الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قَسَم الإبل».. ذكريات تبوح بأسرار يعرفها أهل الصحراء

«قَسَم الإبل».. ذكريات تبوح بأسرار يعرفها أهل الصحراء
15 أغسطس 2013 20:44
أحمد السعداوي (أبوظبي) - تعد الإبل أهم مظاهر الموروث الحضاري لأهل الإمارات الذي يعتزون به، ويحرصون على إبرازه في الفعاليات والمهرجانات، تأكيداً على تمسكهم بهويتهم، ومفردات تراثهم، وتبعاً لهذه العلاقة المتجذرة بين الإنسان وعالم الإبل، توجد الكثير من الخبايـا، التي لا يعرفها سوى أهل الصحراء، منها ما يعرف بـ «قَسَم الإبل» الذي يضمن سلالة الإبل، وهل هي أصيلة أو مهجنة؟، وغيرها من الأمور المتعلقة بالهجن. وعن «قَسَم الإبل»، يتحدث مكتوم الراشدي، وهو من أبناء العين، ولديه إبل يشارك بها في سباقات الهجن أو مهرجانات المزاينة التي تقام في أنحاء الإمارات، يقول إن الإبل، من أهم ما يمتلك أبناء الإمارات، وبالنسبة لهم أغلى من السيارات والعقارات، وغيرها من الممتلكات، كونها ترتبط بشكل مباشر بنشأتهم وطبيعة حياة الآباء والأجداد، وفي الوقت ذاته لها العديد من المنافع المادية، وقضاء أوقات الترفيه بشكل مفيد، وصحي وفي أجواء من التواصل مع غيرهم من أبناء الإمارات والخليج العربي، ممن يشاركونهم هذا الاهتمام. ويوضح الراشدي، أن قَسَم الإبل يتعلق بمحورين رئيسيين، الأول خاص بنقاء سلالة الإبل، وهل هي محلية خالصة أو مهجنة؟، أما الثاني الذي يرتبط بعمر «المطية»، فيستخدم عندما تكون الإبل صغيرة العمر، ولم تنم بشكل لافت، ولكن عندما تبدأ المطية في النمو، وتدخل في مرحلة الجذع، يبدأ ظهور أسنانها وبالتالي تكشف عن عمرها الحقيقي. ويكون القسم بالشكل التالي «أُقسِم بالله العظيم أنها طايحة «أي مولودة» في تاريخ.. «يذكر تاريخ مولد المطية الحقيقي»، وهذا القَسَم يستخدم في السباقات، حين تشك لجنة التشبيه في عمر المطية. وعن القَسَم في الماضي، يورد الراشدي أن هناك قَسَماً آخر، يوضح ما إذا كانت المطية محلية ومن سلالة معروفة أو تم تهجينها، حيث كان يقول المتسابق:«أُقسِم بالله العظيم أن المطية محلية وليس بها أي عرق تهجين، وأن أياها وأمها من سلالات محلية»، وبناء على هذا القَسَم تكون المطية محلية، ويتم التعامل معها على هذا الأساس. ويشير إلى أن العقاب الذي كان ينتظر من يكون قَسَمه مخالفاً للحقيقة، يتمثل في حرمان الإبل من دخول السباقات مدى الحياة، منوهاً إلى أن تقدم العلوم البيطرية الآن، جعل هذا القَسَم في طي النسيان، ولم يعد يستخدمه هواة الإبل، لأنه يمكن بسهولة التعرف إلى كل ما يتعلق بالمطية، من خلال بعض الإجراءات والفحوص الطبية، عبر أخذ عينة من الأم والأب ومن الإبل موضع الشك، ومن خلال التحليل يتم معرفة ما إذا كانت محلية أو مهجنة، وكذا التعرف إلى سلالة والديها، وبالتالي تتضح الرؤية أمام اللجان المنظمة للسباقات حول الأعمار الحقيقية للإبل المشاركة، ومدى نقاء سلالتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©