الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أخطاء الإدارة و«بريكست» تدفع «أوبل» إلى معاودة الخسائر

أخطاء الإدارة و«بريكست» تدفع «أوبل» إلى معاودة الخسائر
6 فبراير 2017 21:21
فرانكفورت، ديترويت (د ب أ) عندما تعلن شركة جنرال موتورز، الأم المالكة لشركة أوبل، اليوم بياناتها لعام 2016، فلن يكون هناك تقريباً من يتوقع أن تحقق الشركة أرباحاً في أوروبا. وكانت تصريحات كارل توماس نويمان، رئيس شركة أوبل واضحة للغاية عندما حذر عقب تصويت البريطانيين بالموافقة الصيف الماضي في الاستفتاء على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي من مخاطر إضافية للشركة بقيمة 363 مليون يورو عام 2016 جراء هذا الخروج. وعادت أوبل للخسائر في الربع السنوي الثالث بعد أرباح مؤقتة في بداية صيف عام 2016. ولم يغادر البريطانيون الاتحاد الأوروبي ولا الاتحاد الجمركي حتى الآن، ولكن يعتَقد أن هذا الخروج الذي لوحوا به أفسد على شركة أوبل أرباحها بالفعل، مما يعني أن الشركة التي تتخذ من مدينة روسلهايم القريبة من فرانكفورت لن تعود لتحقيق أرباح، وذلك للعام الـ 17 على التوالي. ومع ذلك فربما كانت أسباب هذه الخسائر الجديدة المتوقعة متعددة، حيث يرى خبراء أن «أوبل» هي التي صنعت الكثير من مشاكلها بنفسها. وتعد بريطانيا أهم سوق لتوزيع سيارات أوبل، وهي تسبق في ذلك ألمانيا بكثير. وتوزع أوبل سياراتها في بريطانيا باسم علامة فوكسهول العريقة. وتحفظ مشترو السيارات في بريطانيا بشكل واضح عقب استفتاء الخروج، حيث لم تتجاوز الأعداد المباعة من علامة فوكسهول عام 2016 نحو 289 ألف سيارة حسب بيانات الشركة، بتراجع 23 ألف سيارة عن عام 2015، في حين استطاعت شركة أوبل زيادة مبيعاتها في أسواق أوروبية أخرى، ونجحت في بيع 1.16 مليون سيارة على مستوى أوروبا بما في ذلك بريطانيا أي بزيادة 4%. وتحسب شركة أوبل أرباحها باليورو، مما يجعلها تضطر فجأة لتحمل أي خسائر في مبيعاتها في السوق البريطانية، حسبما جاء في إطار تبرير رئيس الشركة نويمان الأساسي للبيانات السيئة للشركة. ولكن البروفيسور فيرديناند دودنهوفر، من معهد ديوسبورج الألماني للسيارات في مدينة ايسن الألمانية، يرى هذا السبب غير كاف وحده لتبرير هذه الخسائر، حيث قال إن شركة فورد الأميركية تبيع في بريطانيا سيارات أكثر من شركة أوبل، مما يجعلها تعاني أكثر من تراجع قيمة الجنيه الإسترليني، ولكنها حققت رغم ذلك زيادة مستقرة في أرباحها في أوروبا عام 2016 بلغت 1.2 مليار دولار قبل الضرائب. كما أشار دودنهوفر إلى أن أوبل حققت زيادة في أرباحها مقارنة بالشركات التي لا تنتج في بريطانيا وذلك من خلال مصنعي الشركة في مدينة إيلزمير بورت ومدينة لوتون البريطانيتين، ويرى دودنهوفر أنه «من الممكن بيع هذه السيارات بسعر أقل 6% على الأقل في بقية دول الاتحاد الأوروبي». وحذر شتيفان براتسل، مدير مركز إدارة صناعة السيارات في مدينة بيرجيش جلادباخ الألمانية، من أن ذلك لن يستمر طويلاً، حيث توقع فرض قيود جمركية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة «وسيكون من الصعب جداً على الاتحاد الأوروبي ألا يفرض جمارك؛ لأنه سيفتح بذلك الباب أمام دول أخرى داخل الاتحاد للخروج منه إسوة ببريطانيا، ولكن الجمارك تعتبر بمثابة السم بالنسبة للشركات المصنعة». وأضاف براتسل: «تنتج السيارات اليوم في إطار منظومة قيم عالمية، وهذا النظام يتضرر بشكل مستديم جراء وقع قيود جمركية». ويتوقع اتحاد «اس ام ام تي» البريطاني للسيارات أن يتعرض قطاع السيارات في بريطانيا الذي يعتمد بشكل أساسي على التصدير لخسائر بالمليارات في حالة فرض جمارك فعلا بقيمة 10% حسب لوائح منظمة التجارة العالمية. وقال إن قيمة صادرات بريطانيا من السيارات إلى الاتحاد الأوروبي، التي بلغت 57.5% من إجمالي الصادرات البريطانية لأوروبا عام 2015 ستزداد عندئذ بقيمة 1.8 مليار جنيه إسترليني، بل وستزداد أسعار السيارات المستوردة من أوروبا بالنسبة للمستهلك البريطاني بقيمة 2.7 مليار جنيه إسترليني. وهناك أكثر من 800 ألف وظيفة في بريطانيا تتوقف بشكل مباشر على صناعة السيارات. ويرجح براتسل أن تتراجع هذه الوظائف قريبا لدى شركة فوكسهول بسبب احتمال انسحاب الشركة تدريجيا من بريطانيا «حيث ترتفع الأسعار بواقع الضعف فيما يتعلق بقرار الشركة بشأن العلامات القادمة حيث هناك منافسة مباشرة بين مصنع أسترا التابع لأوبل في شركة إيلزمير بورت في بريطانيا مع مصنعها في مدينة جليفيتسه في بولندا». ولكن للبروفيسور دودنهوفر رأي آخر بهذا الشأن، حيث يرى أنه «من الضروري ألا تلغي الجمارك مميزات الأسعار الناتجة عن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني». وقال إن بريطانيا ستصبح سوقا مهمة جدا لسيارات شركة جنرال موتورز. وتوقع أن تكيف شركة أوبل مصانعها في بريطانيا، وأن تصنع هناك سيارات وعلامات أكثر عن الآن. غير أن هناك إجماعاً بين خبراء السيارات بشأن ما يعتبروه فشلا في سياسة تطوير علامات الشركة في مصنع روسلهايم في ألمانيا. وهو المصنع الذي بدأ مؤخراً وببطء إنتاج السيارات رباعية الدفع التي تحظى بإقبال واسع. وعن ذلك يقول دودندهوفر: «ربما ركزت شركة أوبل على الإعلانات أكثر منه على المنتجات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©