الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد: سنطهر سوريا من «الإرهابيين» ونحاربهم دون هوادة

الأسد: سنطهر سوريا من «الإرهابيين» ونحاربهم دون هوادة
8 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه أمس مع أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، تصميم سوريا على تطهير البلاد ممن وصفهم بـ”الإرهابيين” ومكافحة الإرهاب دون هوادة، مشدداً في أول ظهور تلفزيوني له منذ 22 يوليو الماضي، على أن بلاده “ماضية في الحوار الوطني وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور دمشق فيها”. من جهته، أعلن جليلي ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه الأسد في دمشق أن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعاً أساسياً فيه”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية “سانا” نقلت عنه قوله “ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى”، قائلاً إن “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم”. وبعيد مغادرة جليلي بيروت التي أجرى فيها مباحثات مع الرئيس اللبناني العمال ميشال سليمان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والأمين العام لـ”حزب الله”، أبلغ لبنان طهران رسمياً بأنه لن يشارك في اجتماع حول سوريا تنظمه العاصمة الإيرانية غداً الخميس، حسبما أفاد مصدر في وزارة الخارجية أمس؛ لأنه لم يسبق له أن شارك في أي مؤتمر دولي حول سوريا، وذلك انسجاماً مع سياسة “النأي بالنفس” التي يعتمدها”.فيما اعلن المبعوث العربي الأممي كوفي عنان ايضا عن عدم حضوره الاجتماع. من ناحيتها، استبقت أنقرة زيارة وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي لتحسين العلاقات معها وطلب مساعدتها في إطلاق الرهائن المحتجزين بمنطقة دمشق، منددة باتهامات وردت على لسان مسؤولين إيرانيين كبار بشأن تسهيل تحقيق أهداف الولايات المتحدة في المنطقة والمساهمة في إراقة الدماء بالمنطقة، ووصفت تلك المزاعم بأنها “لا أساس لها وفي غير محلها” ضد تركيا. في حين أعلن صالحي في أنقرة أن بإمكان تركيا أن تلعب “دوراً كبيراً” في الإفراج عن الزوار الإيرانيين الذين خطفوا السبت الماضي في دمشق، وذلك بفضل علاقاتها مع المعارضة السورية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الأسد أكد “تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب دون تهاون”. كما شدد الرئيس السوري على أن بلاده “ماضية في الحوار الوطني، وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سوريا فيها”. وتم خلال اللقاء مع ممثل المرشد الإيراني سعيد جليلي، بحسب سانا “بحث علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سوريا وإيران والأوضاع في الشرق الأوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سوريا من خلال دعم الإرهاب فيها لزعزعة أمنها واستقرارها”. وإيران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة، وتتهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية لإسقاط نظام الأسد. بينما يتهم المعارضون السوريون والولايات المتحدة طهران بدعم نظام الأسد عسكرياً. وجاء ظهور الأسد مع المسؤول الإيراني أمس بعد يوم من انشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب وانضمامه إلى الثورة. ويعود آخر ظهور للأسد على التلفزيون عندما استقبل رئيس هيئة الأركان السوري الجديد علي عبدالله أيوب الذي حل محل فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع الذي خلف بدوره الوزير داوود راجحة بعد مقتله في الانفجار الذي استهدف خلية الأزمة وسط دمشق وأودى بحياة 5 مسؤولين سوريين آخرين في 18 يوليو الماضي. وأثار اختفاء الأسد شائعات عن صحته منها رسالة زائفة نشرت على تويتر أمس الأول على أنها من السفير الروسي بدمشق قالت إن الأسد ربما يكون قتل. وكان جليلي أكد في بيروت التي قدم منها إلى دمشق، ضرورة إيجاد حل للنزاع السوري “وفق القواعد الديمقراطية وليس عبر إرسال الأسلحة وإراقة الدماء”. ونقلت سانا عن جليلي قوله في دمشق أمس، إن “طهران لن تسمح بأي شكل من الأشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعاً أساسياً فيه”. وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الإيرانية في دمشق، بحسب ترجمة من الفارسية إلى العربية، “إن كل هذا التآمر ضد سوريا عبارة عن أحقاد يريد أصحابها أن ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومة”. وشدد ممثل المرشد الإيراني على ضرورة الحل الداخلي للأزمة السورية معرباً عن رفضه لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقال “الشعب السوري حكيم وناضج وأي تصور لحل الأزمة لا يمكن أن يكون إلا حلاً سورياً داخلياً”. واعتبر أن الشعب السوري “يميز بين الأطراف الحريصة على الديمقراطية والسلام، وبين الأطراف التي تريد أن تصل لمصالحها من خلال إرسال الأسلحة”. كما التقى جليلي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقالت سانا إن المسؤولين أكدا “عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما وعلى أعلى المستويات لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشأن السوري الداخلي”. كما رحب جليلي، في مؤتمره الصحفي، بخطة المبعوث المشترك لحل الأزمة السورية كوفي عنان كونها “مدخل طبيعي ومناسب للبدء بحل سياسي؛ لأنها لو طبقت لقادت إلى وقف العنف” لكنه عاد واعتبرها “غير كافية” وأنه يجب “أن نفسح المجال للشعب السوري لكي يعبر عن إرادته من خلال الحوار الوطني الذي يؤدي إلى بوابة عملية سياسية والديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الأوكار المسلحة”. وحول إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، شدد جليلي على أن “أي طريق لحل الأزمة هو داخلي سوري وينبغي للجميع أن يحترم الحدود السورية سواء المعنوية أو المادية”، لافتاً إلى أن “الأمن كل لا يتجزأ”. وحول حدوث ضربة عسكرية ضد النظام السوري، حذر جليلي من أن من يعتقد أن بإمكانه زعزعة الاستقرار في سوريا “يقع في خطأ استراتيجي كبير”، مضيفاً أن الطريق للحل “سياسي وليس عسكري”. ونفى جليلي مشاركة الحرس الثوري إلى جانب القوات السورية في عملياتها العسكرية لقمع الحركة الاحتجاجية “اعتدنا الدوام سماع هذه الادعاءات الزائفة من أجل التشويش وصرف النظر”. ودان المبعوث الإيراني عملية خطف الإيرانيين ال48 السبت الماضي، قائلاً “إنها للأسف إحدى الظواهر المؤسفة التي لا يمكن لأي عاقل أن يرضى بها”. وأكد أن بلاده “لن تؤل جهداً وستستخدم كل الأدوات للعمل على تحرير المختطفين الإيرانيين الأبرياء وعودتهم سالمين إلى ديارهم”. وكان ما يعرف بـ”كتيبة البراء” التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانياً في سوريا أعلنت في بيان عاجل على فيسبوك أمس الأول، مقتل 3 من المخطوفين بعملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وإيران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©