الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يواجهن ارتفاع أسعار الذهب باللجوء إلى حيلة «التبديل»

نساء يواجهن ارتفاع أسعار الذهب باللجوء إلى حيلة «التبديل»
14 نوفمبر 2010 20:46
للذهب بريق ولمعان لا ينطفئ وهجه في نفوس النساء مهما غلا ثمنه، فرغم الارتفاع القياسي الذي بلغه المعدن الأصفر خلال هذه الفترة من العام، تصرّ بعض النساء على شراء بعض القطع منه احتفالاً واستقبالاً للعيد السعيد، ومنهن من لجأت إلى حيل تمكنها من الاستمتاع بالمظهر الأنيق وتجنبها دفع مبالغ الطائلة. أسعار الذهب تشهد ارتفاعاً “غير مسبوق”، لكن بعض النساء لديهن ضعف حياله، إذ أصبح شراؤه لديهن في المناسبات عادة وتقليداً متبعاً في كلّ الأحوال والظروف. وفيما تتمهل بعض السيدات لحين استقرار أو نزول أسعار هذا المعدن، فإن بعض السيدات لم يصبر على انتظار أمر المجهول وغير مؤكد، فأسرعن قبيل العيد لشراء مصوغات ذهبية حسب إمكاناتهن المادية. استقبال العيد حركة شراء محدودة شهدها سوق الذهب هذه الأيام، حيث أقبل بعض النساء على شراء مصوّغات ذهبية، وإن كانت بسيطة بهدف التغيير واستقبال العيد بمشتريات جديدة. تقول اليازية صالح: “تعوّدت منذ زمن طويل على شراء قطع ذهبية مع حلول كلّ عيد، فهو زينة وأناقة للمرأة تتباهى به أمام الأخريات، كما أنه عادة وتقليد لدينا نحن الإماراتيين، فالذهب زينة ووجاهة للمرأة، وهو يدلّ على مكانتها الاجتماعية”. وتضيف اليازية، التي كانت تتجول مع زوجها في المحال التجارية بسوق الذهب: “في كلّ عيد نأتي أنا وزوجي لانتقاء طقم أو قطعة جديدة، وذلك حسب إمكاناته المادية في تلك الفترة، وإذا لم يتمكن من الحضور معي للاختيار، فإنه يوكلني بمهمة الشراء واختيار ما يحلو لي، وذلك مبعث سعادة بالنسبة لي إذ يدلّل على محبة زوجي لي وتقديره لدوري في حياته، ولكني لم أتمكن من شراء طقم كامل هذا العيد نظراً لارتفاع الأسعار، غير أنني حصلت على إسوارة وخاتم وهو أمر مرضٍ بالنسبة لي”. من جهتها، تقول حنان مصطفى: “كنت قررت شراء قطعة ذهبية هذا العيد لكي أشعر بالتغيير وأفرح بالجديد كمثل العديد من النساء، فرصدت مبلغاً معيناً للشراء حوالي 3 آلاف درهم معتقدة أنه سيمكنني من الحصول على أكثر من قطعة، لكنني فوجئت بعد وصولي إلى السوق بأن سعر الذهب خيالي، ومع ذلك فقد اشتريت قطعة واحدة هي عبارة عن خاتم بكامل المبلغ المرصود”. وتضيف: “رغم أن الثمن غالٍ وبإمكاني الحصول على القطعة في حال نزول أسعار الذهب، لكنني لست نادمة على الشراء فللذهب بريق خاص لا ينافسه فيه أي إكسسوار آخر”. تبديل الذهب يقول علي المنصوري: “الذهب شيء أساسي في العيد، ولا بد من شرائه مهما ارتفع ثمنه، فهنالك نساء في المنزل لها علينا حق ولا بد من تكريمها وكسب رضاها في العيد، ولو بشراء خاتم صغير، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول (ما أكرمهن إلا كريم)، ولا شك في أن هذه الهدايا سوف تزيد من المودة والألفة بين الزوجين وكذلك بين الأرحام، فأنا لا أشتري لزوجتي وحسب بل لبناتي أيضاً، حيث أخصّص لكل واحدة مبلغاً من المال لتنفقه في العيد من شراء ملابس، وذهب وغيره من الحاجيات”. حيلة بديلة لجأت إليها بعض النساء للمضي قدماً في مخططاتهن نحو ارتداء مصوغات ذهبية جديدة والتي تمثلت في تبديل المصوغات القديمة بأخرى جديدة ذات موديلات حديثة، بحسب ما يروي باعة الذهب والصاغة في سوق الذهب، ويشير محمد الشعّار، صاحب محل مجوهرات في سوق الذهب، إلى أنه في ظلّ ارتفاع أسعار الذهب المتواصلة والتي تجتاح العالم، فقد انتشرت وانتعشت ظاهرة تبديل الذهب بشكل ملحوظ، حيث تقبل النساء على تبديل مصوغاتها الذهبية في المناسبات، مستغلة بذلك ارتفاع سعر الذهب الحالي والذي يقلل من احتمالية خسارتها المالية، إذ اشترته بأسعار أقل فيما مضى. ويضيف الشعّار أن حركة الإقبال على شراء الذهب لم تتوقف كليّاً هذه الأيام برغم ارتفاع الأسعار، وذلك مؤشر على توافر السيولة المالية خاصة في العاصمة أبوظبي”. وتتحدث تقول أم عمر: “لا أملك من المال ما يكفي شراء قطعة ذهبية جديدة رغم أني أتوق لذلك، ومن هنا فقد لجأت إلى استبدال بعض مصوغاتي القديمة بقطع أخرى جديدة”. وتقول دعاء سليم: “في حوزتي مبلغ صغير والذهب اليوم أسعاره مرتفعة، لذلك قمت باستبدال قطعة ذهبية قديمة كانت لديّ ووضعت فوقها مبلغاً صغيراً واشتريت قطعة جديدة فاخرة، وبذلك فقد حققت رغبتي بمبلغ بسيط”. في ظلّ الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب وعدم تمكن البعض من شرائه والتمتع ببريقه، يلجأ بعض النساء إلى بديل آخر وهو عبارة عن الإكسسوارات المقلّدة والتي تبدو في ظاهرها ذهباً أصلياً يمكن أن يخدع الناظرين. تقول سناء شريف: “تعجبني الإكسسوارات والمجوهرات المقلّدة كثيراً، ولديّ مجموعة كبيرة منها في المنزل، ومع ذلك فلا أستطيع مقاومة النظر إليها وشراء المزيد منها كلما دخلت الأسواق، فهي جميلة الشكل، متقنة الصنع، وتحتوي على أحجار متنوعة الأحجام والألوان تناسب جميع أنواع الملابس العملية والرسمية، والأهم من ذلك أن أسعارها معقولة بالنسبة لي، إذ لا تسمح إمكاناتي المادية بشراء المجوهرات الأصلية”. ويبدو أن للمجوهرات المقلّدة شعبية متزايدة بين النساء ترتفع مع ارتفاع أسعار الذهب الأصلي في كثير من الأحيان إن لم تتفوق عليها، إذ تفضّل عبير أحمد، موظفة في أحد البنوك، ارتداء المجوهرات المقلّدة على الأصلية، ليس لضعف إمكانية الشراء بالنسبة لها، وإنما لأسباب أخرى تذكرها قائلة “لدّي مجموعة قيّمة من المجوهرات الحقيقية، ومع ذلك يقتصر استخدامي لها على المناسبات أو الزيارات العائلية، وذلك كي يراها الآخرون. أما أثناء العمل فأفضل التزّين بالإكسسوارات المقلّدة لا سيما تلك التي تحتوي على أحجار كريمة ولآلئ، إذ تلفت الانتباه وتضفي لمسات جمالية على الملابس وعلى مظهر المرأة بشكل عام”. المظهر الأنيق تقول عبير أحمد: “ارتداء المجوهرات الأصلية الثمينة يشعرني بالقلق كامرأة، ويجعلني دائمة التحفظ في حركاتي حرصاً على ثمن الطقم الذي أحمله، فهو يشكل اليوم ثروة، خاصة مع الارتفاع المضطرد في أسعار الذهب، بينما لا أقلق بشأن الطقم المقلّد وذلك لانخفاض سعره وإمكانية الاستغناء عنه وشراء أو ارتداء آخر في المرة المقبلة”. من جانبها، ترى سحر عبيد أن ارتفاع أسعار الذهب والمجوهرات الأصلية اليوم لم يترك للمرأة ذات الدخل المتوسط أو المتدني خيارات لارتداء المجوهرات المقلّدة، فهي بطبيعة الحال غير قادرة على شراء الذهب الأصلي، لذلك تضطر إلى استخدام الإكسسوارات والمجوهرات المقلّدة لتمنحها المظهر الأنيق والجميل بأبسط التكاليف والإمكانات. تضيف سحر: “وبحسبة بسيطة، فإن ثمن جرام من الذهب سعره اليوم على الأقل 150 درهماً، يمكنني به شراء 3 خواتم أو سلسال مع إسورة، وهو أمر مرضٍ بالنسبة لي”. إلى ذلك، يؤكد رامي زياد، بائع إكسسوارات مقلّدة، أن هناك طلباً كبيراً على شراء المجوهرات المقلّدة من قبل النساء حتى أن مبيعاتها وشعبيتها باتت تنافس الذهب، بل وتتفوق عليه في كثير من الأحيان، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب من جهة، وجماليات ودقة صنع المشغولات المقلّدة من جهة أخرى. ويضيف: “تتميز المجوهرات المقلّدة بتصاميم غاية في الروعة والإتقان، تشبه في شكلها إلى حدٍّ بعيد المجوهرات الأصلية إن لم تكن أجمل. أما الألوان فلا تختلف عن ألوان الذهب والمجوهرات الحقيقية وفي كثير من الأحيان يصعب التمييز بين الحقيقي والمقلّد”. الشراء بهدف الادخار تلجأ بعض النسوة من ذوات الدخل المرتفع إلى شراء الذهب في حال انخفاض سعره، بهدف ادّخاره لحين ارتفاعه مرة أخرى، كما تشير موزة المطروشي، التي اعتادت شراء الذهب، ولكن على شكل “أونصات” بهدف الاستثمار. أما لأغراض الزينة، فتقول: “أفضل ارتداء المجوهرات المقلّدة التي تحمل تصاميم غاية في البراعة والجمال، لا سيما أطقم السهرات المطعمة بأحجار (الزركون) و(الستراس) وهذه الأطقم يمكنني مبادلتها مع أخواتي وصديقاتي بهدف التغيير في بعض الأحيان”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©