قال نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي أمس، إن الوضع في البلاد “حساس ودقيق ولا يتحمل أي تسويف”، فيما دعا السفير البريطاني لدى صنعاء جونثان ويلكس إلى سرعة نقل السلطة “سلمياً” لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ مطلع العام الجاري، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وأكد نائب الرئيس اليمني، الذي يتولى مهام الرئيس صالح منذ الرابع من يونيو الماضي، أهمية تحمل الأطراف اليمنية كافة “المسؤولية بكل جدارة وإيمان” لتحقيق مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.
ويقضي صالح (69 عاماً) فترة نقاهة في المملكة العربية السعودية بعد خضوعه للعلاج لأكثر من شهرين، من إصابته في هجوم غامض استهدف مجمعه الرئاسي بصنعاء مطلع يونيو الماضي. وقال هادي، خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية العليا، إن “المسؤولية مشتركة ولا بد من العمل الجاد والمتواصل لتحقيق الأهداف المنشودة”.
ويشهد اليمن اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ أكثر من 33 عاماً.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن هادي ناقش خلال الاجتماع، “الأوضاع الراهنة” في اليمن “على مختلف مستوياتها”، إضافة إلى الوضع في محافظة أبين الجنوبية التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة منذ أواخر مايو الماضي. وقد شدد نائب الرئيس اليمني على ضرورة القيام “إجراءات حازمة وعملية وسريعة” لإنهاء وجود تنظيم القاعدة في محافظة أبين، التي شكلت على مدار العامين الماضيين ،”بيئة خصبة” للمسلحين المتشددين.
وعلى صعيد متصل، ناقش هادي في اتصال هاتفي مع مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، تداعيات الأزمة اليمنية الراهنة سياسياً واقتصادياً وأمنياً. وأكد هادي دعم المجتمع الدولي لليمن لإخراجه من أزمته المستعصية “التي انعكست آثارها السيئة على مجمل الحياة اليومية على جميع الناس”. وقالت وكالة “سبأ” إن المسؤول الأميركي “أبدى التفهم الكامل لتلك المعطيات”، وأكد استعداد واشنطن “تقديم المساعدات الممكنة والدعم اللازم انطلاقاً من حرص بلاده واهتماماتها بأمن واستقرار ووحدة اليمن”.
وعلى صعيد متصل بالأزمة اليمنية، أكد السفير البريطاني بصنعاء جونثان ويلكس أن بلاده لا تزال عند موقفها الثابت والداعي إلى سرعة نقل السلطة سلمياً باليمن. وحث ويلكس - خلال لقائه اللواء المنشق علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، الرئيس صالح على سرعة التوقيع على المبادرة الخليجية، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون في أبريل الماضي.
وذكرت صحيفة (أخبار اليوم)، المقربة من اللواء الأحمر، أمس أن السفير البريطاني حذر “من التسويف والمماطلة في التوقيع على المبادرة واستمرار الوضع الراهن في اليمن”. وقال ويككس إن لندن “تدفع بجميع الدول المحبة لليمن لتشكيل ضغوط من شأنها إخراج” هذا البلد من أزمته الراهنة.
بدوره، حث اللواء الأحمر، الذي أعلن في 21 مارس الماضي تأييده لمطالب المحتجين الشباب، بريطانيا “على بذل جهود أكبر في موقفها الداعم للشعب اليمني”، مشدداً على “سلمية” الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام الحالي. وقال الأحمر إن “الثورة السلمية لن تتراجع إلى الوراء وسوف تستمر في تقدمها حتى يتم تحقيق أهدافها كافة”، مؤكداً أن الاحتجاجات ستظل سلمية “رغم كل محاولات بقايا النظام لجر البلاد لمواجهات عسكرية”، حسب قوله.
وأكد القائد العسكري، الذي كان أبرز أركان نظام صالح على مدار 32 عاماً، ضرورة “التسريع بإجراءات نقل السلطة في اليمن وفق ما تضمنته المبادرة الخليجية”، التي نصت على استقالة صالح ونقل صلاحياته إلى نائبه الفريق عبدربه منصور هادي، مقابل حصول الأول على ضمانات برلمانية بعدم الملاحقة القضائية. ودعا الأحمر المجتمع الدولي إلى “القيام بدور أكثر فعالية للإسهام” في إخراج اليمن من أزمته الراهنة.
نجاة مسؤول يمني من عملية اغتيال
صنعاء (أ ف ب) - نجا نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي من محاولة لاغتياله أمس حسب ما صرح به متحدث بلسان الداخلية اليمنية متهما المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال، وقال المتحدث الذي لم يكشف عن اسمه في بيان أوردته وكالة سبأ اليمنية للأنباء “إن عناصر تخريبية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك قامت في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس) بإلقاء قنبلة على منزل نائب وزير الإعلام عبده الجندي”.
وتابع المتحدث “إن القنبلة انفجرت في المكان الذي تتوقف فيه سيارة نائب وزير الإعلام عادة وقبل وصوله بدقائق، وإن الانفجار لم يحدث أي إصابات أو أضرار”. وأضاف أن “وزارة الداخلية ستؤدي واجبها في التصدي للعناصر الإرهابية التي تحاول اليوم الزج بالوطن في أتون صراعات لا تحمد عقباها وتستخدم العنف وسيلة لتصفية حساباتها السياسية”.
عدد اليوم
