أمسيتان للإنشاد الديني تنالان إعجاب جمهور مسرح أبوظبي

تابع جمهور مسرح أبوظبي على كاسر الأمواج، بإعجاب كبير أمسيتين للإنشاد الديني الصوفي، والمديح النبوي والسّماع، قدّمتهما فرقة ارحوم البقالي للحضرة الشفشاوية والمديح والسّماع المغربية مساء أمس الأول، وذلك في إطار فعاليات المهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه نادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ويختتم فعالياته في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وتضمن برنامج الفرقة الذي امتد ساعتين إنشاداً دينياً ومواويل وقصائد ومدائح نبوية وأزجالاً وابتهالات تعكس جانباً من الفن الصوفي، وذلك بغرض الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي المغربي الأصيل لمدينة شفشاون المغربية. حضر الفعالية علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة بالإنابة، وحبيب يوسف الصايغ عضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات رئيس الهيئة الإدارية لمسرح أبوظبي، وجمهور غفير. كما تضمن برنامج الفرقة المكونة من 15 منشدة وعازفة على الآلات الإيقاعية، بقيادة الملحنة ارحوم البقالي، وهي أول امرأة مغربية حاصلة على الجائزة الأولى في التكوين الموسيقي، مجموعة من المواويل التي استهلت بها المنشدات أداء القصائد والأشعار، كما قدّمت الفرقة مجموعة من القصائد من بينها «سيدي علي بن ريسون» و«دهري مثقل بالذنوب»، و«بالله زودوني برضاكم»، و«شقّور مولاي علي»، و«حسن الكرامة» و«أعلى مقامي»، وجذبت الفرقة جمهورها من خلال أدائها المميز المتناسق من خلال استخدامها عدداً من آلات الإيقاع، منها الطبل والدف والتعريجة والرّق، ومن ذلك أناشيد تتمتع بروحانية عالية وكلمات خاشعة في وصف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ونجحت الفرقة وجميع عضواتها في تقديم لون تراثي جديد يشتمل على الأداءين الفردي والجماعي وأداء الكورال، وتنويعات من المديح والذكر مع تنويعات من الحركة الممزوجة باللحن التراثي والأداء المتسق مع الجانب الفلكلوري المستمد من الترديد الشعبي القديم، وتقديمه في إطار عصري جاذب من حيث التوزيع ومهارة الأداء الجماعي بنغمات صوتية متعددة الطبقات. وعقب ختام مشاركة الفرقة في المهرجان وجهت قائدة المجموعة ارحوم البقالي الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على رعايته ودعمه للمهرجان، وتوجيهاته بمشاركة الفرق العربية لإحياء الليالي الرمضانية. من جانبه، أشاد علي عبد الله الرميثي بأداء الفرقة المميز، ومقدرة عضواتها على التواصل مع الجمهور، مؤكداً أن أمسيات الفرقة في المهرجان كانت ذات طابع خاص على مستوى القصائد والمدائح وجميع فقرات البرنامج بوجه عام، وقد أضفت هذه المشاركة الغنية بطابعها وتأثيرها الروحي، لوناً جديداً على برنامج الأمسيات التي قدمتها الفرق المحلية والعربية، خاصة في مثل هذا الشهر الفضيل، حيث متعة إحياء الليالي الرمضانية بما يعكس الحالة الروحانية المنشودة. وعبر الرميثي عن سعادة بالغة بنجاح الفرقة في نقل جانب مهم من تقاليد الفن الشعبي المغربي إلى الجمهور بصورة عصرية جاذبة. من ناحية أخرى، أكد حبيب يوسف الصايغ أهمية مشاركة الفرقة في المهرجان، وقال إنها واحدة من الفرق النسائية التي تمتلك عمقاً ثقافياً مهماً لجانب نقل الموروث الديني والشعبي في إطار فني يتناسب والجانب الروحي والإيماني لشهر رمضان الكريم،. الجدير ذكره أن فرقة ارحوم البقالي للفن الصوفي والحضرة الشفشاوية أسست في مدينة شفشاون (شمال المملكة المغربية) عام 2004 ، وهي تابعة لجمعية أخوات الفن الأصيل ولها طابع خاص في الإيقاع والأداء، وقد مثلت المغرب في العديد من المهرجانات.