه من خيار الرد بالعيب المؤثر، والله تعالى أعلم. هل النوم يبطل الوضوء؟ علما أنني عندما نمت كنت كل مرة أقوم من النوم حتى لا يبطل الوضوء ثم أنام مرة أخرى فهل وضوئي باطل أم لا أفيدوني أفادكم الله؟ نسأل الله العلي القدير أن يحبب إليك الطهارة، والنوم ناقض للوضوء إذا كان ثقيلاً بحيث لم يعد الإنسان يشعر بما يحدث له، قال العلامة عبد السميع الأبي رحمه الله في شرحه لرسالة ابن أبي زيد: (النوم الثقيل ينقض الوضوء مطلقاً طال أو قصر وحقيقة النوم الثقيل إنه الذي يخالط القلب ولا يشعر صاحبه بما فعل...). وعلى هذا فإذا كنت قد غبت كلياً في إحدى نوماتك فقد بطل وضوؤك، وإن كان نومك خفيفاً وتشعرين بالذي يجري حولك ومدركة له فلا يعتبر ناقضاً، ولكن يستحب الوضوء من النوم الخفيف الطويل، قال العلامة الأبي في شرحه على الرسالة: «... إن الخفيف الذي يشعر صاحبه بأدنى سبب لا ينقض مطلقا قصيراً كان أو طويلًا لما في مسلم: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون) لكن يستحب الوضوء من النوم الخفيف الطويل:. والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©