الكويت (وكالات) - فشل مجلس الأمة الكويتي “البرلمان” أمس مرة جديدة في الالتئام بسبب عدم اكتمال النصاب، إذ واصل معظم النواب مقاطعتهم للجلسات وسط استمرار الأزمة السياسية التي تعصف بالكويت. وأجل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الى اجل غير مسمى جلسة المجلس التي حضرها أربعة نواب فقط. وقال الخرافي إنه سيحيل المسألة الى أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. ورفض نواب المعارضة الحضور إذ اعتبروا ان هذا البرلمان غير شرعي، فيما قاطع النواب الموالون بسبب رفض الحكومة التعهد بعدم حل هذا البرلمان.
وقال الخرافي عقب جلسة مجلس الأمة العادية أمس “لا جديد لدي في ما يتعلق بالإجراءات التي تم اتخاذها، وكما أبلغتكم سأرفع الأمر إلى أمير البلاد، ولن أدعو لعقد أي جلسة أخرى انتظارا لتوجيهات الأمير”.
واستطرد قائلا “وكما تعلمون فإن المجلس في حال الانتظار سيظل قائما ولجانه موجودة، وإذا لم يتوافر النصاب فلن يكون هناك اجتماعات لجان أو عقد جلسات”.
وكان المجلس قد فشل مرة أولى في الانعقاد الأسبوع الماضي فتأجلت الجلسة قبل أن تُرجأ اليوم مجددا إلى أجل غير مسمى لعدم اكتمال النصاب.وكان من المفترض أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية لو تحقق النصاب القانوني، سواء امس، أو الأسبوع الماضي.
وأشار الخرافي إلى اعتذار 13 نائباً لأسباب مختلفة، متوجهاً بالشكر للنواب الذين التزموا بالإجراءات الدستورية، وحضروا الجلسة. يشار إلى أن مجلس الأمة الحالي أعيد بموجب حكم من المحكمة الدستورية، في حين جرى إبطال نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتشهد الكويت من حين لآخر أزمة سياسية في ظل التباينات بين السلطة التنفيذية ممثلة في الحكومة، والسلطة التشريعية ممثلة في مجلس الأمة الذي له حق مساءلة الحكومة.
وقال الخرافي “إن شاء الله نرى النتائج الإيجابية بحكمة سمو الأمير وحرصه على أمن واستقرار البلد، شكرا وترفع الجلسة”.وفي رده على سؤال عما إذا كان هناك مجال لإصدار مراسيم ضرورة ذكر الخرافي ان تلك المراسيم “لا تصدر إلا بغياب المجلس، والمجلس لم يغب، بل لا يزال قائما”.
وبالنسبة الى فض دور الانعقاد الحالي بين أنه “لا يمكن فض دور الانعقاد ما لم يتم الانتهاء من مناقشة الميزانية العامة للدولة وإقرارها” في إشارة الى أن دور الانعقاد الحالي سيظل قائما “لأننا لم نناقش الميزانية”.
ومن المتوقع أن يقوم امير الكويت بحل هذا البرلمان المعاد، ويدعو مجددا الى انتخابات جديدة ستكون الخامسة منذ يونيو 2006، وذلك وسط تكهنات بأن الحكومة تنوي تعديل النظام الانتخابي والدوائر الانتخابية المعتمدة حاليا. وهددت المعارضة بمقاطعة الانتخابات القادمة إذا ما تم تغيير نظام الانتخابات، كما طالبت بحل البرلمان المعاد. واكد عدة نواب معارضين عزمهم تنظيم احتجاجات إذا ما تم تغيير النظام الانتخابي.
إلى ذلك، أكد الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أن الحكومة ستعمل دائما من أجل مصلحة الكويت وأهلها.
وقال المبارك “نحترم وجهة نظر الإخوة الذين حضروا وكذلك الذين لم يحضروا” الجلسة.
وأضاف “وسنعمل جميعا من أجل مصلحة الكويت” في إشارة إلى التزام الحكومة بحضور الجلسة لأداء اليمين الدستورية أمام المجلس.
وأكد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أمس، أن مجلس 2009 لا يزال قائما، حتى وإن لم تعقد جلساته، مضيفا أنه سيرفع كتابا إلى أمير الكويت يوم الأحد المقبل “وسأنتظر توجيهاته” في هذا الشأن.
عدد اليوم
