الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اشحفان» يخطف الأضواء و «آدم» يقارب الواقع و «كريمة» تخشى السقوط

«اشحفان» يخطف الأضواء و «آدم» يقارب الواقع و «كريمة» تخشى السقوط
18 أغسطس 2011 22:43
ينقسم المشاهدون في مواقفهم من المسلسلات الدرامية التي تزخر بها الشاشات في رمضان، منذ زمن بعيد توقف الكلام الكثير الذي كان يثار اعتراضاً على تحويل الشهر الفضيل ساحة للتنافس الدرامي، تخلى أصحاب فكرة توزيع المسلسلات الشيقة على مدار السنة عن فكرتهم، بعدما أدركوا أن الصيغة السائدة، التي تقضي بضخ أكبر عدد من تلك المسلسلات في الموسم الرمضاني حصراً، ستظل معتمدة، خاصة انها أثبتت مشروعيتها بفعل انسجام جمهور الشاشة الصغيرة مع شروطها وتداعياتها. الاستنتاج المشار إليه سابقاً، بفرض صحته، لا يعفي من طرح الأسئلة والهواجس على غرار: هل يمكن الدفاع عن عدالة المنافسة بين الأعمال التلفزيونية في الموسم الرمضاني المزدحم؟ وهل تكفي فترة الشهر لأن يحسم الجمهور خياراته ويقرر منح ثقته لمسلسل دون آخر؟ أيضاً: يخضع انتقاء المسلسل المرغوب لعامل الصدفة غالباً، ألا يعكس ذلك ملامح ظلم قد يلحق ببعضها، وسمات تفوق غير مستحقة قد تمنح لبعضها الآخر؟ الناس في ما يشاهدون مذاهب، ولكل عمل تلفزيوني متابعوه، ينتظرون موعده بنفاذ صبر، يتفاعلون مع أحداثه بشغف، يحاولون استباق بعضها، يعربون عن حماستهم لجزء منها وعن احباطهم من أجزاء أخرى، يدهشهم تارة، ويخيب آمالهم تارة أخرى، لكنهم، في هذا وذاك، ملتزمون به، مدافعون عن مقومات تمايز يرونها فيه، وقد يكون بعضها حقيقياً، لكن جزءاً منها يعكس، على الأرجح، رغبات المشاهدين وأمانيهم، اكثر مما هو يعبر عن مسوغات واقعية.. «شوية أمل» تقول عبير جنيد «مهندسة»، إنها منسجمة مع أحداث مسلسل «شوية أمل» الذي يتقاسم بطولته محمد المنصور وزهرة عرفات، وتقدمه فضائية أبوظبي الأولى، حيث تحرص على متابعة حلقاته في مواعيدها، وتضعها في مقدم اهتماماتها التلفزيونية، وتوضح جنيد أن العمل أثار اهتمامها بفعل حبكته الحدثية التي تعتمد على منزل زوجي وجد نفسه بغتة أمام حالة من التفكك، بعد سفر الزوج للعلاج في الخارج، واختفائه في ظروف غامضة، ليفاجأ لدى عودته بأن زوجته قد تخلت عنه، وتزوجت من عاشقها القديم، يكون على الزوج العائد من النسيان أن يجاهد لاستعادة بعض حقوقه الإنسانية البديهية التي لا يمكن أن تموت بانقضاء الزمن، علاقته بأولاده مثلاً الذين صاروا يتعاملون مع فالح، زوج أمهم، بوصفه مرجعهم العائلي. تقول عبير إن حادثة بهذه الخطورة تدفع لإعادة النظر بالكثير من البديهيات المعيشية، وهي قابلة للحصول في الواقع، ولو بصورة نادرة، أن يصبح المرء مضطراً للكفاح تحصيلاً لحقوقه البديهية، وأن يكون معنياً بإصلاح الكثير مما أفسده الزمن، أمر يتطلب الكثير من الحكمة والصبر. بدوره يعلن يحيى الرياحي «موظف» أنه من أنصار المسلسل المصري «آدم»، من بطولة تامر حسني ومي عز الدين، وهو يجد فيه لوناً جديداً، وقيمة مضافة إلى الدراما المصرية، لا يخفي يحيى أن صلته بالعمل قد تكون عائدة في جزء منها إلى تعاطفه مع الفنان تامر حسني، وهو صنفه نجماً مستوفياً للشروط، لكنه يتوقف عند مقاربة مسلسل آدم لظواهر اجتماعية متعددة منها الارتباط العاطفي بين الطوائف المختلفة، كذلك هو يدافع عن فكرة في غاية الأهمية، برأي محدثنا، مفادها أن تراجع الظروف المعيشية لا يبرر بأي حال تقديم تنازلات أخلاقية أو سلوكية. وبمزاح يتوسل الجدية يقول الرياحي: ما الذي نريده نحن الذكور أكثر من مسلسل يحمل هذا الاسم كي نعلن انحيازنا له؟! الفاكهة الأطيب ترى لبنى سليم أن مسلسل «ليلى» بجزئه الثالث، وهو من بطولة إبراهيم الزدجالي وهيفاء حسين، يمثل فاكهة الموسم الرمضاني الأطيب مذاقاً، خاصة أنه أقام في العامين الماضيين الكثير من جسور التواصل مع مشاهديه، وعقد صلة يصعب فصم عراها. وتوضح سليم، رداً على سؤال، أن تعلقها بالمسلسل لا يمثل فقط وفاء عاطفياً لتجربة الموسمين الفائتين، بل هي تجد فيه تطورات مستجدة جديرة بالمتابعة، كما تلمس أجواء ومناخات وجدانية جاذبة بذاتها بعيداً عن منطق التشويق التقليدي، ذلك أن بعض الأحداث جديرة بأن تشاهد لنفسها، وليس لكونها عوامل مساعدة في صياغة الحبكة الدرامية. وتوضح محدثتنا أن صدق أداء الممثلين أضفى على المسلسل الكثير من الألفة، متوقعة أن يكون له جزء رابع في الموسم الرمضاني القادم. «الولادة من الخاصرة» من جهته لا يتردد بشار حداد «مهندس» في الزعم أن مسلسل «الولادة من الخاصرة»، للمخرجة رشا شربتجي، هو في طليعة الأعمال الجديرة بالمشاهدة، وذلك لما يختزنه من صدق أداء وبراعة في عكس الظروف المعيشية للمحيط البشري الذي يعبر عنه. ويضيف عماد أن المسلسل لا يكتفي بإقامة معادل درامي لأحداث واقعية، بل هو يتناول ظواهر اجتماعية بالتحليل والتشريح بحثاً عن جذورها الحقيقية، وهو أمر لم يسبق تناوله بأسلوب درامي، على حد قوله، ما يعني نوعاً من الريادة التي يمكن إلحاقها بالعمل. «كريمة» وخيبة أمل وحدها سناء عواد «صحفية»، أعربت عن شيء من الخيبة تملكها حيال المسلسل الذي اختارته ليكون في رأس لائحة مشاهداتها، وهي تقول موضحة: «أعجبني مسلسل «كريمة» لكونه يتناول مزيجاً درامياً بين الإمارات والمغرب، وكنت قد قرأت الراوية بقلم الأديب الدكتور مانع سعيد العتيبة، وحازت إعجابي، ولما عرفت بقرار تحويلها إلى مسلسل وعدت نفسي بأجواء ساحرة، كان شعوري حينها أنني على مقربة من مشاهدة بعض الأحلام العذبة في طريقها إلى التحقق، وقد تعمق هذا الإحساس مع مشاهدتي الحلقات الأولى من المسلسل، لكن ذلك لم يستمر طويلاً، حيث بدأ العمل يعاني من تباطؤ في أحداثه، وتحولت مشاهده داخلية في معظمها، كذلك فقد غابت المفاجآت التي تتولى عادة تزخيم المسار الدرامي، وجرت الاستعاضة عنها بمواقف متشابهة مكشوفة النوايا. نعم لـ «اشحفان» من دون تردد يقول ناجي سعيد أن المسلسل الكرتوني «اشحفان» هو أكثر ما يشد اهتمامه في المعروض التلفزيوني للموسم الرمضاني الحالي، ويسارع ناجي للنفي، رداً على سؤال عما إذا كان موقفه تعبيراً عن عدم الرضا عن الأعمال الدرامية، أو انه انتقاص ساخر منها، فيؤكد: «هناك الكثير من المسلسلات الرائعة، وأنا أتابع البعض منها، لكن «اشحفان» موضح حفاوة غير مسبوقة في منزلنا هذا العام، وعندما يحين موعد عرضه أسارع مع زوجتي للجلوس صامتين أمام التلفزيون كأننا في صف مدرسي، تعجبني اللهجة الصافية التي ينطق بها العمل، كما أستريح للمقالب الطريفة التي يتبادلها أبطاله، والتي تشي بذكاء لا يحاذي الخبث، بل يظل محتفظاً بقدر من الطيبة المستساغة، كذلك فإن صياغة الأحداث ذكية، وهي تنجح في استدراج المشاهد نحو متابعة العمل بمجرد أن يتواصل مع أحد مشاهده». ويهتم ناجي بالقول: أتوقع لهذا المسلسل أن يستمر طويلاً، ولو كان الرأي لي لجعلته يتواصل بعد رمضان فهو يحصد مشاهدين دون ريب». اشحفان يعود بعد سنين طويلة من الغياب.. يعود اشحفان القطو ومعه عدويه اللدودين ماكديت والكراني، وأخوه مصبح المحش وكذلك ابوطبر وبائعة الدنجو أم خلفان ومعهم الجيل الجديد من أحفادهم الذين سيراهم الجمهور لأول مرة، حيث لا يزال مسلسل المقالب المتبادلة بين ماكديت واشحفان مستمرا، بل وينتقل بالوراثة الى أحفادهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©