يوكوهاما (رويترز) - أكد الرئيس الصيني هو جين تاو أمس، بعد اشهر من الخلاف بشأن سياسات أسعار الصرف التي تنتهجها بكين، أن الصين ستسعى إلى تعزيز نمو الطلب المحلي، وأنها ستبقى ملتزمة باصلاح أسعار الصرف لديها. وأبلغ الرئيس الصيني قمة "آبيك":"سنبذل جهوداً قوية لانشاء وسائل فعالة دائمة لتعزيز الطلب المحلي ولاسيما طلب المستهلكين".
إلى ذلك، قال وزير التجارة الياباني أكيهيرو أوهاتا إن مسؤولاً صينياً رفيعاً نقل له أن الصين تتوقع حلاً قريباً لمشكلة بطء صادرات المعادن النادرة إلى اليابان. وذكر أوهاتا أن تشانج بينج رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أبلغه أنه أصدر توجيهاته للمسؤولين بتسريع التخليص الجمركي لشحنات المعادن النادرة. وقال إن اليابان لا ترى حاجة إلى رفع قضية المعادن النادرة أمام منظمة التجارة العالمية إذا كانت الإجراءات الصينية ستحل المشكلة. ونقل أوهاتا عن تشانج قوله إن "اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح على اتصال بالفعل مع الجهات المعنية في الصين".
وكان مسؤولو الجمارك الصينية قد فرضوا قيوداً واسعة النطاق على شحن صادرات المعادن النادرة إلى اليابان بعدما احتجزت طوكيو قبطان سفينة صينية اصطدمت سفينته بقاربين لخفر السواحل الياباني قرب جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي في سبتمبر. وأفرج عن القبطان في وقت لاحق وعاد إلى الصين.
على صعيد آخر، قال وزير التجارة الصيني تشن ده مينج إن الفائض التجاري الصيني لعام 2010 سيكون أقل من مستوى 190 مليار دولار المسجل العام الماضي. وذكر تشن أن الصين "ستبذل جهوداً قوية لزيادة الواردات".
وكان تشونج شان نائب وزير التجارة قال في وقت سابق هذا الشهر إن الصين، التي تتخطى اليابان لتصبح ثاني أضخم اقتصاد في العالم، ستحقق على الأرجح فائضاً تجارياً قدره 180 مليار دولار هذا العام. واستمر نمو الفائض التجاري للصين ليصل إلى 27 مليار دولار في أكتوبر، وهي ثاني أعلى قراءة شهرية هذا العام وأعلى بكثير من مستوى 16,9 مليار دولار المسجل في سبتمبر. وبرقم أكتوبر يصل الفائض التجاري في الأشهر العشرة الأولى من العام إلى 148,6 مليار دولار بانخفاض نسبته 7,5% عن الفترة ذاتها قبل عام.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام تضخم العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين إلى 201,2 مليار دولار مقارنة مع 165,9 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2009 مما جدد المخاوف من تكرار اختلالات عالمية ضخمة تعتبر مسؤولة جزئياً عن الأزمة المالية. وقال تشن إن الفائض التجاري للصين انخفض في 2009 من 290 مليار دولار في 2008.
وحذر الرئيس الصيني الدول المتطورة من مطالبة الدول الناشئة بأكثر من قدراتها كي لا تقوض نموها. وغالباً ما ترى الصين نفسها محل انتقادات أميركية بالدرجة الأولى وأوروبية ثانياً ولا سيما بسبب ما يعتبره الغربيون تلاعباً تمارسه بكين بسعر عملتها “اليوان”، لخفض قيمتها تعزيزاً لصادراتها. كما تدعو الدول المتطورة الصين إلى التصرف كعضو “مسؤول” في المجتمع الدولي والمشاركة في جهود مكافحة التغير المناخي.
وقال الرئيس الصيني “يتعين على المجتمع الدولي أن يشجع الأسواق الناشئة في آسيا والمحيط الهادئ على تحمل مسؤولياتها الدولية على أساس قدراتها وخصائصها الوطنية ومستويات نموها”.
عدد اليوم
