غزة - د ب أ : وقف أشرف أحد أفراد الشرطة الفلسطينية قبالة جهاز الصرف الالي ببنك محلي بمدينة غزة يترقب بشغف الاعلان عن صرف أي قرض يمكنه من توفير ثياب عيد الفطر لابنائه·
وبعد ساعات انتظار طويلة، صب أشرف ومن خلفه عشرات من أفراد الاجهزة الامنية ممن اصطفوا لذات الهدف، غضبهم على الصراف الالي قبل أن يركله بقدمه ويغادر صوب منزله خالي الوفاض·
وتظاهر الالاف من أفراد الاجهزة الامنية الفلسطينية خلال اليومين الماضيين للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ 8 شهور واعتصم المئات منهم أمام البنوك المحلية فيما أشعل آخرون الاطارات المطاطية وأغلقوا الشوارع الرئيسية·وخيمت أجواء من الكآبة والغضب على قطاع غزة عشية الليلة الأخيرة من رمضان مع استمرار أزمة الرواتب وتفاقم الاوضاع الاقتصادية والامنية·وفي ساحة منزلها الصغير، جلست الحاجة أم فاروق وهي تشعر بالحسرة على عدم تمكنها من إعداد كعك العيد كعادتها السنوية·وقالت وحولها أحفادها الصغار:''غابت كل أجواء العيد·كان رمضان حزين·ومن بعده العيد أكثر حزنا''·
وينظر الفلسطينيون لشهر رمضان المنقضي على أنه كان الاصعب على مدار تاريخهم الحديث، مع تصاعد الحصار والقصف الاسرائيلي من جهة وتدهور أوضاعهم الداخلية من جهة أخرى·وفي مخيم الشاطئ للاجئين، أحد أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، أخذ أبو جبر ''53 عاماٌ'' مسحراتي الحي يتنقل بين البيوت والأزقة طلباٌ لـ''العيدية'' السنوية من الأهالي·
ولكن أبوجبر الذي عاد خائب الامل بمبلغ زهيد ألتمس العذر للاهالي الذين امتنعوا عن استقباله بسبب الازمة الاقتصادية·وأثرت الازمة على العلاقات الاجتماعية بين أهالي القطاع·وشكت رجاء سعيد من عدم زيارة أخوتها الستة لها في رمضان بسبب الاوضاع المالية الصعبة معربة عن خشيتها من أن يتكرر ذلك خلال العيد·وزادت أجواء الازمة بين الرئاسة التي تقودها حركة ''فتح'' والحكومة التي تقودها حركة ''حماس'' من حدة اليأس في نفوس الفلسطينيين مع استمرار الخلاف حول تشكيل حكومة ائتلاف وطني تخرجهم من أزمتهم·
ولم يجتمع الرئيس محمود عباس الذي حضر إلى غزة وغادرها بعد يومين مع رئيس وزرائه إسماعيل هنية لتستمر حالة القطيعة بين الرجلين والممتدة منذ 11 سبتمبر الماضي عندما أعلن عن فشل الاتفاق على برنامج حكومة الائتلاف السياسي·وعلق أحد المتظاهرين للمطالبة بالرواتب على ذلك قائلا:''متى كنا متفقين·الشعب جوعان وتحت الاحتلال ونحن مختلفون على برامج وصلاحيات·لذلك نحن نمكث ليلة العيد في الشارع''·
عدد اليوم
