الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فندق تنزاني يتولى تشغيل أطفال شوارع

14 نوفمبر 2010 21:04
ابتسم بركة وهو يقوم بوضع حساء خضروات فاتح للشهية على الطاولة. ونظر ليتأكد أن الطاولة مرتبة بشكل سليم وأن الشموع لم تذب في نسيم المساء. وقال النادل البالغ من العمر 18 عاما «تمتع بوجبتك!» ثم ذهب إلى لوكاس الطباخ وهو يطل من المطبخ ويحاول التأكد مما إذا كان النزلاء سعداء بالحساء الذي أعده. ويعمل الشابان في كيبوكو لودج وهو فندق منتجعات غير عادي على أطراف حديقة أروشا الوطنية في شمال تنزانيا. وباستثناء المدير، فإن جميع الموظفين وعددهم 11 كانوا من أطفال الشوارع. وقد انتهت الحياة في الشارع بالنسبة للوكاس في عام 2003، عندما كان ضمن أول خمسة أطفال يدخلون مدرسة التدريب المهني لمؤسسة واتوتو. وانتشلت المدرسة، التي أسسها الهولنديان توماس جريفتمير وكان أحد المبشرين ونود فان هود رجل أعمال هاجر إلى تنزانيا، أطفال الشوارع من الحضيض وغالبا الدوامة القاتلة للفقر والمخدرات والجريمة ومنحهم مستقبلا جديدا. وكان جريفتمير 77» عاما» أحد الضيوف الذين يستمتعون بوجبة من الحساء وقطع اللحم والجبن هذا المساء. وبعد أن غادر تنزانيا قبل ثلاث سنوات بسبب مشاكل صحية خطيرة، ها هو قد عاد ثانية للبلاد حيث عاش مدة 28 عاما وكان يشعر كأنه في وطنه. ولمعت عيناه وهو يشاهد بركة الذي قام بتنظيف الطاولة بحركات واثقة. وأشار جريفتمير وهو معلمهم السابق «من اللطيف أن تشاهد كيف تحول الأولاد». وأضاف «بعد مرور سنوات عديدة تجدهم مثل أطفالك» ويناديه الأطفال بكلمة «بابا». وحصل جميع الشبان العاملين في كيبوكو لودج على شهادة إتمام الدراسة بالمدرسة من مؤسسة واتوتو. وبعد شهور من حياة الشارع الفوضوية، أصبحوا معتادين على نظام يومي مرتب. وأكمل العديد من أطفال الشوارع السابقين دراستهم في مهن النجارة والكهرباء والبناء أو اللحام في مدرسة التدريب المهني. وقاموا بالمساعدة في بناء الأكواخ المحيطة التي ينام فيها نزلاء الفندق وأيضا صناعة الأثاث في الحانة التي تأخذ شكل السفاري. وقال فان هوت الذي يبلغ الآن 62 عاما «على المدى الطويل نريد أن نستغني عن المانحين وتمويل عمل المؤسسة من دخلنا الخاص». وهناك عامل هام في المعادلة هو كيبوكو لودج الذي افتتح في شهر أكتوبر بعد فترة تجربة لعدة أشهر. وأشار فان هوت إلى أن معظم غرف الفندق الـ 19 محجوزة في عطلات الكريسماس. واعترف بأن الفندق الذي يتمتع برؤية جيدة لجبل ميرو ويقع على أطراف مستنقع ترتاده التماسيح، يحتاج إلى أن يصبح معروفا على نطاق واسع. وقال فان هوت «إن المرشدين السياحيين المحليين يعرفوننا بالفعل ويقومون بإحضار النزلاء عندما تكون فنادقهم كاملة العدد». وتقوم الفنادق الموجودة التي ليس بها غرف شاغرة أحيانا بتحويل النزلاء إلى فندق كيبوكو لودج لأنهم يعرفون أن موظفيه مؤهلون. فقد اجتاز بركة ولوكاس وزملاؤهما جميعا على الأقل 18 شهرا من التدريب. وقال فان هوت «إن الفنادق تسعد بأخذ الشبان من فندقنا وبالأخص إنهم لا يضطرون إلى دفع راتب لهم خلال فترة التدريب». ويتلقى المتدربون بالفندق مكافأة من المؤسسة. وهناك عدد غير قليل من الشبان يعملون الآن بشكل دائم في الفنادق في أو قرب أروشا. وبعضهم يفضلونها على كيبوكو لودج. وقال أحد الشبان «هنا هم دائما يشيرون إلى أنني كنت ذات مرة من أطفال الشوارع». وأضاف «في الفندق الذي تلقيت فيه التدريب لا أحد من النزلاء يعرف أي شيء عن الماضي الخاص بي ورئيسي في العمل يهتم فقط بأن أقوم بعملي بشكل جيد».
المصدر: تنزانيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©