السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتخب.. لعب بنضال!

6 فبراير 2017 22:01
كانت مصر تنتظر، وكانت الأمة العربية تنتظر حفلة الفوز بكأس أفريقيا للمرة الثامنة.. الأعلام في الأيدي، الحشود في المقاهي والشوارع والميادين والأندية ومراكز الشباب.. إن هذا التوحد والاتحاد في المشاعر من الخليج إلى المحيط يجسد وحدة قلوب الشباب العربي دون توجيهات أو تعليمات. وعلى مدى أيام البطولة، شهدت مصر حالة جديدة غابت سنوات، شهدت التفاف الناس حول أمل واحد، وهدف واحد. فكان كل انتصار يحققه المنتخب يعني احتفالاً جماعياً، وذلك على الرغم من الانتقادات الفنية التي وجهت إلى المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر واعتماده على خطة دفاعية بالدرجة الأولى، لعب بها أمام مالي، وأوغندا وتخلى عنها قليلاً أمام غانا والمغرب والكاميرون. وهذا الأسلوب الدفاعي يبدو منطقياً في ظل فروق بدنية بين لاعبي المنتخب المصري وبين الأفارقة الذين يملكون القوة والطول واللياقة البدنية العالية في أجواء اعتادوا عليها، وقد كان نضال الفريق الوطني المصري كافياً في خمس مباريات متتالية، لكنه لم يكن كافياً لإحراز الكأس في المباراة الأخيرة. النضال جزء من لعبة كرة القدم، هو ركن أساسي من اللعبة، وهنا فارق مهم بين كرتنا التي اعتدنا عليها وبين كرة العالم الآخر التي نتابعها، نحن نترجم الضغط والجري، والحماس، والمساندة، والتحرك في المساحات، وبذل أقصى طاقة بالنضال، وهم يرون هذا كله، بالإضافة إلى الخطط والتكتيك، والمهارات جوهر كرة القدم، وجوهر الفرق القوية الكبيرة، لكن كوبر لجأ إلى الدفاع والحماس لتعويض أوجه نقص فنية وبدنية، وطالبناه منذ فترة بتطوير الهجوم، وأن يعرف المنتخب ماذا يفعل بالكرة حين يمتلكها؟ لا يوجد شيء اسمه خسارة بطعم الفوز، فالفوز فوز، والخسارة خسارة، والبطل بطل، ولأن الرياضة نشاط إنساني رائع، وهو أكثر أنشطة البشرية عدلاً، فإن القاعدة تقول إن الأسرع والأقوى والأعلى يفوز بلا نقض، وبلا استئناف. والاستثناء هو العكس، ولذلك فاز المنطق في المباراة النهائية، فاز حين لم يطور منتخب مصر من تقدمه، فلم يبذل جهداً مضاعفاً لتعزيز تقدمه في وقت تراجع فيه منتخب الكاميرون، وبدا أنه قابل للترويض بفعل عقدة تاريخية قديمة، وبفعل تكوينه الشاب، حيث شارك ضمن صفوفه 14 لاعباً للمرة الأولى في كأس الأمم.. فدفع منتخب مصر ثمن تراجعه في الشوط الثاني بتأثير الإجهاد والتعب والإصابات. الآن يستطيع كوبر أن يبني على هذا الفريق بما كسبه من خبرات في الأمم الأفريقية، من أجل طريق كأس العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©