السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زيادة اتجاه الشركات لتحويل الغاز إلى وقود سائل

21 يناير 2011 22:00
استخدمت شركة “ساسول” الجنوب أفريقية طريقة خاصة بها لتوفير الديزل كآلية تمكنها من مجابهة نقص الوقود إبان فترة الفصل العنصري عندما كانت البلاد تعاني من حظر استيراد النفط. كما استخدمت ألمانيا طريقة مشابهة لتوفير الوقود لآلياتها العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية. ومن المعلوم أن الديزل ووقود الطائرات تتم صناعتهما من النفط الخام. لكن وبارتفاع أسعار النفط حتى في ظل توافر كميات ضخمة من الغاز الطبيعي مما جعل أسعاره رخيصة للغاية، أثبتت إحدى العمليات الكيميائية جدواها الاقتصادية بالرغم من ارتفاع تكلفتها نسبياً، وهي تحويل ذلك الغاز إلى وقود سائل. وتتجه شركة “ساسول” الآن للاستثمار في الغاز للاستفادة من أسعاره المتدنية. وأعلنت الشركة مؤخراً أنها بصدد إنفاق مليار دولار لشراء 50% من حصة أحد حقول الغاز الصخري الكندية بغرض تحويل الغاز إلى ديزل وأنواع أخرى من الوقود السائل. يذكر أن هذه التقنية تم تطويرها قبل عدة قرون لمساعدة جنوب أفريقيا مقاومة الحظر النفطي العالمي. ويقول مايكل ويبر مساعد مدير “مركز السياسة البيئية للطاقة العالمية” التابع لجامعة تكساس “تتطلب هذه التقنية الكثير من الأموال والجهد والتي لا يمكن أن يقدم عليها أحد إذا توفر له النفط بسهولة وبأسعار معقولة. لكن وبالفارق الكبير بين سعري النفط والغاز، وبتوقع أن يبلغ سعر النفط 100 دولار للبرميل في العام القادم، يمكن لهذه التقنية أن تدر أموالاً طائلة للذين يتبنونها”. وحاولت شركات عديدة تحويل الغاز الطبيعي أو الفحم إلى وقود سائل، مثل “بارد” الكندية للطاقة التي خططت لإنشاء مصنع بهذا الخصوص في أوهايو لكنها لم توفق، كما ناقشت “بيا بودي للفحم” الأميركية أكبر شركة خاصة للفحم في العالم بعائداتها البالغة 6 مليارات دولار، إنشاء مشروع مشابه. وتوصلت “ساسول” إلى أن كمية الغاز الطبيعي المطلوبة لإنتاج جالون واحد من الديزل بالإضافة إلى التكلفة التشغيلية، تكلف نحو 1,50 دولار للجالون. وبالمقابل، فإن إنتاج جالون ديزل واحد من خام النفط يكلف نحو دولارين وذلك قبل عملية التكرير، بالإضافة إلى توقع ارتفاع أسعار النفط. لكن ينبغي الإشارة إلى أن تكلفة إنشاء مصنع كيماوي لعملية التحويل ليست بالقليلة والتي ربما تتجاوز 1,5 مليار دولار لإنشاء مصنع كندي بطاقة إنتاجية قدرها 40 ألف برميل يوميا. لكن يستثنى من ذلك تكلفة انبعاثات الغازات الدفيئة التي ربما تكون أكثر في حالة مصنع التحويل، مقارنة بمصنع تكرير عادي حيث يعتمد ذلك على كيفية تنفيذ المشروع. ويبدو أن التقنية مقبولة من ناحية جدواها المالية حيث تبلغ تكلفة برميل النفط ضعف أو ضعفي كمية الطاقة المنتجة من برميل الغاز. لكن حالياً وبوجود كميات ضخمة من الغاز في التكوينات الصخرية في أميركا الشمالية، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي بشكل كبير مما جعل أسعار النفط تساوي ثلاثة أضعاف أسعار الغاز. وبينما تبدو التكلفة التشغيلية مناسبة عند عملية التحويل، نجد أن تكلفة بناء مصنع لتحويل الغاز إلى وقود سائل تفوق إلى حد كبير تلك التي لمصانع التكرير العادية التي تقوم بنفس العملية من خام النفط. ويبلغ إنتاج “ساسول” في جنوب أفريقيا نحو 160 ألف برميل من الوقود السائل يومياً مثل الديزل والبروبان والنفتا، إضافة إلى وقود الطائرات. ويذكر أن الشركة وفرت كل كمية الوقود التي استهلكتها طائرات بوينج 737 في رحلاتها بين جوهانسبرج وكيب تاون في شهر أغسطس الماضي. وتقوم “ساسول” حالياً ببناء مصنع لتحويل الغاز إلى وقود في نيجيريا بالاشتراك مع شركة “شيفرون” الأميركية، في الوقت الذي فرغت فيه من دراسة جدوى إقامة مصنع آخر في أوزبكستان وتسليم مقترح لشركة “شنهوا” الصينية للفحم لإنشاء مصنع في الصين. يذكر أن ما ينتج عن عملية التحويل 80% ديزل و15% نافتا و5% بروبان، وأن كفاءة العملية ليست 100% حيث تقدر طاقة المنتج بنحو 62% فقط. وبالإضافة إلى نسبة فقدان الطاقة هذه، ينتج عن هذه العملية كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بعملية حرق الغاز الطبيعي أو الفحم مباشرة للحصول على الطاقة. وقال الخبراء إنه وبوجود أسعار النفط والغاز الحالية، تتبنى البلدان التي لا تملك خيارات أخرى، تقنية التحويل في الوقت الراهن. لكن إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع وظلت أسعار الغاز الطبيعي منخفضة في وجود الغاز الصخري، فربما تتغير وجهة النظر تلك. نقلاً عن: نيويورك تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©