السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العام ونحن.. متفرجون

1 يناير 2012
ومضى 2011، مثلما مضى قبله من أعوام، ومثلما ستمضي أعوام أخرى، وعلى الرغم من الصفات التي نخلعها على العام، بالنظر لما كان فيه، إلا أن العيب ليس في «زماننا» لكنه فينا، كما قال الشاعر، فالعام الذي نودعه، ليس هو الذي شارك في تصفيات كأس العالم، وليس هو من مثلنا في بطولة آسيا، أو في الدورات والمحافل المختلفة، وفي النهاية، نظلمه معنا، ويصل البعض منا إلى ما هو أبعد من ذلك، فيودعون العام بـ«الويل والثبور وعظائم الأمور». عن نفسي، أنا ممتن لـ2011، فعلى الرغم من أنه شهد الكثير من الأحداث الحزينة لرياضة الإمارات، إلا أن كل ما فعله أنه شاهد معنا، وفي المقابل، كان مساحة من عمرنا، أنعم الله بها علينا، فعشناها، كل كما أراد، واستمتعنا على مدار 365 يوماً بالكثير من تفاصيل الحياة، بصباحها ومسائها، بمدها وجزرها، شمسها وقمرها، أفراحها وأحزانها، وتلك هي توليفة العمر التي تصنع الذكريات، وقديماً قالوا إن الأجمل هو ما يمضي دائماً، وأتفق معهم، فبالرغم مما قد يحدث في هذا الماضي، إلا أنه كان واقعاً، بينما الآتي «في علم الغيب». كثيرة هي الأحداث التي شهدها العام المنتهي، وتلك لم تكن خاصية تفرد بها، ففي كل الأعوام أحداث، وربما على الصعيد الرياضي، كان العام الذي سبقه 2010 أكثر ثراء وزخماً، لكن ما لحق برياضة الإمارات في 2011 من كبوات كان واضحاً، ومشهداً تواصل معنا في عدة فعاليات، أبرزها تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا، التي استهللنا بها 2011 في يناير الماضي، ويومها، عاد فريقنا من الدوحة بخفي حنين، ويبدو أنه كان إيذاناً بما ينتظرنا من محطات، فخرجنا سريعاً من تصفيات كأس العالم، وما بين الحدثين، تنوعت المشاهد وتعددت العثرات، حتى كانت استقالة اتحاد الكرة برئاسة الرميثي مع نهاية العام، في ديسمبر. أحياناً أنظر إلى المشهد، من الزاويتين، فأتخيل كيف كنا قبل الدوحة، وكيف كنا ورحى البطولة الآسيوية تدور بين منتخبات النخبة، وكاتانيتش يواجه نقداً لاذعاً من كل المتابعين، والاتحاد يتمسك به، لأنه يريد الاستقرار، وكيف عدنا بعدها نداعب الأمل من جديد، ونقول إن تصفيات المونديال هي الهدف الرئيسي، ثم كيف سُرقنا في غمضة عين، وانزوينا بسرعة البرق من حسابات التصفيات، ونتخيل لأننا نراجع المشاهد أنه كان بالإمكان أن نرتبها ترتيباً آخر، لكننا ننسى في غمرة الأحداث، أننا لسنا من يصنعها، وأننا فقط متفرجون ليس إلا، وبقدر ما نعطي بقدر ما نحصد. نعم أنا ممتن لـ2011، ليس لأنني سعيد بما تجرعناه فيه من مآسٍ كثيرة، فالعام كما قلت لا دخل له فيما حدث، وهو ليس أكثر من «وعاء» نضع فيه ما لدينا، لكنه ليس معنياً بتغييرها أو توجيهها.. ببساطة.. أنا ممتن له، فقد كان جزءاً من أغلى شيء.. العُمر. كلمة أخيرة: الآن بات 2011 واقعاً، وبات كياناً، ينضم إلى مخزن الذكريات، سنراجعه كثيراً، ليس لنعرف كم كان حلواً أو مُراً، ولكن لنعرف ما كان لنا وما كان علينا. محمد البادع
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©