الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طريق اليقين

17 فبراير 2008 01:12
المشكلة عمري 35 عاماً، وأعيش في بلد أوروبي منذ ست سنوات وأحسب نفسي ''والحمد لله'' انسانا ملتزما· تزوجت منذ عامين فتاة أوروبية مسلمة ''على الورق فقط''، وهي حامل في شهرها السادس· وبعد الزواج لمست ضعف ايمانها، وحبها للدنيا ومظاهرها· حدثت بيننا مشكلات كثيرة لعدم التفاهم، ولاختلاف الثقافة والعادات، ولعدم قدرتي على اثراء الجانب الديني لديها· حاولت كثيرا ومرارا تثقيفها دينيا، واشتريت لها كتبا عن الإيمان وفضل الصلاة، لكنها لم تكن تقرؤها باهتمام· انفصلنا دون طلاق وعدت الى بلدي، وقطعت الاتصال بها منذ أربعة أشهر تقريبا· ومنذ عدة أيام اتصلت، وأبدت أسفها وندمها واعترفت بتقصيرها، وسألتني ان كنت مستعدا لأن أمنحها فرصة أخيرة، وأن أسافر اليها· وسافرت بالفعل، لكنني لم ألمس تغيرا جوهريا في شخصيتها سوى الكلام فقط· تركتها مرة أخرى وعدت إلى بلدي، لكنها عاودت الاتصال مرة أخرى، وتقول: انها متمسكة بي جداً، وانها لا تستطيع العيش بدوني، وأصبحت أشفق عليها كثيرا ولاسيما أنها على وشك الولادة· لكن السؤال الذي يراودني دائماً: هل أستطيع أن أهديها الى الصراط المستقيم، والى اليقين والعبادة الحقة؟ لا أريدها أن تصلي أمام عيني فقط وهي غير مقتنعة بما تفعل! لقد فقدت التركيز في حياتي وعملي ولا أخفي عليكم أنني أتألم كلما تذكرت ابني الذي أنتظره، وكلما رأيت فتاة أو سيدة محتشمة أشعر بالتعاسة، ولا أدري ماذا أفعل معها؟ وأذكر نفسي دائماً انها ضريبة عدم اختيار ذات الدين، أرشدوني جزاكم الله خيراً· سميح · ع/ دبي الحل لا فائدة الآن من لومك لنفسك على عدم تفكيرك في كل ذلك والتغاضي عن الاختلاف الثقافي بينكما قبل أن تقع ''الفأس في الرأس''· علينا الآن أن نقر بأهمية هذا البعد الديني والثقافي، لا سيما وأنك انسان ملتزم· إن نزعتك الانسانية، ورغبتك في الحفاظ على ابنك الذي تنتظره، وميلك لاسترجاع زوجتك، والحفاظ على كيان الأسرة، يجعلنا نتجه الى محاولة كيفية تقريب الهوة الثقافية بينكما، ولا شك أن بناء المعتقد الديني، والايمان يحتاج إلى وقت طويل، وقناعات تراكمية، فتغيير المكونات الثقافية فينا أمر ليس هينا ولا بسيطا، لكن ثق أنك لو أخذت الأمر بهدوء، وصبر، وروية ، وحكمة، وحرصت على أن تجعل من سلوكياتك مثالا وقدوة، وأن تبتعد عن لغة القسر والوعظ والضغوط، وأن تجعل من نفسك المثل الاكثر تعبيرا عن روح الاسلام وأخلاقه وهديه، فإن مقاصدك ستتحقق إن شاء الله، وسيمنحك الله الصبر والعون والتوفيق ما دمت حسن القصد والنوايا· المراسلة على العنوان: أبوظبي- دنيا الاتحاد - ص·ب 791 أو البريد الألكتروني: dunia@emi.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©