الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تارا» مستكشفة المحيطات عالقة في القطب الشمالي

16 أغسطس 2013 00:12
باريس (أ ف ب) - السفينة المستكشفة للمحيطات “تارا” التي أبحرت من فرنسا في 19 مايو، من أجل القيام بجولة كاملة بالمحيط الشمالي المتجمد من الشرق إلى الغرب لدرس النظام البيئي البحري، عالقة منذ ثلاثة أيام في وسط الممر الشمالي الشرقي في أقصى شمال سيبيريا الشمالية. ويتعين على طاقم السفينة المؤلف من سبعة علماء وسبعة بحارة أن يتحلوا بالصبر الجميل، فسفينتهم عالقة عند مدخل مضيق فيلكيتسكي الذي يبلغ طوله حوالي مئة كيلومتر وعرضه خمسين كيلومتراً تقريباً، بين رأس تشيليوسكين وجزيرة بولشفيك، وهو الممر الإلزامي للتوجه شرقاً بين مياه بحر كارا ومياه بحر لابتيف، حيث تعرقل الكتل الجليدية أي حركة للملاحة البحرية خلال شهر أغسطس الحالي. ويقول قبطان السفينة لويك فاليت من على متن سفينته العالقة في البحار المتجمدة شمال الكرة الأرضية: “هناك الكثير من السفن الكبيرة العالقة أيضاً.. وهناك أيضاً كاسحة جليد روسية عالقة في الجليد”. ويوضح القبطان أن المياه في هذه المنطقة الشمالية “كانت قابلة للملاحة في مثل هذه الأيام من العام الماضي، لكن تأخر ذوبان الجليد في الصيف أخر الأمر”. وتُفسر ظاهرة بقاء الجليد في مضيق فيلكيتسكي خلال شهر أغسطس بالربيع قارس البرودة الذي سجلته منطقة القطب الشمالي هذا العام. ويقول كريسيتان دو مارلياف الباحث المتخصص في دراسات القطبين الشمالي والجنوبي: “الأنهار السيبيرية الكبرى التي تصب في المحيط المتجمد الشمالي بمياهها الدافئة، ذاب جليدها متأخراً ثلاثة أسابيع” عن الموعد المعتاد في كل سنة. وعلى ذلك، فإن السفينة تارا واقعة تحت رحمة الطبيعة، وهي التي ستحدد مصير الرحلة التي تمتد بطول 25 ألف كيلومتر ينبغي عبورها خلال شهر أغسطس، وصولاً في سبتمبر إلى الجانب الآخر من القطب الشمالي، في الشمال الكندي الكبير، ومنه إلى الممر الشمالي الغربي بين كندا وجرينلاند وصولاً إلى المحيط الأطلسي. وهذه الرحلة لم ينجح في إتمامها حتى الآن سوى قاربين شراعيين خاضا هذه المغامرة صيفاً. وإذا كانت السفينية العلمية تارا محاصرة في المياه المتجمدة، فإن طاقمها لا يضيع وقته. ويقول لويك فاليت “نحن نستغل الوقت لنسحب عينات مجهرية من المياه”. وكان طاقم السفينة اكتشف في شمال سيبيريا “لؤلؤة المحيط المتجمد الشمالي”، وهي مجموعة جزر يبلغ عددها 191، غير مأهولة، لا تبعد عن القطب الشمالي الجغرافي أكثر من ألف كيلومتر. ويقول قبطان السفينة “لقد تبعنا الرادار، ودخلنا بين جبال جليدية ضخمة، في ضباب كثيف جداً”. ويبلغ طول السفينة تارا 36 متراً، ولها صوار ترتفع بطول 27 متراً، وهي مصممة على شكل سفينة نموذجية مصغرة عن السفن الضخمة التي كانت ترتفع صواريها أحياناً فوق المائة متر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©