الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لياقت علي: محبة الناس تبدد الشعور بالغربة

لياقت علي: محبة الناس تبدد الشعور بالغربة
17 فبراير 2008 01:08
مع بداية يوم جديد، وفي رحلة مليئة بالحلم والتفاؤل بتحقق الأماني يهم إلى عمله· وبخطى واثقة وحثيثة يبدأ لياقت علي رحلته اليومية للحاق بأول باص يقله إلى المحطة القريبة من مكان عمله في إحدى دور النشر· يأخذ مقعده في الباص المكتظ بوجوه وسحنات مختلفة· هذه الرحلة اليومية مع جنسيات ذات ثقافات متعددة كونت لديه مخزوناً معرفياً حول ثقافتهم ومعتقداتهم وما يدور في أذهانهم من آراء وأفكار حول العمل والحياة· يتوقف الباص عند المحطة الأقرب إلى مكان عمله فينزل ليكمل مشوار رحلته إلى العمل سيرا على الأقدام· يقول لياقت علي: بالرغم من بساطة المهنة التي أعمل بها إلا أن دورها مهم جدا في تسريع إيقاع العمل، فأنا أعمل بوظيفة فراش في إحدى دور النشر منذ ما يقارب 22 سنة، وقد تشكل لديَّ حصاد هائل من العلم والمعرفة والعلاقات الإنسانية التي لا تقدر بثمن، فبناء الإنسان أهم بكثير من بناء الأرصدة· والعمل بالنسبة إلي شيء مقدس أوليه الاهتمام الأول في حياتي، وهذا ما يجعلني أحرص على التواجد في مكان العمل قبل حضور الآخرين، وأقوم بتجهيز وترتيب احتياجات الموظفين ليستطيع كل منهم أن يباشر عمله بيسر وسهولة، ولهذا لا أبرح المكان قبل أن أطمئن بأنني أديت واجبي على الوجه المطلوب· لم يمنع العمل لياقت من تطوير ذاته، بل ربما كان وجوده بين أكوام من المطبوعات العربية والأجنبية سبباً في تطوير شخصيته، حيث وجد الفرصة لينهل من كل ما يقع تحت يده، يقول: كونت مخزونا معرفيا ومعلوماتيا فتعلمت اللغتين العربية والإنجليزية قراءة وكتابة· وكثير ا ما يتفاجأ بعض الأشخاص العرب عندما أرد على استفسارهم حول موضوع معين بلغة عربية سليمة وواضحة، حتى إنهم يشكون في أنني هندي· ويعتقد لياقت أن الابتسامة أداة ضرورية في العلاقات الإنسانية، لهذا يحرص على أن لا تفارق شفتيه· وهي كما يقول بمثابة الكنز الذي لا يكلف درهما واحدا، وتفتح منافذ الخير وتغلق بها منافذ الشر· وبغض النظر عما ينتاب الفرد أحيانا من ألم إلا أن ذلك يظل مطمورا في النفس فلا يصل أنينه إلى المحيطين بي· فإسعاد الآخرين ورسم البسمة على شفاههم يسعد الإنسان نفسه، ويخلص المرء من تبعات الحياة المضنية التي تنهك النفس قبل البدن· ويؤكد لياقت قائلا: إن طبيعة الحياة وظروفها تتطلب السفر إما للعمل أو للدراسة أو غير ذلك، ومما لا شك فيه أن هذا الغياب سيترك أثراً سلبياً أيضا على استقرار وتوازن الأسرة لما للأب من قيمة روحية ومعنوية كبيرة جداً داخل الأسرة، ومدى قدرة الأم على تحمل المسؤولية المضاعفة والى أي درجة هي مهيأة سلفاً ومدربة لكي تكون مشاركة فعلية في صياغة واتخاذ القرار داخل الأسرة، إلا أن زوجتي استطاعت بالصبر والإرادة أن تقوم بمهمة إدارة شؤون المنزل في غيابي· وأنا ممتن للدور الشاق الذي تقوم به فليس هينا على الزوجة أن تقوم بمهام الأم والأب في وقت واحد· وحول مفهوم الغربة يوضح لياقت أن الاغتراب حالة ذهنية، فقد يشعر الإنسان بالغربة وهو في وطنه، بين أهله وأفراد مجتمعه· إذا نظرنا إلى الاغتراب على أنه توحش الإنسان، مما يجري حوله، ومما لا يتسق مع موازينه، ولا يجري على نسق العالم الذي يصنعه في مخيلته ليعيش فيه، فإن هذا نوع من الاغتراب الذي يصنع المعاناة· والظلم بكافة أشكاله شيء موحش، يقود إلى اغتراب أيضا، وتنتج عنه معاناة· وبهذا المعنى، يمكنني التأكيد على أن لا مكان للإحساس بالغربة في ظل وجودي بين أشخاص يكنون لي كل احترام وحب، وأنا أبادلهم الشعور ذاته· وحول اهتماماته بعيدا عن العمل يقول لياقت: أجد متعتي في جمع الصور الغريبة والملفتة وأيضا رسوم الكاريكاتور التي تتناول الواقع وما يدور في بعض المجتمعات بطريقة ساخرة· فهذه الرسوم تحمل مفاهيم ومعاني وأحلاما وأمنيات وجملة من الأفكار المتباينة التي قد نكون ساهين عنها· وكثيرا ما تلفت انتباهي تلك الصور أثناء تصفح الجرائد فلا انتهي من طي الصفحة قبل أن أضيفها إلى سجل مقتنياتي من الرسوم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©