الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتداء كراتشي يؤكد توسيع «جبهة طالبان» في باكستان

14 نوفمبر 2010 23:30
يشكل الاعتداء الذي وقع هذا الأسبوع في كراتشي تأكيدا للمخاوف المتزايدة حيال توسع خطر المتشددين في باكستان مع التقارب الحاصل بين “طالبان الباشتون” في شمال غرب البلاد و”طالبان الجدد” في البنجاب، وجميعهم متحالفون مع القاعدة. وتبنت حركة طالبان الباكستانية الاعتداء بالسيارة المفخخة. وهذه الحركة الناشطة في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان ، تعتبر مسؤولة عن القسم الأكبر من الاعتداءات الدامية التي تشهدها باكستان منذ ثلاث سنوات. غير أن الشرطة أشارت بأصبع الاتهام منذ مساء الخميس إلى مجموعة عسكر جنجوي البنجابية المتطرفة، باعتبارها المنفذ الرئيسي للاعتداء بمساعدة طالبان الباكستانية. وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك الجمعة أن “مجموعة عسكر جنجوي تقف وراء الهجوم في كراتشي”. ولكل من الحركتين المتطرفتين المحظورتين أهدافها الخاصة، حيث إن طالبان الباكستانية تقاتل الحكومة بسبب انضمامها الى “الحرب على الارهاب” التي تخوضها الولايات المتحدة في المنطقة، فيما تستهدف هجمات عسكر جنجوي الاقليات الدينية، لا سيما تلك الشيعية. وما يجمع بين الحركتين هو انهما تضمان في صفوفهما العديد من المقاتلين الذين قاوموا “الكفار” السوفيات ثم الغربيين في أفغانستان. وكان جميع المقاتلين المتشددين يلتقون في معسكرات التدريب، وكذلك في كراتشي، المدينة الكبيرة البالغ عدد سكانها 17 مليون نسمة والتي تشكل ملاذا لهم منذ زمن بعيد. وفي صيف 2007 هاجم الجيش الباكستاني المسجد الأحمر في إسلام آباد وطرد منه مئات الطلاب وقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من مئة شخص. وعلى إثر الهجوم، حصل تقارب بين المقاتلين الباشتونيين والبنجابيين وقد اعلنوا جميعا الجهاد على الحكومة، وذلك بتشجيع وتأييد من تنظيم القاعدة. وشاركت طالبان الباكستانية منذ ذلك الحين في هجمات على الشيعة، كما رصدت السلطات بصمات عسكر جنجوي في عدة اعتداءات استهدفت قوات الأمن. وبات عناصر عسكر جنجوي وغيرها من الحركات المتطرفة البنجابية يعرفون باسم “طالبان البنجاب”. وفي أكتوبر 2009 أقر رحمن مالك بعد سلسلة من الهجمات الدامية شنها المتمردون في عدة مناطق، بأن “حركات طالبان الباكستانية .. والقاعدة وعسكر جنجوي المحظورة تتحرك معا في باكستان”. غير أن الوضع ازداد تعقيدا في الأشهر الماضية حيث باتت السلطات تطارد “طالبان البنجاب” تحت ضغط الغربيين الذين يشتبهون بضلوع الحركة إلى جانب القاعدة في التخطيط لاعتداءات في الولايات المتحدة وأوروبا. وكانت شرطة كراتشي اعتقلت الأربعاء الماضي عشية الاعتداء عناصر من عسكر جنجوي وقياديا في طالبان الباكستانية. وقال قائم علي شاه رئيس حكومة ولاية السند أن “الإرهابيين” هاجموا مساء الخميس مكاتب الشرطة “لتحرير رفاقهم لكنهم فشلوا”. وتواجه الحكومة مهمة في غاية الصعوبة في هذه المدينة حيث يشتبه بأن آلاف المدارس القرآنية تخرج أعدادا متزايدة من المرشحين للجهاد ضد الولايات المتحدة وحليفتها اسلام اباد. وقال مسؤول في أجهزة الأمن في كراتشي الجمعة طالبا عدم كشف اسمه ان “كل هذه المجموعات (طالبان الباكستانية وعسكر جنجوي) عززت صفوفها في كراتشي في الأشهر الأخيرة”. وحذر المحلل حسن عسكري من انه “إذا أرادت الدولة الباكستانية التخلص من هذه المجموعات، فسيترتب عليها خوض حرب شوارع داخل المدن”.
المصدر: كراتشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©