السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات باستثمارات صينية جريئة في أسواق المال

توقعات باستثمارات صينية جريئة في أسواق المال
23 أكتوبر 2006 00:08
إعداد - محمد عبدالرحيم: من المنتظر أن تكون احتياطيات الصين من العملات الأجنبية قد قفزت إلى ما فوق حاجز التريليون دولار في أكتوبر الجاري، ما يعتبر اكبر من الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من أي تسعة دول مجتمعة، ولكن الأهم من ذلك هو أن الكيفية التي ستتصرف فيها الصين في هذا الكنز الهائل من الثروة يمكن أن تتمخض عن تأثيرات ارتدادية عاصفة على مجمل الاقتصاد العالمي، وبلاشك فإن مدراء المحفظة المالية السرية في البنك المركزي في الصين يحاولون تدريجيا زيادة عائدات الدولة مما أصبحت تستحوذ عليه من عملات أجنبية على الأقل عبر استثمارات أكثر مخاطرة ولكنها ذات إيرادات أعلى· ويذكر أن احتياطيات الصين من العملة الصعبة بلغ إجماليها 987,9 مليار دولار ابتداء من 30 سبتمبر المنصرم وهي تنمو الآن بمقدار 20 مليار دولار في كل شهر، لذا فإن أي تحول أو تغيير طفيف في هذه المحفظة الهائلة من شأنه أن يبعث بتداعيات بالغة التأثير على جميع أسواق المال العالمية· وكما ورد في صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مؤخرا فإن مستوى المخاطر قد يصبح مرتفعا خاصة بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية إذ أن معظم احتياطيات العملة الصينية يتم استثمارها في الديون المرتبطة بالدولار الاميركي مثل السندات الاميركية التي تعتبر أكثر الاستثمارات أمانا وسلامة في العالم، إلا أن أي تغير في هذا السلوك يمكن أن يلقي بتأثيراته على كمية المبالغ التي يدفعها الاميركيون مقابل قروض الرهونات والديون الأخرى· كذلك فإن وجود سلة تحتوي على مبلغ يقارب التريليون دولار من شأنه أيضا أن يشكل إضافة لمقدرة الصين المتزايدة على فرض نفوذها وسطوتها في جميع أنحاء العالم، لذا فإن البعض في واشنطن وفي الأسواق العالمية باتوا يتخوفون من أن تعمد الصين في يوم من الأيام إلى التخلص من موجوداتها المرتبطة بالدولار وتطلق موجة هائلة من المبيعات التي قد تجتاح الاقتصاد الاميركي، وعلى الرغم من وجود مثل هذه المخاوف إلا انه لا توجد مؤشرات تدل على أن الصين في طريقها لإجراء تحولات رئيسية بتحويل الاحتياطيات من الدولار إلى اليورو أو أي عملة أجنبية أخرى رغم تحذير اقتصاديين صينيين من أن ضعف الدولار يقلل من قيمة الاحتياطيات المالية الصينية· بيد أن الصينيين لم يكشفوا عن أي شيء يختص باحتياطياتهم من العملات الصعبة تقريبا بخلاف كبر حجمها، وتقريبا فإن 70 في المائة من الاحتياطيات الصينية يعتقد بأنها ذات أصول دولارية وان 20 في المائة منها بعملة اليورو بينما 10 في المائة منها بعملات أخرى بما فيها الين والوون الكوري الجنوبي وفقا لبراد سيتسر المحلل الاقتصادي في مكتب راوبيني للاقتصاديات العالمية· ويشير ريتشارد ياتسينجا استراتيجي العملة في مصرف اتش اس بي سي في هونج كونج إلى أن إدارة العملات الأجنبية في البنك المركزي الصيني يمكن أن تعمل على نشر استثماراتها بشكل أكثر اتساعا في الأسواق العالمية، كما أن المنافسين الآخرين الذي يمكن أن يشكلوا تهديدا للبنك المركزي الصيني من ناحية حجم الاستثمارات هم روسيا والدول المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط· وفي الوقت الذي يتضخم فيه حجم الاحتياطيات الصينية فإن الأسواق والعديد من المسؤولين الاميركيين أصبحوا يعتقدون أن الصين ربما تتجه إلى شراء كميات اقل من سندات الديون الاميركية التي تضمنها الحكومة الاميركية بشكل واضح وعلني وكميات اكبر من السنوات التي يصدرها مقرضو الرهونات الاميركية التي تنطوي على ضمانات ضمنية من الحكومة الاميركية·· وذكر أيضا أن قائمة التسوق الصينية سوف تحتوي أيضا على سندات تدعمها الرهونات ولكنها تتسم بالمخاطر نوعا ما بالإضافة إلى أسهم بعض المؤسسات والشركات الاميركية· ويعتقد المحللون والمتعاملون في أسواق المال أن الصين قد بدأت مسبقا الدخول في اسواق ناشئة للديون وتتعامل بالدولار لكنها تتسم بنوع اكبر من المخاطر وهي تمارس أعمالها عبر شركات إدارات الأموال الخاصة في جميع أنحاء العالم· يذكر أن احتياطيات العملات الأجنبية الهائلة في الدولة تكونت كنتيجة مباشرة للجهود التي مارستها الصين على إدارة معدل سعر الصرف الخاص بعملتها، ومن اجل منع قيمة اليوان من الارتفاع بوتيرة متسارعة وبشكل يؤدي إلى إلحاق خسائر بالصادرات الصينية استمر البنك المركزي للدولة في شراء الدولارات من المستثمرين الأجانب وعن المصدرين الصينيين أنفسهم وهي تعمل على إصدار المزيد من عملة اليوان في المقابل· لذلك، فإن الوفرة الهائلة في عملة اليوان التي تم استحداثها بهذه الطريقة أدت بالتالي إلى خفض قيمة العملة الصينية، إلا أن ما نتج عن ذلك من ارتفاع كبير في حجم احتياطيات الصين من العملات الأجنبية فتح الباب على الصين لتلقي انتقادات قاسية من الولايات المتحدة ودول أخرى بأنها ظلت تتلاعب بأسعار الصرف في الدولة بشكل استمر يجعل من منتجاتها سلعا رخيصة الثمن وبشكل غير عادل في الأسواق العالمية على أن المسؤولين في البنك المركزي الصيني أعربوا أيضا عن مخاوفهم من أن يؤدي تزايد المعروض من عملة اليوان إلى زيادة سخونة الاقتصاد الصيني بشكل يتمخض عن تضخم غير مرغوب فيه· وعندما سئل زهاو اكسيا اوشوان محافظ البنك المركزي في الشهر الماضي عن حجم هذه الاحتياطيات، أجاب قائلا: ''لقد أصبح لدينا ما يكفي''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©