الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"غرفة دبي": الإمارات مرشحة للتحول لمركز عالمي لتجارة البن

8 أغسطس 2012
يتيح النمو الكبير في الطلب السنوي على تجارة البن في الإمارات، فرصاً واسعة أمام المزيد من التوسع في هذه التجارة بالدولة خلال السنوات المقبلة، ما يرشح الدولة للتحول لمركز عالمي لتجارة البن، وفقاً لدراسة صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي. وقالت الدراسة " يعتبر نشاط التعامل في البن في الإمارات جزءاً من قطاع المواد الغذائية والمشروبات، الذي يعد قطاعاً حيوياً للاقتصاد، حيث تغطي أنشطته التصنيع وتجارة الجملة والتجزئة، واستيراد وإعادة تصدير حبوب البن وبيع مسحوق القهوة سريعة الذوبان وكذلك البن المطحون في محلات التجزئة". وتعتبر الدولة واحدة من أكبر خمسة دول في العالم من حيث إعادة تصدير البن خلال الفترة 2005 إلى 2008، ما جعل البن سلعة مهمة للإمارات، باعتباره سلعة مربحة عند إعادة تصديرها، بحسب وزارة التجارة الخارجية. ونوهت الدراسة، إلى أنه مع ارتفاع استهلاك الفرد من البن في الاقتصادات المتقدمة والتي تتميز بطقس بارد، فإن نمو عدد السكان وزيادة الدخل والمناطق الحضرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أدى إلى ارتفاع الطلب على سلع مثل البن في المنطقة وقد استخدمت الشركات في الإمارات هذا الاتجاه العام لزيادة إعادة صادراتها من هذه السلعة. واستعرضت الدراسة، فرص الأعمال المتاحة أمام نشاط التعامل في البن بالإمارات، بالنظر إلى التوقعات بزيادة الطلب على المدى الطويل من جانب أسواق خارجية محتملة، مشيرة إلى أن النمو في عدد سكان دبي والزيادة في الدخل خلال السنوات الماضية، أدى إلى ارتفاع عدد المقاهي في كل فترة، ما نتج عنه تطور دبي كمركز مهم لإعادة تصدير البن وزيادة سنوية في عدد الشركات المتاجرة بالبن. وبحسب الدراسة، شملت قائمة أهم الدول المصدرة للبن إلى الإمارات خلال العام الماضي "البرازيل، إيطاليا، سويسرا وألمانيا". وطبقاً لمنظمة البن العالمية، فإن أعلى ثلاثة دول من حيث فائض البن الذي يمكن تصديره في الموسم الزراعي 2011-2012 كانت البرازيل وفيتنام وكولومبيا. وقالت المنظمة " إن النوعين الرئيسيين للبن هما "ارابيكا"، والذي يشكل أكثر من 60% من الإنتاج العالمي والنوع الثاني "روبستا" وبمرور الزمن ظهرت أخلاط متطورة من البن مثل النوع الكولومبي والجامايكي"، لافتة إلى أن ازدياد الوعي وسط المستهلكين بشأن الاستدامة ساعد في ظهور "بن" تمت مراعاة المسؤولية الاجتماعية في زراعته. وقالت الدراسة "أدت قدرة الشركات التجارية في الإمارات على الوساطة الفعالة بين المنتجين الرئيسين للبن والأسواق المستوردة إلى أن تصبح الإمارات مركزاً رئيسياً لإعادة تصدير البن". وتشير الدراسة، إلى أنه من العوامل المهمة عند إعادة تصدير سلعة ما، النظر إلى الفرق بين السعر المدفوع للواردات والأسعار التي تدفع لإعادة الصادرات، لذلك، تمثل الدول الراغبة في دفع أسعار مرتفعة مقابل وحدة الواردات أسواق محتملة لإعادة الصادرات. وتتميز الأسواق المختارة بحسب الدراسة، بأن القيمة السنوية لوارداتها من البن تبلغ ملايين الدولارات وأحياناً مئات الملايين من الدولارات، لذلك فانه يجب ملاحظة أن عدداً من هذه الدول مثل غرينلاند وليتوانييا ولاتفيا والنمسا تقع في وسط وشمال أوروبا. وحسب منظمة البن العالمي فإن دول شمال ووسط أوروبا مثل فنلندا والدنمارك والنمسا تتميز بارتفاع استهلاك الفرد فيها للبن، وذلك في الوقت الذي ترافق فيه الطقس البارد لهذه الدول مع رفاهية سكانها قد يكون أحد الأسباب وراء الحاجة إلى استيراد كميات كبيرة من البن وأيضاً الرغبة في دفع أسعار مرتفع نسبياً مقابل هذه الواردات. وأشارت الدراسة، إلى رغبة المستهلكين في هذه الأسواق في الحصول على أنواع ذات جودة عالية من البن، لذلك يجب على شركات إعادة تصدير البن في الإمارات إجراء مزيد من أبحاث السوق بهذه الأسواق المستهدفة لضمان وجود فرص مجزية فيها، ووفقاً لبعض النماذج للأسواق المحتملة، فإن الكثير من النمو في استهلاك البن يتحقق في أسواق ناشئة. و ارتفع استهلاك البن أكثر في أسواق ناشئة، حيث حقق نمواً قدره 118% خلال الفترة من 1999 – 2011 ، كما يعد تنامي عدد السكان مع زيادة الدخل بعض أسباب هذه الزيادة في الطلب على البن. التحديات ولفتت الدراسة، إلى أن ارتفاع الطلب على البن تسبب في ظهور بعض التحديات للشركات العاملة بالقطاع، منها ارتفاع أسعار البن بشكل عام وذلك بداية من عام 2002 وحتى الوقت الحاضر، و قد تتعرض أحياناً أسعار البن للتقلبات والانخفاض، حيث يحدث ذلك بين فترة وأخرى اذ انخفضت هذه الأسعار مؤخراً. ونوهت الدراسة، إلى أن التحوط لزيادة الأسعار من خلال الدخول في عقود أسعار طويلة الأجل عند انخفاض الأسعار بصورة كبيرة، يمكن أن يكون إحدى وسائل تلافي تأثير ارتفاع أسعار البن العالمية. ومن التحديات الأخرى، التي تواجه نشاط البن في الإمارات، وعي المستهلك في السوق المحلية والخارجية بشأن الحاجة إلى شراء البن من مصادر تتبع ممارسات زراعية مستدامة. وقالت الدراسة "يمكن لشركات البن في الإمارات تحويل ذلك لمصلحتها من خلال استيراد البن من مصادر مستدامة وبالتالي تتميز منتجاتها في سوق إعادة الصادرات". وخلصت الدراسة إلى أن استخدم تجار البن الإمارات كمركز لتجارتهم، أدى إلى بروز الإمارات كمركز هام لإعادة الصادرات من البن إلى الأسواق القريبة جغرافياً منها. وتعتقد الدراسة ، أن الأسواق والدول الناشئة التي يرتفع استهلاك الفرد فيها من البن تعد جهات محتملة لاستقبال إعادة الصادرات من الإمارات وأنه مع نمو الطلب في هذه الأسواق، يمكن لشركات البن في الإمارات استكشاف فرص في الدول التي تتميز بالرفاهية والطقس البارد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©