الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطلبات العيد «غير المدروسة» تستنزف الجيوب وتهدد ميزانية العائلة

متطلبات العيد «غير المدروسة» تستنزف الجيوب وتهدد ميزانية العائلة
14 نوفمبر 2010 20:45
العيد موعد مع الفرح وعودة إلى الطفولة واستعادة الذكريات الجميلة لكن أكثر ما يعكر هذه الفرحة والبهجة هي توزيع ميزانية العيد والمتطلبات اللامحدودة من رب الأسرة المثقل بهموم الواجبات والمصاريف المتنامية التي تتجاوز أحيانا اللامحدود لتصل به إلى حالة إفراغ الجيب.‏ المناسبات السعيدة وخاصة الأعياد تحتاج من رب الأسرة ميزانية خاصة ينبغي أن تكون فيها اقتصاديا من طراز رفيع كي تصل بمركب الأسرة إلى شاطئ “اللامديونية”، فقوائم الرحلات والمطاعم ودور عرض السينما وهدايا الأطفال يحاول رب الأسرة أن يوفق بينها وبين الميزانية التي تزداد كثيراً في العيد ومن أجل خاطر الجميع يدفع الأب بلا حدود وقيود من أجل إدخال البهجة والسرور إلى أفراد أسرته مهما كان البذخ والإسراف خلال الأيام الأولى من العيد. العيد “إفلاس” يقول عبد الرحمن سعيد (موظف) “مع كل عيد أجد نفسي مفلسا”. ويضيف “العيد فرحة الكبار والصغار وبالطبع في هذه الأيام الميزانية مفتوحة فهي فرحة لا تمر إلا كل سنة، ومن أجل خاطر عيونهم لا مانع لدي من أن يفلسوني”. ويستطرد “طبعا أول ما يخطر ببالي من أجل إدخال الفرحة في قلوبهم هي الهدايا وهذه تحتاج إلى ميزانية كبيرة، فالهدايا غالية، ناهيك عن ذلك خروجنا إلى المراكز التجارية من أجل قضاء اليوم في الألعاب يكلفني ما يقارب 1000 درهم، وبعد الانتهاء من اللعب والمرح لابد لنا من التوجه إلى المطعم من أجل تناول وجبة”. ويتابع “كل واحد من أفراد أسرتي له طلبات ورغبات من الوجبات لكن في نهاية الأمر اضطر أن أدفع من جيبي من أجل أن يستمتعوا بأجواء العيد”. ويتفق معه سالم القبيسي، الذي يعلن إفلاسه هو الآخر في كل عيد، يقول “كل يوم نتجه إلى المراكز التجارية فالأطفال لا يشبعون من اللعب والذهاب إلي السينما لمشاهدة فيلم كرتوني، وهذا بالطبع يحتاج إلى ميزانية تذاكر الدخول إلى المشروبات الغازية وإلى البوب كورن”. “في العيد مسموح لنا كل شيء الذهاب إلى السينما والتسوق وتناول الطعام في المطاعم”، تقول هيا منصور، وتضيف “العيد فرحة وهذه الفرحة لا تكتمل عندي إلا حين أسعد نفسي وأخواتي الصغار باعتباري البنت الكبرى في العائلة ومسؤولة عن إخوتي، فغالباً ما أحدد مبلغا من المال لتسليتهم. فما بين العيدية والذهاب لشراء الهدايا واللعب في مركز كذا والانتقال إلى مطعم راق لتناول الطعام بعد يوم كامل من اللعب والترفية، يتطلب ذلك مبلغًا كبيرا كل يوم، فالأطفال يتمنون البقاء طوال الوقت في المراكز من أجل بهجة العيد وأجوائه الفرحة”. خطة مسبقة في كل عيد يتفق شاهين قاسم مع زوجته على أن يتم تخصيص مبلغ من الميزانية للمطاعم خلال العيد. إلى ذلك يقول “قبل العيد بشهر نخطط أنا وزوجتي لتخصيص ميزانية مستقطعة من الراتب لتوفير متطلباته، فزوجتي تخصص مبلغاً من المال للعيدية التي تتفاوت وفق الفئة العمرية فالكبار لا يريدون العيدية إلا اذا كانت ذات المائة درهم وكلما كانت أكثر شعروا بالفرح، بينما الصغار فعيدية العشرة دراهم تعتبر كبيرة عندهم لشراء الحلوى”. ويتابع “اليوم الأول والثاني من العيد مخصص للعائلة للتنزه والتجول في المراكز التجارية، أما اليوم الثالث فهو مخصص لي حيث أخطط أنا وأصدقائي الذين يقطنون في المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية بالاتفاق على الذهاب إلي البر، ومع اعتدال الجو الآن يمكن قضاء يوم كامل باللعب على الدراجات النارية أو التخييم في الخيمة التي تم إعدادها لهذه المناسبة”. من جهتها، توضح جميلة إسماعيل “في العيد زيارات المتاحف العلمية تجذب أطفالي، وأفضل أن يقضي أبنائي أيام العيد في أماكن ترفيهية ولكنها في نفس الوقت تعليمية”. وتتابع “صحيح الدخول إلى المتاحف يحتاج إلى تذاكر باهظة لكن هذا لا يهم مادام أطفالي يتعلمون شيئا مفيداً حيث تلك الألعاب التعليمية والاستكشافية تمد الطفل بمهارات يستطيع أن يكتسبها عن طريق التعلم واللعب في آن واحد”. وتلفت إلى أن “الميزانية في العيد مفتوحة ولكن بحدود 3000 درهم فقط. حيث تنقسم ما بين التسلية واللعب وزيارة المتاحف والأماكن الترفيهية”. أقل خسائر وتعبر أم خالد عن فرحتها بهذه المناسبة، وتقول “لا تكتمل فرحة العيد إلا بلمة الأهل والأصدقاء وما يتبعها من تقديم لحلوى العيد وولائم الغداء”. مشيرة إلى أن متطلبات العيد ليست المسؤولة وحدها عن الضغط على الميزانية ولكن زيادة الأسعار “غير المبررة” هي السبب الرئيسي في الخلل الذي يحدث.‏ يعترف عماد الدين (موظف) أنه بمساعدة زوجته الموظفة يتخطى هذه الأزمة بتماسك، محاولا الخروج من العيد بأقل الخسائر الممكنة خاصة وأن الأولاد. كما يؤكد “لا يفهمون معنى دخل الأسرة المحدود، وهم يرون أشكالا وألوانا من الملابس”، وأطفاله الثلاثة يفهمون فقط أن العيد ملابس جديدة وعيدية وشراء بدون حدود وتسلية لا تنتهي إلا مع نهاية أيام العيد.‏ ولمجابهة أعاصير ميزانية العيد التي لا ترحم، يقول عصام علي (رب أسرة) إنه “لا يشعر بالضيق لحدوث خلل في الميزانية طالما أنه يشعر مع أسرته بالسعادة في العيد ويؤمن أن الخير يأتي من حيث لا يحتسب”.‏ ويتابع “في كل عيد أخصص مبلغاً من المال لأهلي في سوريا كواجب سنوي لا ينقطع إضافة إلى كسوة العيد التي نخصصها لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وهذا يزيد من تضاعف الميزانية أيضا، ومن خلال العمل الإضافي الذي أقوم به منذ شهرين، استطعت التحضير لهذا العيد دون المرور بأزمة ودون الاضطرار إلى الاستدانة”.‏ من جانبها، تلفت غادة السويدي (ربة أسرة) إلى أن الاحتفال باستقبال عيد الأضحى له مظاهر واستعدادات مختلفة عند الأسر. إلى ذلك تقول “يجب شراء كميات كبيرة من اللحوم والمواد الغذائية استعداداً لاستقبال الأهل وشراء الحلويات والمكسرات، وهذا فعلا يحتاج إلى ميزانية خاصة تضاف إلى الأعباء الملقاة على كاهل رب الأسرة الذي ينفق الكثير والكثير”. وتضيف “للعيد مظاهر أخرى فشراء الملابس الجديدة للأولاد والثوب الجديد والغترة للكبار والخروج والتنزه في الأماكن العامة، وبالتالي عدم المبالغة في الأكل والشرب والعزائم والولائم فهو عيد ديني وليس عيد الولائم عيد للتجمع والتزاور وتبادل التهاني مع الأصدقاء وعيد للإحساس بالفقر والفقراء والعطف عليهم وهذا الهدف من العيد”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©