الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرحيم يتجلى على عباده بخير الدنيا والآخرة

الرحيم يتجلى على عباده بخير الدنيا والآخرة
15 أغسطس 2013 20:48
أحمد محمد (القاهرة) - الرحيم” اسم من أسماء الله الحسنى، تحققت فيه شروط الإحصاء، فقد ورد في القرآن والسنة مطلقاً معرفاً ومنوناً، مراداً به العلمية ودالاً على الوصفية وكمالها، واسم الله الرحيم اقترن باسمه الرحمن في ستة مواضع من القرآن، وغالبا ما يقترن بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز، وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيم رحمة خاصة تلحق المؤمنين، فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن شملت الخلائق في الدنيا، مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم، لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط. أهل الطاعة و”الرحيم” هو المتجلي على عباده بالنعمة والخير وهو خاص بأهل الطاعة من المؤمنين، ففي الدنيا يحيون حياة طيبة، وينعمون بفضل ربهم الرحيم، وفي الجنة يتمتعون بما أعد لهم الله فيها من النعيم المقيم. ومما ورد في الدلالة على ثبوت اسم الله الرحيم قوله تعالى: “تنزيل من الرحمن الرحيم”، “فصلت:2”، وقوله: “سلام قولا من رب رحيم”، “يس:58”، وكذلك قوله تعالى: “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم”، “الحجر: وورد في السنة فيما رواه البخاري أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم”، وقال صلي الله عليه وسلم: “لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام منها يتعاطفون ومنها يتراحمون وبها تعطف الوحش علي ولدها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة”. وعن ابن عمر رضي الله عنه قال، إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة، رب اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الرحيم” ويقول أهل العلم: إن الرحيم في اللغة من صيغ المبالغة، ودل على صفة الرحمة الخاصة، والرحمة هنا بمعنى المغفرة وهي خاصة بالمؤمنين، كما في قوله تعالى: “وكان بالمؤمنين رحيما” “الأحزاب”. المؤمنون والرحمة الخاصة التي دل عليها اسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، فقد هداهم الله في الدنيا إلى توحيده وعبوديته، وهو الذي أكرمهم في الآخرة بجنته ومنّ عليهم برؤيته، ورحمة الله لا تقتصر على المؤمنين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريما لهم وسكينة لأهلهم، فالإيمان بالله والعمل على طاعته وتقواه سبب لحصول رحمته، قال تعالى: “وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون” “آل عمران:132”، وقال :”إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين” “المؤمنون:109”. واسم الله الرحيم يدل على ذات الله وعلى صفة الرحمة الإلهية، فهو يدل على الذات والصفة معا، قال تعالى: “يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم”، “الدخان”. وتعدد اقتران الاسمين الرؤوف بالرحيم في سياق التذكير بنعم الله التي قصر المكلفون عن شكرها ولم يقع عليهم العذاب الذي استحقوه بجحودهم، رأفة ورحمة من الله بهم. واقتران العزيز والرحيم، للدلالة على أن جهود المؤمنين القاصرة لم تبلغهم النصر على عدوهم وسينصرهم الله بعزته رحمة من ربهم الرحيم بهم. واقتران الاسمين البر والرحيم في قوله: “إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم”، يعني أن الله البر الرحيم وعد في الكتاب المنزل أن يمنّ على المشفقين في الدنيا بالوقاية من عذاب السموم وأن يدخلهم الجنة. والله سبحانه موصوف بسعة الرحمة التي طوت جميع الوجود ووصلت إلى كل موجود، فحيثما أشرق شعاع من علمه المحيط، أشرق معه شعاع من رحمته بحسب ما تقتضيه علمه وحكمته، وقد خص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر والحظ الأكمل، قال تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون”. إن من رحمة الله بالناس أن تجاوزه عن خطايا عباده يسبق مؤاخذته لهم، وأن رحمته سبقت غضبه عليهم، ولذا كان الله هو الإله الحق لا إله غيره هو الرحمن الرحيم وهو خير الراحمين، والله سبحانه ذو الرحمة التامة التي لا تدانيها رحمة، رحمة شاملة لجلائل النعم وأصولها، شملت أرزاق الناس ومصالحهم، وعمتهم كلهم، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم. ولم تقتصر رحمته بهؤلاء على هذا فحسب بل شملت ما تحيا به قلوبهم وتزكو به نفوسهم فبرحمته تزول الكروب وتستر العيوب وتضيء القلوب، فحياتهم قائمة بإذنه، وأرزاقهم مكنونة في غيبه، وبقاؤهم رهن مشيئته وأمره. صفة الوجود قال ابن القيم رحمه الله: إن ظهور هذه الصفة في الوجود تظهر أثر صفة الربوبية والملك والقدرة فإن ما لله علي خلقه من الإحسان والإنعام شاهد على رحمته التامة التي وسعت كل شيء، كما أن الموجودات كلها شاهدة له بالربوبية الكاملة. والرحمة من الأخلاق العظيمة التي حض الله سبحانه وتعالى عباده علي التخلق بها، فقد مدح بها أشرف رسله فقال تعالي: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وقال تعالي: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©