«الصمود» شعار الجولات الـ 18 والأوراق تبعثرت في كوريا والبرازيل

لم يكن الطريق إلى أبوظبي سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام السائقين، ومن بينهم الرباعي الذي يتطلع إلى اللقب بفرص متفاوتة، من الممكن إلى المستحيل، وإنما خاض السائقون طوال 18 سباقاً ملحمة صمود وتحدٍ، تواصلت من البحرين في الرابع عشر من مارس الماضي حيث كانت ضربة البداية إلى السابع من نوفمبر الحالي في البرازيل على حلبة انتر لاجوس في السباق قبل الأخير، والذي تأجل الحسم فيه إلى أبوظبي التي تكشف اليوم أسرارها أمام العالم ومعها تكشف أيضاً عن “عريس” جولة جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1. وإن كان من ملاحظات على المشوار الطويل للبطولة الحالية، فأولها أن فيتل هو الذي بدأ وهو الذي أنهى حتى الآن، فقد سيطر على بداية السباق البحريني، قبل أن تلم به المشاكل ويترك الفرصة للإسباني ألونسو، وعاد في البرازيل وبعد مشوار متقبل لكنه مثير، ليأتي إلى حلبة ياس مثلما تركها، متوجاً بعد أن فاز بلقب سباق العام الماضي، وكانت جولتا كوريا والبرازيل تحديداً، هما اللتان بعثرتا أوراق الحسم وأجلتا كلمة النهاية إلى أبوظبي. وكانت البطولة قد انطلقت في محطتها الأولى بالبحرين يوم 14 مارس، وفي هذا السباق، سيطر سيباستيان فيتل منذ البداية على مجريات الصراع إلى أن تسببت مشاكل العادم في تباطؤ سرعته ليجتازه فرناندو ألونسو ويفوز بسيارته الفيراري متغلباً على زميله فيليب ماسا، وسائق ماكلارين - مرسيدس، لويس هاميلتون، فيما أحرز فيتل المركز الرابع، بينما جاء مايكل شوماخر بسيارته مرسيدس جي بي السادس في أول سباق له في فورمولا - 1 منذ أكتوبر 2006. وفي أستراليا يوم 28 مارس، كانت الأجواء الممطرة هي السمة، الأمر الذي ساعد جنسون باتون بطل العالم على الفوز، وفي هذا السباق، انتقل ماكلارين إلى المركز الثاني بعد أن انتهز فرصة عطل أزاح فيتل عن المقدمة ويتسبب تصادم متأخر في إبعاد هاميلتون ومارك ويبر من ريد بول عن السباق. ووصلت البطولة إلى محطتها الثالثة في ماليزيا في الرابع من أبريل، وخلال هذا السباق، اجتاز فيتل زميله ويبر عند الركن الأول ويتقدم من هناك ليحرز أول فوز له في الموسم، ويأتي ويبر في المركز الثاني متقدماً على نيكو روزبرج في سيارته المرسيدس، ومن المفاجآت أن يحرز هاميلتون وماسا المركزين السادس والسابع بعد أن كان ترتيبهما في البداية العشرين والحادي والعشرين بعد أن تسببت الأمطار في بعثرة الأوراق. وأثبت جنسون باتون مجدداً تفوقه في الأحوال المختلطة في الصين يوم 18 أبريل، حيث جاء في المقدمة غير متأثر بهطول بعض الأمطار مبكراً ويحرز هو و روزبرج تقدماً بفارق 40 ثانية. وتعيد فترة سيارة السلامة ميدان السباق إلى حالته، ولكن باتون يتجنب تحدياً متأخراً من زميله هاميلتون ليتقدم على روزبرج وألونسو، ويثبت أن بطل العالم لن يترك الساحة مبكراً، مثلما تركها بالفعل مع نهايات البطولة. وشهد سباق إسبانيا في التاسع من مايو تقدم الأسترالي ويبر بعد بداية موسم غير مقنعة ليتغلب على زميله فيتل الذي يتباطأ نتيجة أعطال المكابح في النصف الثاني، وتتسبب أعطال الإطارات في ارتطام سيارته وإبعاده عن المركز الثاني في الدورة الأخيرة، ليحرز ألونسو وفيتل المركزين الثاني والثالث بينما ينجح شوماخر في إحراز المركز الرابع. وفي موناكو يوم 16 مايو، يتقدم ويبر من البداية إلى النهاية ليحرز فوزه الثاني على التوالي ويحرز فيتل من ريد بول المركز الثاني، ويجتاز شوماخر، الونسو في الركن الأخير من السباق ويحرز المركز السادس، ولكن الحكم يؤخره إلى المركز الثاني عشر بسبب تحركه رغم فرض فترة تحذير كاملة، وكان ما حدث بمثابة إنجاز جيد لألونسو بعد أن بدأ آخراً عقب حادث ارتطام أثناء التصفيات. وتقدم الأسترالي ويبر سائق ريد بول من البداية في سباق تركيا الذي جرى يوم 30 مايو، ولكن آماله في تحقيق فوز ثالث على التوالي لتتحطم حين اصطدم بزميله فيتل أثناء تقدمه، ثم يستعيد حماسه ليحرز المركز الثالث، ولكن فيتل يخرج من السباق، وينتهز البريطاني هاميلتون سائق فريق ماكلارين مرسيدس الفرصة ليحقق أول نجاح له في الموسم بعد معركة مثيرة مع باتون، وفي المقابل، يحرز ألونسو المركز الثامن. وفي كندا في الثالث عشر من يونيو الماضي، يتقدم هاميلتون في سباق ينطوي على مفاجآت غير متوقعة نتيجة أعطال الإطارات يترتب عليها وقفات في الدورة السادسة، وينجح السائق البريطاني في إبعاد الونسو في معظم السباق ليفوز به منتزعاً المقدمة من ويبر، ويأتي ألونسو في المركز الثالث متقدماً على كل من فيتل وويبر. وفي السباق الأوروبي يوم 27 يونيو، يتقدم فيتل من البداية إلى النهاية، ولكن ذلك اليوم ينطوي على مفارقات بالنسبة لريد بول، ويحالف ويبر الحظ وينجو بأعجوبة من حادث انقلاب سيارته، ويتمكن هاميلتون من إحراز المركز الثاني رغم معاقبته لتجاوزه سيارة السلامة، ولا يحقق ألونسو سوى المركز الثامن بعد خسارته للوقت خلف سيارة السلامة. ويشهد سباق بريطانيا يوم 11 يوليو غضب الأسترالي ويبر بعد نزع جناح الواجهة الجديد للفريق من سيارته ومنحه لفيتل للتأهيل بعد إخفاق الألماني، وتقول ريد بول إن سبب هذه الخطوة هو بروز فيتل وتقدمه في البطولات، ويجتاز ويبر بجسارة زميله في البداية ويفوز متقدماً على هاميلتون. وتعتلي فيراري المنصة الوسطى في هوكنهاي بألمانيا يوم 25 يوليو، ولكن بطريق الخطأ، إذ يتقدم ماسا من البداية، ولكن بعد أن تخبره مجموعته أن ألونسو أسرع منه يبطئ من سرعته ليتيح لزميله أن يجتاز ويفوز، وتعتبر مثل هذه الأمور غير مشروعة في الفورمولا - 1، ورغم تغريم الفريق 100 ألف دولار إلا أن النتيجة تظل كما هي، ويحرز فيتل المركز الثالث أمام بني بلده، الألمان. وفي المجر بالأول من أغسطس، يبدأ ويبر في المركز الثالث أولاً، ولكنه يتقدم من خلال عدم وقوفه عقب فترة سيارة سلامة وينطلق ليحرز فوزه الرابع في هذا الموسم، ويأتي ألونسو في المركز الثاني وفيتل في المركز الثالث. ويثير شوماخر الغضب، حيث كاد يتسبب في اصطدام روبنز باريتشيلو بجدار الموقف في مرحلة السباق الأخيرة، ويجبر هاميلتون على الانسحاب من السباق نتيجة عطل صندوق التروس بينما يأتي باتون في المركز الثامن. ويتقدم هاميلتون في كافة الأحوال بسباق بلجيكا يوم 29 أغسطس، رغم أن الحظ حالفه حين أنقذه القدر من الانزلاق خارج الميدان، وما حدث هو أنه احتك فقط بالأسوار. ويتعافى ويبر من بداية بطيئة ليحرز المركز الثاني متقدماً على كوبيكا المتألق، ويصطدم فيتل في باتون، حيث يسئ تقدير حركة اجتياز ولا يتمكنان هما ولا ألونسو من احراز نقاط في سبا - فرانكو شان. وفي إيطاليا يوم 12 سبتمبر، تعود فيراري إلى التألق ويفوز ألونسو، وكان عليه أن يصمد بعد أن سبقه باتون في البداية، ولكنه يتمكن من تجاوز البريطاني خلال الوقفات ليحقق ثالث فوز له في هذا الموسم. ويأتي ويبر في المركز السادس بما يكفي لاستعادته اللقب، حيث ينقلب هاميلتون في الدورة الأولى ويخرج من السباق، فيما يواصل فيتل سيره حتى الدورة الأخيرة ثم يحرز المركز الرابع. فيتل صديق الرياح في اليابان فاز الألماني سيباستيان فيتل سائق ريد بول بسباق اليابان في العاشر من أكتوبر، وذلك للسنة الثانية على التوالي بعد أن تقدم منذ بداية اليوم وبعد رياح ألمونسون التي هبت يوم السبت الذي شهد التجربة الرسمية للسباق. وأحرز ويبر عن جدارة المركز الثاني متقدماً على ألونسو، بينما أسعد كاموي كوباياشي مشجعيه من أهل بلده بتحقيقه المركز السابع. ألونسو يسيطر على سباق سنغافورة أبوظبي (الاتحاد) - شهد سباق سنغافورة يوم 26 سبتمبر تقدم ألونسو من البداية إلى النهاية، رغم أن فيتل ظلّ ينافسه طوال السباق غير قادر على تجاوزه في الميدان نظراً لضيق الطريق. وأحرز ويبر المركز الثالث وأنقذه القدر من تصادم مع ماكلارين التي يقودها هاميلتون الأمر الذي يبعد البريطاني عن السباق، وكان هذا الأسبوع متواضعاً لفريق ماكلارين مع إحراز باتون المركز الرابع. الأمطار تؤخر أول سباق في كوريا أبوظبي (الاتحاد) - أخرت الأمطار أول سباق يقام في ميدان ييونجان في كوريا يوم 24 أكتوبر، ولكن حين بدأ السباق سيطر فيتل على المقدمة، قبل أن يجبره عطل بالمحرك على الانسحاب وإهداء ألونسو الفوز. وتتقدم فيراري البطولة، فيما ينقلب ويبر في مرحلة مبكرة من السباق بسبب الأمطار، ولم تسفر آمال باتون في الاحتفاظ باللقب إلا عن تحقيقه فقط المركز الثاني عشر، وكان السباق الكوري نقطة تحول كبرى في مسيرة الصراع بين الأبطال على اللقب بعد أن بدأت لعبة بعثرة الأوراق وتبادل الأدوار. عرش السائقين يتحدد في إنتر لاجوس أبوظبي (الاتحاد) - في السابع من نوفمبر الحالي، وعلى حلبة انتر لاجوس بالبرازيل، أحرز سائق ريد بول رينو الألماني سيباستيان فيتل المركز الأول، متقدماً على زميله في الفريق، الاسترالي مارك ويبر وسائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو. وسيطر فيتل على السباق من البداية عندما انتزع المركز الأول من مواطنه نيكو هولكنبرج سائق وليامس - كوزوورث مفاجأة التصفيات، حتى النهاية محققا الفوز التاسع في مسيرته الاحترافية والرابع هذا الموسم. وقبل بداية السباق، قام السائق البرازيلي برونو سينا بتغيير علبة التروس (لم يتراجع لأنه انطلق من المركز الأخير في كل الأحوال). وتوقفت سيارة كريستيان كلين قبل بداية لفة التحمية عند باب منطقة الصيانة ما دفعه الى بدء السباق بعد مرور 3 لفات. وانطلق السباق بشكل حماسي من قبل سائق ريد بول سيباستيان فيتل الذي تمكن من التقدم وتجاوز نيكو هلكنبرج على الانطلاقة ولحقه ويبر قبل نهاية اللفة الأولى. وتراجع هلكنبرج إلى المركز 13 بعد توقفه المبكر ما دفع سائق ماكلارين لويس هاميلتون إلى التقدم الى المركز الرابع. وحسم فريق ريد بول في هذا السباق لقب الصانعين لصالحه.