الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أليسّنادرو بارّيكو: الإرهاب اليساري جعل إيطاليا السبعينيات قاتمة

أليسّنادرو بارّيكو: الإرهاب اليساري جعل إيطاليا السبعينيات قاتمة
3 سبتمبر 2014 23:10
يعتبر أليسّاندرو بارّيكو المولود عام 1958 واحدا من أهمّ الذين أحدثوا انعطافة في الأدب الإيطالي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وساهموا بقوّة وبذكاء في تطوير الرواية شكلا ومضمونا. وكان قد أحرز على شهرة عالميّة واسعة بعد أن أصدر روايته التي حملت عنوان «حرير». وفي روايته الجديدة «حصون الغضب»، يعود بنا إلى سنوات طفولته وشبابه ليرسم صورة مثيرة عن إيطاليا خلال السبعينيات من القرن الماضي التي شهدت ظهور حركات يساريّة متطرفة تمثّلت بالخصوص فيما سمّي آنذاك بالألوية الحمراء. وعن روايته هذه، يقول أليسّاندرو بارّيكو: «هي بالفعل الوحيدة من بين جميع كتبي التي تروي العالم الذي فيه نموت. وهو عالم يتّسم بالتديّن المفرط التي كانت تختصّ به عائلتي، كما اختصّ به أنا أيضا. وكنت شبيها بشخصيّاتي، غير أن حياتي كانت أكثر سطحيّة إذ إنها لم تكن موسومة بالأحداث الدراماتيكيّة. بهذا المعنى يمكنني أن أقول إنّ روايتي لا تعكس سيرتي الذّاتية تماما، غير أن جلّ القصص التي رويتها فيها عاشها أصدقاء، أو عاشها أناس كنت أعرفهم وعلى علاقة مباشرة بهم». وفي روايته يتحدّث أليسّاندرو بارّيكو عن إيطاليا الشماليّة التي يعرفها جيّدا والتي لم تتغيّر كثيرا منذ ذلك الوقت بحسب رأيه. والطبقة التي اهتمّ بها هي البورجوازيّة الصّغيرة التي كانت تقتصر طموحاتها على التمتّع بحياة خالية من المتاعب المادّية. لذا كانت تتجنّب كلّ ما يمكن أن يحول دون ذلك. ولم تكن تلك البورجوازيّة الصّغيرة بحسب رأي ألسّندر بارّكو تعرف الشيء الكثير عن حياة البورجوازية الكبيرة. كما أنها كانت تجهل حياة الطبقات الفقيرة والمعدمة. وعن إيطاليا في فترة السبعينات من القرن الماضي، يقول أليسّاندرو بارّيكو: «صحيح أن إيطاليا في السّبعينات من القرن الماضي كانت بلادا قاتمة. وبشكل عام، عندما نروي أحداث تلك السّنوات، فإنه يتوجّب علينا أن نلحّ بالخصوص على الإرهاب اليساريّ الذي طبعها، والذي كان الواقع يؤكّده. غير أن القتامة ليست متّصلة بالإرهاب فقط، بل كانت متّصلة أيضا بالدين، وبالطبقات الاجتماعيّة. وبالنسبة لنا نحن الذين كنّا نعيش الالتزام الكاثوليكي، يمكن القول إن الإرهاب كان يبدو لنا بعيدا إلى حدّ ما حتى ولو أن مدينة تورينو حيث كنت أعيش شهدت بعض العمليّات الإرهابيّة. لقد كان الإرهاب يبدو كما لو أنه حرب تمزّق بلادنا، غير أنها لم تكن حربنا، بل هي تهمّ عددا محدودا من الناس». وعن التأثيرات الأمريكيّة في روايته الأولى «حصون الغضب»، يقول أليسّاندرو بارّيكو: «في روايتي الأولى كانت هناك تأثيرات مختلفة، غير أن ذلك لا يمنعني من الاعتراف بأن التّأثرات الأمريكيّة كانت أقوى من غيرها. فعندما أصدرت تلك الرواية، كانت هناك تقاليد أدبيّة قد شاخت، وبالتالي لم تكن قادرة على التعبير عن الواقع الإيطالي بشكل جيّد. لذا كانت أغلب الروايات التي صدرت في تلك الفترة متمرّدة على التقاليد القديمة والبالية، وكان أصحابها يرغبون في ابتكار أساليب، وأدوات جديدة تقطع معها معتمدين في ذلك على الأدب الأمريكي المتأثر بالسينما وبالتلفزيون، وبالرياضة، وبالصحافة. وأعتقد أني وأبناء جيلي تعلمنا الكثير من همنغواي، ومن سالينجار، ومن شتاينبيك وسكوت فيتجيرالد». ويقول أليسّاندرو باريكو إنه يحاول دائما أن يعتمد على النغمات الموسيقية في أسلوبه. لذلك فإن الموسيقى لها علاقة مباشرة بعالمه الأدبي. وهو يضيف قائلا: «لا أحبّ أن أتحدّث عن الأسلوب، بل عن الصّوت. وأنا أكتب كتبي كما لو أني أرقص مع القارئ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©