الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زين الدين زيدان.. "الأستاذ"

زين الدين زيدان.. "الأستاذ"
25 أكتوبر 2006 01:16
تأليف: إيتيين لابروني عرض وترجمة: أنور إبراهيم: وضعه بيليه ضمن أفضل خمسة لاعبين في تاريخ كرة القدم ومنحه لقب ''الأستاذ''، وصفه ميشيل بلاتيني بالرائع الذي يبتكر الجديد في كل مباراة، وأطلق عليه ميشيل دينيسو مذيع قناة كنال بلوس الفرنسية الزعيم، واختاره الاتحاد الأوروبي كأفضل لاعب في النصف قرن الأخير· زين الدين زيدان هو الأستاذ والرائع والزعيم والساحر والمبدع والفنان والمايسترو، أعاد كتابة تاريخ الكرة الفرنسية ورسم بموهبته الاستثنائية اجمل لوحات الإبداع في ملاعب الكرة واحتلت كل أعماله مكانة بارزة في متحف التاريخ الكروي مع بيليه ومارادونا وكرويف وديستفانو وبلاتيني · ترك الملاعب وعلق الحذاء على الحائط بعد مونديال المانيا 2006 ولكن إنجازاته التي سطرها خلال 16 عاماً لن تغادر ذاكرة عشاق كرة القدم لسنوات طويلة، ومع إبداعات زيدان نتوقف في أهم المحطات من خلال أحدث كتاب صدر عن قصة حياة استاذ كرة القدم · كتاب زين الدين زيدان ''سيد الكرة'' أو ''الاستاذ'' من تأليف الكاتب الصحفي الفرنسي إيتيين لابروني والذي عمل بقسم التحقيقات بصحيفتي ليبراسيون ولوموند الفرنسيتين، وهو حالياً صحفي يتعاون بانتظام مع صحيفة ليبراسيون ويشرف على صفحات الكرة بها· الحلقة 11 الاعتزال الأول الملاك الأزرق يقرر التقاعد بعد عشر سنوات مع ديوك فرنسا بخروج منتخب فرنسا من مونديال كوريا واليابان عام ،2002 ورحيل روجيه لومير المدير الفني لمنتخب الديوك بعد فشله الذريع في المغامرة الآسيوية، بات واضحاً للجميع مدى تأثير زين الدين زيدان على أداء المنتخب بوجه عام وكيف أن تعرض للاصابة أو غيابه لأي سبب كان يعود بالخسارة المؤكدة على المنتخب· تلك هي الحقيقة الدامغة والبديهية التي اقتنع بها الكثيرون في فرنسا، بل وفي العالم كله ·· وبدأ الكثيرون يعقدون مقارنة رقمية بين المنتخب في وجود زيزو، والمنتخب في غيابه ·· وأكدت الارقام بشكل قاطع الفارق، فمنذ نهاية كأس الأمم الأوروبية 2000 إلى نهاية كأس العالم ،2002 فاز منتخب فرنسا مع زيدان 13 مرة وتعادل ثلاث مرات ولم يخسر سوى ثلاث مرات بما فيها الهزيمة من الدانمارك في نهاية الدور الأول لمونديال كوريا واليابان· وفي المقابل فاز المنتخب بدون زيدان خمس مرات فقط في 11 مباراة وخسر ثلاث مرات والنتيجة المنطقية لهذه المقارنة في تقدير المؤلف هي ضرورة أن يلعب زيدان كل المباريات، لأن وجوده لا غنى عنه· وشغل هذا الأمر الخبراء الفنيين والمعلقين والصحفيين بعد الخروج المخزي من مونديال ·2002 وطرح سؤال بسيط: هل هناك حياة بدون زيدان؟! وكان سبب هذا التساؤل وقتها أن زيدان فكر بالفعل في اعتزال اللعب الدولي وكانت المرة الأولى ولكنه طرد الفكرة من ذهنه· غياب الانسجام رحل روجيه لومير وحل محله جاك سانتيني كمدير فني لمنتخب فرنسا، وكانت مهمته أن يصعد بالديوك إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية ·2004 وكان من الطبيعي أن يستدعي المدرب الجديد نجمنا المايسترو زيدان ليكون القائد والمرشد للفريق ووافق زيزو وكان قد تجاوز الثلاثين بقليل· وأصبح كابتن الفريق في 21 أغسطس 2002 وكان أول لقاء له تحت قيادة سانتيني، بينما تولى روجيه لومير وقتها قيادة منتخب تونس· ورغم تأهل منتخب فرنسا لدور الثمانية في كأس الأمم الأوروبية 2004 الا أنه لم يكمل المشوار وكان هناك نوع من التنافر وعدم الانسجام الواضحين وصفة زيدان وقتها بقوله: لم نكن جميعاً نعمل في نفس الاتجاه وهذا هو مبعث الاحباط وخيبة الأمل·· لقد كان ينقصنا الانسجام والتفاهم والهارموني· نعم ·· كان زيدان صادقاً فيما قاله فلقد تحطم بالفعل الانسجام الجميل الذي كان موجوداً بين اللاعبين وبعضهم البعض· وخرجت فرنسا من البطولة في دور الثمانية على يد منتخب اليونان الذي انتزع كأس البطولة بعد ذلك لأول مرة في تاريخه· الاعتزال الأول خرج زيدان من أمم أوروبا في حالة يرثى لها ·· ممزقاً ومحبطاً جداً وحانت لحظة اعلانه اعتزال اللعب الدولي ·· وفي 12 اغسطس ،2004 أعلن بالفعل أنه سينهي مشواره الدولي مع منتخب بلاده بعد عشر سنوات من نيل شرف اللعب المتواصل مع الديوك· وكان ريمون دومينيك قد تولى وقتها قيادة منتخب فرنسا ولكنه لم يفلح في اقناعه بالعدول عن قراره والاستمرار مع الفريق· انها النهاية إذن ·· نهاية مغامرة كان هو عادة بطلها ·· هكذا ببساطة زيدان سيخلع الحذاء ولن يشارك في مرحلة اعادة البناء في عهد دومينيك· رحل زيدان في نفس توقيت رحيل المدافع مارسيل ديزايي وليليان تورام وبيكسنت ليزارازو زملائه في المغامرة الجميلة مع المنتخب ·· انه الجيل الذهبي الذي أعطى فرنسا أول كأس عالم لها· نعم رحل زيدان بعد مباراة اليونان التي خسرها المنتخب في دور الثمانية وخرج بسببها من البطولة، وحتى لو كان قد فاز بكأس الأمم الأوروبية ،2004 فإن ذلك لم يكن سيغر من الأمر شيئاً لأنه كان قد قرر بالفعل الاعتزال· ومرة أخرى حاول دومينيك كثيراً مع زيدان لاقناعه بالعدول عن رأيه والعودة للمنتخب بعد أن عرض عليه تحدياً جديداً متمثلاً في كأس العالم 2006 ولكن زيدان قال وقتها بالحرف الواحد: لن يستطيع أحد أن يدفعني إلى تغيير رأيي· وكان عداد مبارياته الدولية قد توقف وقتها عند الرقم 93 مباراة، وكان في الثانية والثلاثين من عمره - نفس السن التي اعتزل فيها بلاتيني - وسجل زيزو 26 هدفاً، وهكذا قرر زيزو خلع فانلة المنتخب الزرقاء وعدم ارتداء أي فانلة أخرى سوى فانلة ناديه ريال مدريد الذي يرتبط معه بعقد حتى ·2007 الحياة بدون المنتخب بعد أشهر من غياب زيدان عن المنتخب، ظل الحديث يتردد عن غيابه ولم يصدق الكثيرون امكانية استمرار غيابه وكانوا بينهم وبين أنفسهم على ثقة من أنه عائد لا محالة يوماً ما، بل ذهب البعض إلى حد ادانة قرار زيدان بالاعتزال وقال هؤلاء البعض ومنهم جي روو مدرب اوكسير، إنه ليس من حق أي لاعب يرفض منتخب بلاده طالما أنه ما زال يلعب في ناديه· ولم يكتف هذا المدرب الفرنسي بذلك بل قال إن ما فعله زيدان يعتبر فضيحة وأنه في مثل حالته هذه لابد من توقيع عقوبة عليه· الغريب في هذا الأمر أن هذا الـ ''جي روو'' لم يقل ذلك للاعبين آخرين أمثال ديدييه ديشان ويوري جوركاييف ودوجاري وغيرهم عندما اعتزلوا اللعب الدولي· وحتى إيميه جاكيه نفسه حبيب زيدان وشريكه في صناعة انجاز كأس العالم ،1998 أبدى أسفه الشديد على قرار زيدان بالاعتزال الدولي وقال: لا يمكن للاعب في المنتخب أن يذهب على هذا النحو· قرار صعب فماذا فعل زيدان وقتها؟ وماذا كان رد فعله على كل هذا الهجوم والانتقادات·· الحقيقة أنه لم يرد على أحد كعادته دائماً ولكنه قال في جلساته الخاصة إن قراره كان ناضجاً بما فيه الكفاية وكان قراراً صعباً جداً عليه وكرر نفس الجملة التي يكررها دائماً: منتخب فرنسا هو أجمل شيء في حياتي كلاعب محترف· وبعض الذين لم يصدقوا أن زيدان اتخذ فعلاً قراراً بالاعتزال، قالوا انها مجرد خدعة· وسيعود زيزو مرة أخرى إلى المنتخب، بل وصل الأمر بريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا إلى أن اعترف يوم 30 سبتمبر 2004 بأنه اجرى اتصالاً تليفونياً بزيدان لكي يسأله عما إذا كان نادماً على قراره، وماذا إذا كان سيعود إلى المنتخب، إلا أن زيزو أكد له أنها كلمته الأخيرة! إذن لم يعد هناك تفكير في العودة، وكل شيء انتهى بالنسبة للمنتخب، ولن تكون هناك أية استدعاءات جديدة للمنتخب، وسيرتاح المايسترو بعد طول عناء وكفاح مع منتخب الديوك· ولم يعد هناك أيضآً سوى التفكيرفي مباراة اعتزال تليق بالنجم الكبير وبجماهيره وعشاقه على ملعب ستاد دي فرانس الذي كان نجمنا يعشق اللعب فيه ويحتفظ معه بأحلى الذكريات في حياته الكروية· وكانت الجماهير من جانبها متعطشة إلى رؤية زيدان وهو يلعب مرة أخرى مع المنتخب حتى لو كانت المباراة ودية أو مباراة اعتزاله هو لأن هذه الجماهير على ثقة كاملة بأن مثل هذه المباراة ستكون أشبه بحفلة فنية رائعة وغير عادية وأن زيزو سيعزف فيها لحناً منفرداً جديداً يليق بمقامه الكبير ليس عند الشعب الفرنسي وحده وانما عند الملايين في مختلف انحاء العالم· أرقام وانجازات ريال مدريد: الفوز بكأس السوبر الاسبانية 2001 و·2003 الفوز بدوري الأبطال الأوروبي عام 2002 الفوز بكأس السوبر الأوروبية عام 2002 الفوز بكأس الانتركونتننتال عام 2002 الفوز بدوري اسبانيا عام 2003 يوفنتوس تورينو: الفوز بكأس السوبر الأوروبية ·1996 الفوز بكأس الانتركونتننتال عام ·1996 الفوز بكأس السوبر الايطالية عام ·1997 الفوز بدوري إيطاليا عامي 1997 و·1998 الوصول إلى نهائي دوري الأبطال الأوروبي عامي 97 و·1998 عدد المباريات التي لعبها: 151 مباراة· عدد الأهداف التي سجلها: 42 هدفاً· عدد المباريات التي لعبها مع المنتخب وهو في صفوف يوفينتوس: 49 مباراة· انجازات فردية: أفضل لاعب في تاريخ أوروبا في استفتاء شبكة الـ بي بي سي· أفضل لاعب أوروبي في الخمسين سنة الأخيرة باختيار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2004 الكرة الذهبية الأوروبية عام ·1998 أفضل لاعب في العالم عام 1998 باختيار الفيفا· أفضل لاعب في العالم عام 2000 باختيار الفيفا· أفضل لاعب في دوري الأبطال الأوروبي عامي 2001-·2002 أفضل لاعب في العالم عام 2003 باختيار الفيفا· اللاعب الأكثر تقديراً في أوروبا باختيار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم· أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة بالمانيا 2006 باختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم· قالوا عن زيدان: ''زيدان هو الملاك الأزرق للمنتخب الفرنسي ·· أنه يذكرنا بالنجوم الفرنسيين العظام في مختلف اللعبات والذين فضلوا الاعتزال وهم في قمة مجدهم أمثال آلان بروست (سيادات) ودافيد دوييه (البطل الأوليمبي في الجودو) وغيرهما ·· وهو أول بطل لعبة جماعية ينهي حياته هذه النهاية المسرحية والجديرة بفيلم سينمائي''· أوليفييه مارجو صحفي بصحيفة ليكيب الفرنسية 7-7-2006 قرار بالعودة أسعد الملايين لم يكن مشوار منتخب فرنسا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2006 في المانيا مفروشاً بالورود وانما شهد بعض الصعوبات فقد كانت المجموعة الرابعة التي تضم فرنسا وسويسرا وايرلندا واسرائيل وقبرص وجزر الفارو مجموعة تبدو ظاهرياً انها سهلة ولكنها في واقع الأمر كانت صعبة وتعثر فيها منتخب فرنسا أكثر من مرة· صحيح أنه لم يهزم في مبارياته العشر قط ولكنه تعادل خمس مرات· كان زيدان يتابع باهتمام حال المنتخب بينما هو يلعب في ناديه ريال مدريد وكان القلق يتملكه خوفاً على فشل الديوك في التأهل لكأس العالم 2006 فكان قرار العودة في نهاية صيف 2005 وتحديداً يوم 3 أغسطس وهي العودة التي أسعدت الملايين من بين ابناء الشعب الفرنسي، ومئات الملايين في شتى انحاء العالم ·· نعم عاد زيدان من أجل مساعدة منتخب بلاده على التأهل لمونديال المانيا ··2006 وتأهلت فرنسا فعلاً بعد صدارتها للمجموعة الرابعة في التصفيات الأوروبية برصيد 20 نقطة متقدمة بذلك على كل من سويسرا واسرائيل (18) نقطة وايرلندا (17) نقطة· وتنفس الفرنسيون الصعداء بعد تأهل منتخبهم الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمانيا· وتصور البعض أن زيدان سيكتفي بالاسهام في تأّهل بلاده للمونديال، ويعود إلى الاعتزال مرة أخرى·· وبالفعل كان هذا هو ما يفكر فيه زيدان ولكنه استيقظ ذات يوم بعد أن استقر على سيناريو نموذجي للاعتزال النهائي· في نهاية شهر أبريل2006 أعلن زيدان أنه سيعتزل كرة القدم نهائياً سواء على مستوى ناديه ريال مدريد أو منتخب بلاده ·· وحدد النهاية بالنسبة لناديه بنهاية موسم 2005-2006 بينما حدد النهاية بالنسبة للمنتخب الفرنسي بنهاية كأس العالم بالمانيا أو بمعنى أدق مع آخر مباراة يلعبها منتخب الديوك الفرنسية في المونديال وسواء خرج من دور البطولة الأول أو استمر حتى نهايتها· وكان قراره هذه المرة نهائياً· وكانت آخر مباراة له في ملعب سانتياجو برنابي يوم 7 مايو 2006 وهي مباراة الوداع لجماهير ريال مدريد التي عشقت فنه ولم تبخل عليه بالتشجيع والمساندة، وفي المقابل لم يبخل عليها هو بلمساته العبقرية ومهاراته الساحرة وادائه الفريد في نوعه أو السهل الممتنع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©