الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تحوّلات البيت الشعبي في «البندقية»

تحوّلات البيت الشعبي في «البندقية»
24 فبراير 2016 22:44
إيمان محمد (أبوظبي) يستكشف الجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي الخامس عشر للعمارة في بينالي البندقية هذا العام تحولات البيت الشعبي الإماراتي، في خطوة لتوثيق ودراسة أحد أهم المشاريع التنموية التي ساهمت في تشكل المدينة الحديثة في الدولة. وتتولى مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني في البينالي، بدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ويقام المعرض خلال الفترة من 28 مايو إلى 27 نوفمبر هذا العام، ويتولى أليخاندرو أرافينا مهام القيّم على المعرض، والذي دعا الدول المشاركة إلى تقديم نماذج عن مساهمة البيئة المبنية في تحسين جودة حياة الإنسان. ويُعِدّ الدكتور ياسر الشيشتاوي القيّم على الجناح الإماراتي والأستاذ المشارك في قسم الهندسة المعمارية بجامعة الإمارات، حالياً الصور التوثيقية ومخططات البيوت والأحياء السكنية التي ستعرض في الجناح، وشرح الشيشتاوي لـ «الاتحاد» أهمية التحولات التي طرأت على مشروع الإسكان الحديث الذي أطلقه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إبان تأسيس الدولة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، إذ تعد فكرة البيت الشعبي فريدة من ناحية المساحة والتصميم والجودة بالمقارنة مع مشاريع السكن العام أو الإسكان منخفض التكلفة والمعروفة في مصر وسوريا وبعض دول أوروبا، وقال: «ليس مألوفاً في هذه المشاريع أن تتكفل الدولة بتوفير السكن على مساحات أراضٍ مريحة وبتصاميم فيها سعة». وتقع البيوت الشعبية في الأحياء السكنية في مختلف مدن الدولة، وقد وُضعت تصاميمها في بداية سبعينيات القرن الماضي، وجرى تنفيذها خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن ذاته، لتوفر السكن ووسائل الترفيه الحديثة للسكان، وقد شكلت نقطة محورية في بناء المجتمع الحديث، وخاصة توطين البدو وضمان استقرارهم. ويرى الشيشتاوي أن التميز المعماري الذي حصل في استخدام قاطني البيوت الشعبية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي يعكس تطور احتياجات الناس، وقال «بدأ برنامج الإسكان بتصاميم بسيطة؛ عبارة عن فناء بسيط وحوله غرف النوم والحمام والمطبخ من دون زخارف، بعدها بدأ الناس في زيادة الغرف، وزراعة الحديقة وإضافة زخارف وزيادة حجم الأبواب وغيرها، وهي تغيرات أدت إلى تنوع معماري، يمكن ملاحظتها في كل شعبية على حدة، وكان التغيير يتم بعد الحصول على موافقة البلدية، وحسب ما عرفنا أن البلدية في العين توقفت عن إصدار هذه التصاريح في التسعينيات». ويرصد المعرض التطور التاريخي المعماري في الدولة بشكل عام من خلال صور أرشيفية لشكل المدن قبل مشاريع الإسكان، حيث كانت أغلب البيوت طينية أو مبنية من سعف النخيل، كما تعرض رسوم مقياسية على مستوى المدن والمسوحات المعمارية المتعلقة بها، ويتخذ المعرض من شعبيَّتي الدفاع والمقام في العين نموذجاً، فيما يقدم صوراً من شعبيّات مختلفة حول الإمارات لرصد التحولات التي أدخلها الأهالي على بيوتهم، إلى جانب رصد لمشروع الإسكان من خلال ما نشر عنه في الصحف بالتعاون مع أرشيف جريدة «الاتحاد» والأرشيف الوطني وشركة بي بي البريطانية للبترول. واعتبر الشيشتاوي أن المعرض يسلط الضوء على جانب مهم وغير معروف عن البيئة المعمارية في الإمارات والتي تغلب عليها ناطحات السحاب والمباني الأيقونية والبراقة، وقال: «إلقاء الضوء على عمارة البيوت الشعبية سيساعد في توصيل جانب مختلف عن ثقافة المجتمع الإماراتي، إذ تعكس هذه البيوت جوانب مختلفة عن طبيعة حياة الناس وثقافتهم وأسلوب حياتهم». ومع أن الشعور بالارتباط بهذه البيوت لا يزال مستمراً، بحسب الشيشتاوي، إذ يلاحظ أن الأهالي من كبار السن بالذات يقطنونها، وتحرص الأسر على الاجتماع في نهايات الأسبوع في هذه البيوت بحضور الأبناء والأحفاد، ولا تزال التحسينات تجرى عليها، إلا أن التصميم البسيط للبيوت الشعبية يتلاشى مع التوجه إلى التصاميم الحديثة ذات المساحات الكبيرة والزخارف العديدة، وهذه دعوة للحفاظ على بعض البيوت النموذجية من تلك الحقبة لتكون حاضرة في الذاكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©