الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملوثات الهواء القاتلة

14 نوفمبر 2010 20:53
إن لبعض ملوثات الهواء تأثيرات ضارة وخطيرة وهي تتشابه ولها صفة الديمومة والتراكم والانتشار، وأيضا تتشابك مع المحيط البيئي، وربما تكون تلك الملوثات ذات طبيعة فيزيائية، مثل التلوث الحراري والتلوث بالإشعاع، وذات طبيعة بيولوجية حيث يمكن أن تكون ملوثة بالبكتيريا والفيروسات وحبوب اللقاح، ومنها الأكاسيد، ولذلك تعد تلك الملوثات قاتلة أو بالأصح تؤدي إلى الإصابة بالأمراض القاتلة. يمكن قياس تلوث الهواء بالغازات بطرق مختلفة تبعاً لنوعية الغاز الملوث للهواء ودرجة تأثيره على النظام البيئي ومدى توافر الإمكانات، وقد سبق أن تحدثنا حول هذه القضية في مرات سابقة، وذلك للدعوة إلى التنبه إلى اعتماد قياس التلوث البيئي على حسب حجم التغير في تركيز الملوثات، أو التغير في أنسجة الأعضاء للكائن الحي المعرض للتلوث، كما يمكن قياس تلوث الهواء من خلال معرفة التغير الذي يطرأ على توزيع النظام البيئي. إن المسألة ليست مجرد ملوثات متطايرة في الهواء لأنها ذات جرم ثقيل وهي تعود لتسقط وتلتصق بالمياه والأبنية وبالمزروعات، وتستخدم في قياس التلوث أساليب عديدة قد تكون كيميائية أو فيزيائية أو بيولوجية، وجميع هذه الأساليب تقوم على أسس ثابتة خلال المراحل المختلفة للقياس، ابتداء من جمع العينات وحتى حساب تركيز هذه الملوثات كما يسبب تلوث الهواء بثاني أكسيد الكبريت أضراراً كبيرة للنبات، حيث يترسب على هيئة كبريتات داخل أنسجة طبقة الميزوفيل، مما يؤدي إلى إحباط عملية التمثيل الضوئي. أيضا يتفاعل الغاز مع بخار الماء مكونا رذاذاً حمضياً كبريتياً يلحق أضراراً بالغة بالغطاء النباتي، والمنشآت المشيدة من الحجر الجيري وحجر الرمل، كما يتسبب أيضاً في تآكل وتشقق المعادن وإضعاف وتآكل الألياف بأنواعها المختلفة، ولذلك على المسؤولين في الصحة والبيئة النظر على المسألة من زاوية أكبر وأهم، لأن صحة الإنسان تعد أهم من الاقتصاد والصناعة، كما أن ما ينفق على العلاج والأدوية أكبر بكثير من الإنفاق على الوقاية، ولذلك يجب أن توجه كل الجهود للبحث في مسألة تلوث الهواء، حيث لا يهم إدراج رقم في الخانة الآمنة بقدر ما يهم أن يتنفس الإنسان هواء نظيفاً لا ينقل إليه أمراضا هو في غنى عنها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©