السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء ضيوف رئيس الدولة: الاحتفاء بذكرى الشيخ زايد واجب شرعي

8 أغسطس 2012
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أجمع العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة خلال دروسهم ومحاضراتهم اليومية أمس، على أن الاحتفاء بذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله واجب شرعي، لأن الله تعالى خلد الصالحين والأنبياء في كتابه العزيز سواءا بأقوالهم أو بأفعالهم. جاء ذلك في المحاضرات والندوات التي ألقاها العلماء، والتي تجاوز عددها 62 فاعلية على مستوى الدولة، والتي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة. وقال الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، إن من حق حكيم الأمة والقائد العربي للخير في عصره المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، علينا شرعا أن نخلد ذكراه، حيث إن الله سبحانه وتعالى خلد الصالحين في كتابه ونص على أفعالهم التي استحقوا أن يخلدوا لها سواء كان الباعث على تخليدهم كلام الحكمة، كما في قصة لقمان وبلقيس وابنة شعيب وغيرهم أم كان الباعث على تخليدهم الأفعال الإيجابية التي قاموا بها كذي القرنين وبناء السد، والخضر وما ورد بحقه في سورة الكهف. وأضاف أن هناك من المخلدين في القرآن الكريم جمعوا بين الأقوال والأفعال في وقت واحد، منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رفض عبادة الأصنام وقام بتكسيرها. وقال إن الشيخ زايد رحمه الله نطق بالحكمة بالقدر الذي يملأ بعض الكتب، كما أن أفعاله في الخير ليست قاصرة على الإمارات بل امتدت إلى مشارق الأرض ومغاربها، وكان يتعامل مع الإنسان من منطلق إنسانيته بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدين، حيث استطاع أن يكسب العرب والمسلمين قوة من خلال منزلته في المنظمات الدولية والعالمية كمجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها، كما ساهم كثيرا بالرأي والمال والمواقف المشهود له بها كموقفه في حرب أكتوبر، ودعمه لمصر، واستخدامه البترول كسلاح. وأكد أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ضرب المثل في العمل بالكتاب والسنة، وحسبنا أن الأحاديث التي نصت على جريان العمل بعد الوفاة قد قام بها أجمع، فصدقاته الجارية غير محدودة، ونشره للعلم لا ينكر، وتربيته لأبنائه تربية صالحة أمر يشهد به القاصي والداني، كما أنه أجرى كثيرا من الأنهار وحفر الآبار وبنى الديار وطبع المصاحف، مستشهدا بالحديث في باب امتداد العمل بعد وفاة المسلم “أو نهرا أجراه أو بيتا لابن السبيل بناه أو مصحفا ورثه”، وحديث: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...” وهو قد جمع الثلاث، في هدوء وبعد عن الأضواء وفي السر. وأكد أن من حقه علينا شرعا أن نذكره بمآثره ومحاسنه، عرفانا ووفاء، وأن ندعو له بالمغفرة، وهو من حق الأموات على الأحياء، وأن نكون بررة لأبنائه، ونرد لهم الجميل الذي صنعه أبوهم في حياته، فبره بعد وفاته يكون بالولاء والانتماء والنصرة ومد يد العون، ورفض الفتنة، فضلا عما أوجبه الله من حقوق شرعية. من جانبه قال الدكتور خالد عبد اللطيف من علماء الأزهر، إن من الواجب علينا بر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وأن نصله في أبنائه، وإن ما صنعه لهذه الأمة وغيرها لا يعد ولا يحصى، حيث كان عمل البر ديدنه وما ترك خيرا للإنسانية إلا وقدمه في عصره. وأكد أن الوفاء له رحمه الله، يتطلب الوفاء لأبنائه الذين ورثوا فضله وحكمته وحبه للخير والإنسانية. من ناحية أخرى تناول الدكتور خالد عبداللطيف خلال محاضرته في المؤسسة العقابية في عجمان بعنوان “مراقبة الله”، تعريف المراقبة لله وعلاقتها بالمراتب الإيمانية وارتباطها بالإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، وانعكاس هذه المراقبة على الفرد والمجتمع. وشدد على وجوب مراقبة الله في السر والعلن، مضيفا: “إن كنت تعصي الله في الخلوات وتجتهد في غلق الأبواب بعيدا عن عيون البشر، فكفاك سخرية بالله فقد جعلته أهون الناظرين إليك، وإن كنت تعصي الله ظنا منك أنه لا يراك فقد اجترأت على عظيم”. وقال: “لو وضع كل منا هذه الآيات أمام عينيه لصلح حال الأمة، لأنه سيراقب الله في كل شيء ولا يراقب البشر، فالرقيب البشري قد يغفل وقد يضعف وقد يتحايل عليه، أما رب البشر فتعالى عن ذلك، فليراقب كل منا ربه في عمله وأهله وماله”، مشددا على أن أفضل الطاعات هي مراقبة الله في دوام الأوقات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©