الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السائقون «على خط النار» بالتوافق البدني والذهني !

السائقون «على خط النار» بالتوافق البدني والذهني !
13 نوفمبر 2010 22:50
غداً.. سيكون التحدي كبيراً أمام السائقين في صراع السباق الختامي لبطولة العالم للفورمولا - 1، الذي سيحدد صاحب اللقب الرفيع، وفي ظل ظروف قاسية يدور فيها السائق 55 لفة كاملة حول الحلبة البالغ طولها 5.55 كيلو متر، مطلوب من المشاركين التحلي بأعلى قدر من الاستعداد ليكونوا مؤهلين للتحدي الصعب «على خط النار». وعلى السائقين أن يكونوا في منتهى التوافق البدني والذهني، فالفوز لا يتحقق في السباقات بالسيارة، وإنما بقائدها، الذي يجب أن يكون في منتهى التركيز والتوافق البدني والذهني، ومن أجل ذلك يخضع لتدريبات قاسية إلى حد بعيد ليكون جاهزاً للتحدي الذي يتطلب سمات خاصة لا تتوافر لدى كثيرين، وهو ما يؤكده السائقون أنفسهم، الذين يؤكدون أن رياضتهم تستلزم جهداً بدنياً يفوق أي جهد تستوجبه أية رياضة أخرى. وفي أسبوع السباق، يقضي السائق يوم الاثنين في تدريبات العنق، والثلاثاء في تمارين اللياقة البدنية والليونة، والأربعاء في السفر إلى البلد الذي يستضيف الحدث، ويوم الخميس ينشغل بالتمارين الخاصة بليونة العضلات أو علاج الإصابات، فيما يخصص يوم الجمعة للراحة، أما السبت فيشهد تمارين التنفس، على أن يخضع السائق صباح يوم الأحد المخصص للسباق لتدليك خاص بالعضلات. وبالرغم من أن كثيرين يعتبرون أن سيارة الفئة الأولى هي التي تقوم بكل العمل على حلبة السباق مستندة في ذلك على محركها الجبار وانسيابيتها القادرة على مواجهة الرياح العاتية، إلا أن الفنلندي هايكي كوفالاينن، سائق فريق لوتاس، يخالف هؤلاء ويقول: “يعتقدون أن مهمة السائق تنحصر في الجلوس خلف المقود والضغط على أزرار المقود على أن تفوز في النهاية السيارة الأقوى”، وأضاف: الأمر ليس بهذه السهولة. ويتوجب على السائق أن يجمع ما بين القوة، الليونة البدنية والشجاعة كي يتمكن من السيطرة على أسرع سيارة في العالم لمدة حوالي 90 دقيقة تمثل عمر كل سباق من سباقات هذه الرياضة الميكانيكية. وأبرز ما يتوجب على السائق التركيز في تدريبه عليه يتمثل في عضلات العنق، فعندما يصل بالسيارة إلى أحد المنعطفات، فإن الضغط الذي يصطدم بالعنق يتضاعف بمعدل خمس مرات مقارنة بزنته الطبيعية، وبالتالي يصبح وزن الخوذة وحدها حوالي سبعة كيلوجرامات يتوجب على السائق تحمل وزنها. ويقول كوفالاينن: “كل الضغط يقع على عنق السائق. ولفة بعد لفة، ، يبدأ العنق بالمعاناة”، وأضاف: تتطلب حركة الرأس دقة خلال السباق كما تستلزم دعماً من قبل العنق نفسه وعضلات الظهر. وليس العنق وحده ما يتطلب تدريباً بل “إن الدخول في سباق خاص بالفئة الأولى يساوي خوض الماراثون، إلا أن العداء في السباق الأخير يبقى قادراً على اعتماد سياسة معينة لتوزيع طاقته، في الوقت الذي يتوجب على سائق فورمولا واحد الثبات على مستوى مرتفع طيلة السباق”. والجدير ذكره أن قلب كوفالاينن يقوم بـ 58 نبضة في الدقيقة في حال الاسترخاء، إلا أن المعدل يرتفع إلى 170 في الدقيقة خلال السباق، تماماً كالمعدل الطبيعي للعداء في سابق الماراثون، مع العلم أن هذا المعدل خلال سباق فورمولا واحد ما يلبث أن يرتفع نتيجة ضغط الدم المتعاظم. ويضيف كوفالاينن: “قبيل انطلاق السباق وتحديداً عند النظر إلى الضوء الأحمر، تبلغ دقات قلبي معدل 185 إلى 190 دقة في الدقيقة، وهو الحد الأقصى بالنسبة لي”. ولا يعتبر الجلوس في سيارة الفئة الأولى أمراً ميسراً، فالسائق يكون مكبلاً بشكل مضبوط للغاية داخل مقصورته متحملاً الحرارة المرتفعة وصوت المحرك. وقال السائق الفنلندي: الجسم يتصبب عرقاً طيلة السباق، وفي بعض الحالات يكون التنفس صعباً للغاية، إلا أننا كسائقين نعتاد يوماً بعد يوم على هذا الوضع. ولمواجهة هذه الظروف، يخضع السائقون لتدريبات قاسية قبل انطلاق البطولة. وبالنسبة إلى كوفالاينن، فهو يتدرب ستة أيام في الأسبوع، مرتين في اليوم الواحد، على أن تكون الفترة الصباحية مخصصة لتمارين العضلات، وفترة ما بعد الظهر للتدريبات المخصصة لتليين العضلات واللياقة البدنية، وتتمثل في العدو السريع والعدو لمسافات طويلة وقيادة الدراجة الهوائية، ويقول: “يعتبر التوازن من العناصر الجوهرية التي يشترط توافرها لدى سائق الفئة الأولى، فقيادة سيارة الفورمولا - 1 تستوجب الاعتماد على عضلات الجسم الأساسية، بما فيها عضلات البطن والذراعين والظهر وذلك للرد على مستلزمات القيادة على المنعطفات بشكل أساسي، وهذا يعني أن الجزء العلوي من الجسم يجب أن يكون مستعداً دائماً للضغوط، وبالتالي نجري تدريبات رفع أثقال متوسطة الوزن”. ويحتاج السائق أيضاً إلى ذراعين قويتين وليست مفتولتين كالملاكمين، لأن من شأن ذلك أن يرفع من وزن السائق، ويقول كوفالاينن: “يحتاج السائق إلى عضلات خفيفة وفي الوقت نفسه قوية”. ولكي يعتاد على الإمساك بمقود السيارة لفترة طويلة تستلزمها مدة السباق، فإن السائق الفنلندي مثلاً يتدرب على ذلك من خلال حضن كرة تزن 5 كيلوجرامات على أن يجري نقلها من اليمين إلى اليسار فالوسط بحسب أوامر مدربه وسط جو من التركيز التام. أما الساقان فتحتاجان أيضاً إلى القوة وليس إلى العضلات، ويقول كوفالاينن في هذا الصدد: “الدواسة في سيارة الفئة الأولى ليست بنعومة دواسات السيارة العادية، ويجب على السائق أن يضغط بكل قوة على دواسة الفرامل، لذلك أقوم بتدريب الساقين من خلال رفع 90 كيلوجراماً وأنا جالس على جهاز خاص، وعلي ألا أسقط الحمل بل أنزله بهدوء وأعود لأرفعه بتروٍ”. يبقى الحديث عن القوة الذهنية التي يقول كوفالاينن بخصوصها: “نحاول دائماً إقحام عقلنا في التدريب لأن الفورمولا - 1 تشترط علينا خلال السباقات أن نبقى متيقظين من البداية وحتى خط النهاية. لا يمكن أن تفقد التركيز بتاتاً خلال السباق، وعليك كسائق أن تتحدث دائماً إلى أعضاء فريقك عبر جهاز لاسلكي، وإذا كنت جاهزاً بدنياً، فإن ذلك سيمنحك تركيزاً إضافياً، صحيح أن على السائق أن يستخدم كل قواه البدنية خلال القيادة، إلا أنه يحتاج أيضاً إلى ذاكرة قوية ووعي وإدراك للتعاطي مع الميكانيكيين والمهندسين بخصوص ما تقوم به السيارة خلال السباق”، ويضيف: “عليك أن تكون جاهزاً دائماً خلال القيادة ومستعداً لشيء ما قد يحصل لكنك لا تعرف متى أو أين”. ويختتم: “صحيح أن عملنا يتمثل في القيادة لمدة يوم ونصف اليوم في السنة، وهذه الفترة تعادل الوقت الذي تستلزمه سباقات البطولة كافة، إلا أننا نقضي ما تبقى من وقت في الاستعداد للسباقات، ولو لم نكن رياضيين حقيقيين، لكنا جلسنا خلف مقود تلك السيارة فحسب وخضنا السباق. ولكن لتفرض نفسك كسائق فورمولا واحد ناجحاً، عليك أن تكون جاهزاً بدنياً وذهنياً بنسبة مائة في المائة”. «الوحش الكولومبي» يؤكد سعادته بالابتعاد عن هذا العالم حتى لا يكون «رجلاً آلياً» أبوظبي (الاتحاد) - شن السائق الكولومبي خوان بابلو مونتويا هجوماً عنيفاً على البريطاني رون دينيس، مدير فريقه السابق ماكلارين مرسيدس، وعلى الحظيرة نفسها، معتبراً أنهما يأخذان السباقات على محمل الجد بصورة مبالغ بها، وأن الجانبين يريدان أن يكون السائق بمثابة “رجل آلي”. وأكد “الوحش الكولومبي”، وهو لقب مونتويا الذي انتقل من الفئة الأولى للمشاركة في سباقات “ناسكار” الأميركية قبل سنوات، أنه عانى مشاكل عدة وواجه صعوبات جمة مع دينيس واعترف بأنه سعيد جداً جراء ابتعاده عن حلبات الفئة الأولى. معلوم أن مونتويا خاض 94 سباقاً مع فريقي وليامس وماكلارين خلال الفترة التي أمضاها في فورمولا واحد بين 2001 و2006 قبل أن يودع حلباتها نهائياً منتصف بطولة موسمه الأخير فيها، تاركا سجلاً شهد فوزه في سبعة سباقات وصعوده إلى المنصة 30 مرة وانطلاقه من المركز الأول في 13 مناسبة وتسجيله أسرع لفة 12 مرة. وقال: “لا أفتقد إلى الفئة الأولى بتاتاً”، وأضاف في حديث إلى صحيفة “بيلد” الألمانية: “في عالم الفورمولا - 1، يريدونك أن تكون رجلاً آلياً، إذا كنت تتمتع بشخصية قوية فإن المشاكل ستكون بالتأكيد في انتظارك. لا أندم ولا للحظة واحدة على قرار انتقالي إلى سباقات ناسكار. ورغم تأكيده على أنه نعم بتجربة رائعة مع فريق وليامس بين 2001 و2004، إلا أن السائق الكولومبي لا يخفي امتعاضه من تلك الفترة التي أمضاها في حظيرة ماكلارين مرسيدس وعلاقته “الباردة” بزميله في الفريق حينها الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري الحالي، معتبراً أن اختلاق الأعذار بات السمة الغالبة في الفورمولا - 1. وقال: “إنهم سريعون جداً في اختلاق الأعذار، ففي سباق موناكو مثلاً يتذمرون من الانعكاسات على المرآة الخلفية عند دخول السيارة في النفق. أما أنا فأعتقد بأن عليك دخول ذاك النفق والقيادة فحسب، دون تذمر وتعقيد للأمور”. وأضاف: الكثير من الناس ذوي الصلة بالفئة الأولى ينسون أنها رياضة في نهاية المطاف. فريق ماكلارين مثلاً يأخذ المسألة بكثير من الجدية المبالغ بها. وعن كيمي رايكونن، بطل العالم مع فيراري عام 2007، قال مونتويا إن “المسألة لا تتعلق بمدى التفاهم معه أو مدى عدم التفاهم، فهو لا يقول شيئاً على الإطلاق. صعب جداً أن تتعرف إلى شخص وتفهمه وتتقرب منه إذا كان لا يتكلم بتاتاً”. وعن الفترة التي أمضاها مع بي ام دبليو ويليامس، قال “استمتعت كثيراً وعرفت لحظات من المرح، مع مدير الفريق باتريك هيد على وجه الخصوص. كان يقول دائماً ما يفكر به، مثلي تماماً، حاول دائماً في كل أحاديثنا أن يكون مهذباً ولكن في النهاية لم يكن يتمكن من السيطرة على كلامه، هيد يمتلك شخصية مرحة للغاية”. وأضاف السائق الكولومبي المولود في العاصمة بوجوتا: “أدرك تماماً السبب الذي دفع (الإسباني فرناندو) ألونسو إلى ترك ماكلارين” بعد مرور عام واحد فقط من عقده مع الفريق البريطاني - الألماني والذي كان يمتد لثلاثة أعوام، وختم: “رأى بأن (البريطاني لويس) هاميلتون يمثل مستقبل الفريق، وليس فرناندو ألونسو” الذي عاد إلى حظيرة رينو الفرنسية مطلع عام 2008 مع العلم بأنه حقق مع الأخيرة لقب بطل العالم للسائقين في 2005 و2006.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©