تركيا تشن هجوماً كبيراً على المتمردين شمال العراق

أعلن مجلس الأمن القومي التركي أمس أنه سيتبنى “قتالاً أكثر فاعلية وحاسماً في المعركة ضد الإرهاب”، بعد شن الجيش التركي هجوماً كبيراً بالطائرات والمدفعية على أهداف للمتمردين الأكراد في جبال محافظتي أربيل ودهوك وعلى طول الحدود مع العراق، وإثر إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودجان أن صبره نفد إزاء الانفصاليين الذين يقاتلون في جنوب شرق تركيا. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مجلس الأمن القومي التركي قوله في بيان تلا اجتماعه بعد ساعات من شن تركيا هجمات كثيفة بالطائرات والمدفعية على أهداف للمتمردين الأكراد في شمال العراق، إنه سيتبنى “قتالاً أكثر فاعلية وحاسماً في المعركة ضد الإرهاب” من دون أن يوضح تفاصيل بشأن تلك الإجراءات. وقال البيان الذي نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية “إن الهجمات الشنيعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي ستواجه برد قاسٍ، والحرب ضد الإرهاب ستستمر بحزم من دون أن تعطى أي تنازل عن الديمقراطية وسيادة القانون”. وأضاف أن استراتيجية جديدة ستوضع من أجل نضال أكثر فعالية وتصميماً. وقبل ذلك بساعات قالت قيادة الجيش التركي إن المدفعية التركية قصفت 168 هدفاً في المنطقة قبل أن تقصف الطائرات 60 موقعاً في موجتين. وذكرت مصادر أمنية أن معسكرات لكبار قادة حزب العمال الكردستاني كانت من بين الأهداف التي تم قصفها. وأوضحت قيادة الجيش التركي أن الضربات تركزت في مناطق جبال قنديل وهاكورك وأفاشين باسيان وزاب ومتينا وأن كل الطائرات التركية عادت إلى قواعدها بسلام. وأضافت أن كل الخطوات الضرورية اتخذت لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وأن مثل هذه العمليات ستتواصل حتى يصبح حزب العمال الكردستاني “غير فعال”. وفي الغارة الثانية أقلعت ست طائرات إف-16 من قاعدة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا. وقالت المصادر إن الأهداف شملت دفاعات مضادة للطيران وملاجئ للمتمردين في المنطقة وشاركت حوالي 30 طائرة في العملية بكاملها. ولم تتضح على الفور الأضرار أو الخسائر التي تسببت فيها العملية. وأكد حزب العمال الكردستاني حصول الغارات، وقال المتحدث باسمه دوزدار حامو إن الغارات الجوية على شمال العراق، وهي الأولى منذ أواخر عام 2010، واستمرت من مساء الأربعاء حتى صباح الخميس. وأضاف أن الطائرات التركية قصفت أيضا قواعد المتمردين في قنديل وخاكورك شمال العراق قرب الحدود التركية على مدى ساعة تقريبا عند الثامنة من صباح أمس الخميس بالتوقيت المحلي. وقال حامو إن المعلومات الواردة تفيد بعدم تسجيل إصابات جراء الغارات الأخيرة مساء أمس الأول والتي أشار إلى أنها استمرت ساعتين. وقال محافظ أربيل في العراق نوزاد هادي إنه ليست لديه معلومات بشأن الخسائر البشرية، وإن منزلا واحدا فقط لحقت به أضرار في المحافظة. وأتت هذه الغارات بعد ساعات على هجوم دامٍ أمس الأول على مدينة جوكوركا جنوب شرق تركيا والذي تبناه حزب العمال الكردستاني. وقال جان دوندار الكاتب في صحيفة ملليت الليبرالية “الرد الأقوى على العنف موجود على جدول الأعمال لكنها طريقة تمت تجربتها وفشلت من قبل”. وأضاف “نشر الديمقراطية في تركيا وكسب الناس في المنطقة من خلال الحقوق الدستورية وتمهيد الطريق من الجبل إلى السهل هي السياسة الصحيحة وإن كانت صعبة”. وكانت الولايات المتحدة أكدت أمس الأول دعمها الثابت لأنقرة في مواجهتها لحزب العمال الكردستاني إثر إعلانه مسؤوليته عن الكمين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند “نشعر بحزن عميق لمقتل جنود أتراك في محافظة هكاري ونقف مع تركيا في معركتها ضد حزب العمال الكردستاني”. وأكدت الناطقة الأميركية “ندعم تركيا في معركتها ضد الإرهاب ونواصل العمل مع حكومة تركيا لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله”.