الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ماجد الزرعوني يعرض 31 صورة في «بانوراما» تعبر عن البيئة الإماراتية

ماجد الزرعوني يعرض 31 صورة في «بانوراما» تعبر عن البيئة الإماراتية
19 أغسطس 2011 01:06
افتتح مساء أمس الأول معرض رواق الشارقة للفنون التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، في منطقة التراث بالشارقة القديمة معرض التصوير الضوئي “بانوراما” للفنان ماجد الزرعوني، ويستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل. اشتمل المعرض الذي افتتحه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، على واحد وثلاثين عملاً فوتوغرافياً أنجزها الفنان الزرعوني، عضو جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، مؤخراً لتغطي ثلاثة مجالات هي: المفردات التراثية من أدوات ومستلزمات وخاصة الحياة البحرية، والبيئة والمجال المعماري التراثي والحداثي معاً المنتشرة في مدن الدولة، ثم البيئة الاجتماعية، وتحديداً الناس في يومهم العادي وانشغالاتهم الطبيعية. وفي حين أن تعدد هذه المجالات المانحة لأفكار وصور يمكن التعامل معه بوصفه التعبير الأبرز عن اهتمامات الفنان ماجد الزرعوني وانشغالاته الفنية فإنه أيضا يشير إلى تعدد في الأسلوبيات أيضا، إذ غالباً ما تتنوع الصور بين الالتقاطة الفنية لمشهد واقعي نرى من خلاله مفارقة طبيعية موجودة أصلا ثم تلك الصور التي تمت معالجتها عبر تقنية الفوتوشوب سواء لجهة التغيير في درجة الإضاءة وشدتها وحساسيتها أو حتى لجهة توظيف التقنيات العادية للتصوير الفوتوغرافي في التقاط مشهد ليلي متحرك حيث يحدث ذلك المزج التلقائي بين شخوص المشهد الفوتوغرافي مع بقية عناصره المعمارية والمفردات التي ينبعث منها الضوء، لتوحي بأن المشهد كاملا قد التُقِط أثناء ما كانت الكاميرا في حالة حركة والمشهد في حالة ثبات وليس العكس. علما أن المعالجة الرقمية للصور حاضرة دائما بنسب متفاوتة، حيث يعطي الفنان بعضا من الصور الواقعية ألوانا ليست موجودة بالفعل ضمن مكونات العمل أو يركز صنيعه الرقمي في تغيير لون عنصر من عناصر المشهد وكأنما ليمنح عين الناظر إلى عمله ذلك الاهتمام بعنصر ما ليجعل منه بؤرة للعمل يصبّ إليها التوازن بين العناصر ويتحكم بإيقاع اللون وتناغماته في مجمل المشهد بوصفه كتلة مشهدية واحدة. واللافت أيضاً في البعض من أعمال الزرعوني زاوية النظر التي يلتقط منها مشاهده، وكي تَبرز تفاصيل عمله التي تتشكل منها اللوحة كاملة، فتكتسب فنيتها من ذاتها وليس من خارجها فإنه ينزع إلى التقاط هذه المشاهد من زوايا نظر مرتفعة سواء أكانت مستقيمة أم منحرفة إلى الأسفل بهذا القدر أو ذاك. وفي البعض الآخر فإنه ينزع باتجاه أن تواجه عين الكاميرا بؤرة مشهدية فتحيط العين الأولى بمرأى المشهد كاملا في إطار ما يُعرف بقوس النظر فيأتي هذا المشهد مكتملا إنما حاضرا في بيئته أيضاً فيمنح الناظر إليه سمة رسوخه وثباته وأنه ليس منبتاً عن بيئة ومجال هو جزء منهما. أيضا، هل يمكن وصف عمل فوتوغرافي ما بالرومانسية؟ وما الذي تثيره هذه الأعمال في نَفْس الناظر إليها وما المشاعر التي تتحرك فيه بدافع من هذا العمل؟ في الأعمال الواقعية التي يأخذها الزرعوني في بعض مشاهده قَدْرٌ من الحنين، ففي تلك الصورة أمام بيت مهجور ثمة جرار كانت يوما ما ممتلئة بالماء هي الآن مكسورة أيضاً هناك باب قد أوصد من الداخل ومن خارجه تكومت على أسفله بعص الحجارة والباب من خشب ويعلوه قوس، وفي أعلى القوس إلى جهة يسار الناظر إلى العمل ثمة فانوس كان يوما مضاء. أضف إلى ذلك حضورا قاسيا للون البني بتدرجاته المختلفة وتناغماته التي لا تشير إلى قِدَم البيت بل إلى التعتُّق إذ لا يزال البيت بيتا قائما وليس بيتا مرّ به الزمن فأصبح قديما وبالتالي صار ردما، ما يعني أن هناك زمناً ما، ربما كان واعدا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©