الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» وفرض الطوارئ وحظر التجول

فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» وفرض الطوارئ وحظر التجول
15 أغسطس 2013 18:14
أعلنت الحكومة المصرية أمس فرض حظر التجول في القاهرة و13 محافظة أخرى، بسبب أعمال العنف التي اندلعت إثر تدخل قوات الأمن لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة. وكانت قوات الأمن المصرية تحركت صباح أمس لتفريق مؤيدي مرسي المعتصمين في منطقة رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة ومنطقة النهضة أمام جامعة القاهرة بالجيزة. وقال المتحدث باسم الحكومة “نظرا للظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد.. يحظر التجوال من الساعة التاسعة مساء (19,00 تج) وحتى السادسة صباحا (الرابعة تج) وحتى إشعار آخر”. وكان مجلس الوزراء المصري قد قرر في وقت سابق أمس فرض حظر التجوال في عدد من المحافظات من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا، طوال فترة حالة الطوارئ التي حددها المجلس بمدة شهر. والمحافظات المعنية هي القاهرة والجيزة والاسكندرية وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والفيوم والبحيرة وشمال سيناء وجنوب سيناء والسويس والإسماعيلية. وسبق ذلك إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة شهر. وجاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية “نظرا لتعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر، بسبب أعمال التخريب المتعمدة والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وإزهاق أرواح المواطنين من قبل عناصر التنظيمات والجماعات المتطرفة.. أصدر السيد رئيس الجمهورية، بعد موافقة مجلس الوزراء، قرارا بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر تبدأ من الساعة الرابعة بعد ظهر يوم أمس”. وأضاف البيان أن رئيس الجمهورية كلف “القوات المسلحة بمعاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام، وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين”. وكانت وزارة الداخلية قالت في بيان قبيل بدء عملية فض الاعتصام “إن قوات الأمن تقدمت إلى مكاني الاعتصام إنفاذا لتكليف الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه اعتصامي رابعة العدوية والنهضة”، وأضاف البيان “سيسمح بالخروج الآمن للموجودين في الاعتصامين من خلال المنافذ المحددة التي تم إعلامهم بها”. وشهدت معسكرات الأمن المركزي بالقاهرة والجيزة خلال الساعات الماضية “حالة من الاستنفار استعدادا لبدء المرحلة الثانية من خطة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي تشمل حصارهما”. وقال شهود عيان إن بلدوزرات تابعة للقوات المسلحة وصلت إلى منطقة رابعة العدوية خارج مكان الاعتصام، وقامت القوات بإغلاق كافة الشوارع المحيطة بميدان النهضة بالأسلاك الشائكة. وعمدت جرافات الجيش إلى اقتحام الحواجز في النهضة، وحلقت المروحيات منذ الفجر فوق المتظاهرين، فيما كانت قوات الأمن تمطر الميدان بالقنابل المسيلة للدموع. وحملت كثافة الغاز عشرات المحجبات على الهرب، وقد وضع بعض منهن كمامات الجراحين على أنوفهن وهن يسحبن أطفالهن. وبعد ساعة، أعلنت وزارة الداخلية أن ميدان النهضة اصبح “تحت السيطرة التامة” لقوات الأمن، فلم يتبق للمصورين سوى ساحة معركة مقفرة. لكن المتظاهرين في رابعة العدوية كانوا ما زالوا حتى الظهر يسيطرون على المساحة المحيطة بالمسجد. وبعد ذلك بساعات، قال مصدر أمني مصري إن قوات الأمن بسطت سيطرتها الكاملة على ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شرق العاصمة المصرية القاهرة، وأزالت المنصة الرئيسية وحاصرت مسجد رابعة ودار المناسبات الملحقة به. وأضاف أن قوات الأمن ناشدت المعتصمين داخل المسجد ودار المناسبات المغادرة مع ضمان الخروج الآمن لهم باستثناء المطلوبين أمنيا. وتابع المصدر أن مجموعة من المعتصمين من النساء والرجال غادروا المكان بالفعل عبر شارع يوسف عباس. واستطرد انه جرى التفاوض مع الباقين عبر مكبرات الصوت وتم الدفع بعدد من العربات المدرعة الإضافية إلى المنطقة. ومع حلول موعد بدء تنفيذ قرار حظر التجوال كان المئات من مؤيدي مرسي قد خرجوا من مكان الاعتصام الذي سيطرت عليه قوات الأمن تماماً. وكان مصدر أمني أكد في وقت سابق من يوم أمس أنه تم القبض على 12 من اتباع الإخوان المسلمين فوق اسطح عدد من العقارات، وبحوزتهم أسلحة آلية وكميات كبيرة من الذخيرة في منطقة رابعة العدوية. أعلنت وزارة الصحة المصرية أن عملية فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأعمال العنف التي أعقبتها في مختلف أنحاء البلاد أسفرت الاربعاء عن 278 قتيلا معظمهم من المدنيين اضافة إلى 2001 جريح. ووعد رئيس الحكومة المصرية الموقتة حازم الببلاوي الأربعاء بمواصلة تنفيذ خارطة الطريق التي ستفضي إلى إجراء انتخابات في بداية 2014، وذلك بعيد عملية فض اعتصامين لمناصري الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة. وبرر الببلاوي تدخل قوات الأمن بضرورة “ضمان إجراء انتخابات” واعداً باحترام التزامه في ما يتعلق بخارطة الطريق التي حددها الجيش بعد عزل مرسي، والتي تنص خصوصاً على إجراء انتخابات في بداية العام المقبل. وأعرب الببلاوي عن شكره للشرطة؛ لأنها تحملت عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بأعلى درجة من درجات ضبط النفس. وأكد الببلاوي في كلمة أذاعها التلفزيون المصري أنه كان لابد من الحفاظ على سلطة دولة القانون، التي ينبغي احترامها ومنع الاعتداء على حقوق الآخرين. وأشار الببلاوي إلى أنه تم إعطاء فرصة للمصالحة والحديث عن المستقبل من أجل تحقيق حياة ديمقراطية سليمة وفرض القانون، مؤكدا أنه لم يكن من الممكن قبول استمرار “ترويع المواطنين وحمل سلاح وقطع طرق والاعتداء على الممتلكات العامة” وقال الببلاوى إن تحرك الشرطة جاء بعد إعطاء الفرصة المناسبة واحترام المشاعر في شهر رمضان الكريم ثم عيد الفطر. وأوضح أنه تم تكليف “وزارة الداخلية بأن تتخذ كل ما يحب فعلة لإعادة الاستقرار إلى الشارع مع ضوابط الدستور والقانون” مؤكدا أنه تم إصدار أوامر بضبط النفس لأقصى درجة.وتعهد الببلاوي بأن تكون حالة الطوارئ لأقل فترة ممكنة، مشبهاً إياها بأنها “أبغض الحلال”. وأكد التزام حكومته بخارطة الطريق لبناء ديمقراطية تقوم على العدالة الاجتماعية وبناء دولة مدنية مفتوحة على العالم تحتاج جهود كل أبنائها بدون إقصاء وبها مكان لكل الناس، بصرف النظر على العقائد، معرباً عن أمله في أن يسود العقل والحكمة ويهدأ المواطنون مع فرض حظر التجول. أعلن وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن خسائر قوات الشرطة في أحداث الأمس بلغت مصرع 43 منهم 18 ضابطاً منهم 2 برتبة لواء و2 برتبة عقيد و15 فرد شرطة و9 مجندين وإصابة 211 منهم 55 ضابطا و156 فرداً ومجنداً. وأكد أن فض اعتصام النهضة تم دون خسائر وإحكام السيطرة على ميدان رابعة العدوية، ومازالت عملية التمشيط جارية بعد إخلاء الميدان من المعتصمين.ونفى وزير الداخلية في مؤتمر صحفي مساء أمس إلقاء القبض على أي من قيادات الإخوان المطلوب ضبطهم. من جانبه، طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر جميع المصريين بضبط النفس والالتزام بالحكمة والعقل والحفاظ على الدماء والاستجابة لجهود المصالحة الوطنية. وأعلن في كلمة له امس أن الأزهر لم يعلم بإجراءات فض الاعتصام إلا من وسائل الإعلام مطالبا الجميع بعدم إقحام الأزهر في المشاكل السياسية. وأوضح أن الأزهر وهو يسعى إلى جمع أطراف الصراع السياسي على مائدة حوار جادة مخلصة للوصول إلى حل سلمي للخروج من الأزمة الراهنة لَيُؤكد حُرمة الدماء، ويأسف لوقوع عدد من الضحايا، ويترحَّم عليهم، ويحذر من استخدام العنف وإسالة الدماء.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©