الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الداعية هويدا ممدوح: الإعلام الإسلامي ليس دعوة للتجهم

الداعية هويدا ممدوح: الإعلام الإسلامي ليس دعوة للتجهم
21 أكتوبر 2006 23:53
ممدوح محمود: من مظاهر عظمة الدين الإسلامي أنه كلما ازدادت عليه حملات الجاهلين فيالخارج من أعدائه، أو تطاول على رموزه المغرضين من بعض أبنائه، ازدادت أفواج الداخلين إلى رحابه، وتضاعفت بسبب هذه الحملات أعداد المقبلين على هذا الدين سواء فى بلاد المسلمين أو في بلاد غير المسلمين· وكلما حاول الذين فى عقولهم شطط، أوفى قلوبهم مرض تشويه هذا الدين، أو تشويه طبيعة الدعوة، أو الانتقاص من قيمة الدعاة، انضمت إلى قوافل الدعوة إلى الله شرائح جديدة، بأساليب علمية جديدة، ولغةعصرية جديدة وأدوات جديدة مؤهلة للتحاورمع أجيال جديدة، فازداد الاقتناع في العقول، واستقر الإيمان أكثر فى القلوب· تنامي مظاهر التدين يشهد على ذلك ماتشهده المساجد الكثيرة فى بلاد المسلمين فى الأعوام الأخيرة من زيادة المقبلين على الله خصوصا من الشباب، وماتشهده مجتمعات المسلمين من تنامي مظاهر التدين والاحتشام بين الفتيات والنساء· وما تشهده المساجد القليلة فى بلاد غير المسلمين فى أوروبا وأمريكا من أعداد كبيرة من المسلمين الجدد خصوصا بين المثقفين ومن أوساط النساء والشباب· وإذا كان هذا الفضل الأكبر يرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى صحة منهج هذا الدين التى تثبت للناس فى كل يوم وفى كل مكان، ولصلاحية هذا المنهج الرباني لإصلاح الحياة ولترقية المجتمعات، ولقدرة هذا الدين على حل جميع المشكلات والإجابة على جميع التساؤلات في كل عصر ·· فإن هناك فضلا أيضا لدور العلماء المسلمين والدعاة المخلصين فى الدعوة لهذا الدين وحسن عرضه للناس أجمعين بمبادىء سماوية ثابتة و بخطاب إسلامي متجدد،يستوعب ما في النصوص، ويستوعب الزمان والمكان، والإنسان داعيا إلى الله بالحكمة وبالعلم وبالإحسان· ومن فضائل شهر رمضان المبارك فى الإمارات تلك السنة الحسنة التى سنها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' والتي سار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات حفظهم الله، بدعوة كوكبة ممتازة من العلماء والدعاة إلى الله فى كل عام ليكونوا مصابيح هدى ومشاعل ضوء فى الطريق إلى الله · ''أم بسملة'' ومن خلال لقاءات وحوارات مع عدد من هؤلاء العلماء والدعاة استوقفنى أن من بينهم سيدات فضليات اخترن الدعوة إلى دين الله رسالتهن فى الحياة، وكان لافتا أن المرأة المسلمة هى الأكثر عرضة لحملات التضليل الفكري تحت دعاوى زائفة كثيرة لإبعادها عن دينها· ورأيت من المفيد أن أقدم نموذجا من هؤلاء الداعيات الفضليات، وأعرض لروائها في شؤون المرأة المسلمة، وفى شؤون مجتمعها الكبيرالذي هو أمتها كداعية ومجتمعها الصغيركأم وزوجة· وفى رحاب أسرة مسلمة، الزوج الفنان الشهير وجدي العربي الذي اتخذ طريق الالتزام مع الله منذ عدة سنوات ووظف فنه وخبرته كإعلامي في الفضائيات العربية من خلال البرامج الحوارية الدينية، ومن خلال الدعوة المباشرة إلى الله في المساجد·· والإبنة المذيعة الصغيرة ''بسملة'' الطفلة ذات الأعوام التسعة والتى تشارك الأم والأب في البرامج التليفزيونية الدينية الموجهة إلى الأطفال من خلال قناة ''إقرأ''·· بدأت الحاجة ''أم بسملة'' تحكي قصة الاتجاه إلى العمل كداعية إلى الله سواء كواعظة للنساء في المساجد أو من خلال إعدادها للبرامج الدينية للمرأة وللطفل وأحيانا لبعض البرامج التي يقدمها زوجها· هدى الإسلام تقول الحاجة ''هويدا ممدوح'': نشأت فى بيت مسلم عادي، وكان والدي يعمل بالتجارة، خريجة إدارة أعمال أولا ثم بعد ذلك حصلت على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية، و كانت علاقتي بديني طيبة بشكل فطري، فلم يكن هناك من يوجهني بجدية للتعرف على ديني أكثر، ولهذا لم أكن ملتزمة بما يجب أن تكون علية الفتاة المسلمة من حيث الملبس والمظهر، لكنني كنت أصلى وأعرف ربي· ومن فضل الله علي أنني كنت أقرأ كثيرا منذ الصغر، و شغفت بقراءة الكتب الدينية، حتى وقعت عيناي على كتيب للجمعية الدينية في الجامعة التى أدرس فيها، وسبحان الله تصدرته آية قرآنية استوقفتني طويلا وجعلتني أراجع نفسي كثيرا، ومن حصيلة هذه المراجعة قررت الالتزام بالحجاب، وكان ذلك المظهر بداية طريقي إلى الجوهر الحقيقي·· إلى الله ثم إلى الدعوة إلى الله بعد الدراسة والتزود بالعلم· طلبت منها أن تردد على مسامعنا تلك الآية الكريمة التى استوقفتها وحولت اتجاه حياتها·· فقرأت ''بسم الله الرحمن الرحيم·· إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا لهم عذاب جهنم ولهم عذاب السعير'' · صدق الله العظيم · ومن يومها قررت ألا أعاون الشيطان بعد ذلك فى فتنة المسلمين وقررت الالتزام بالحجاب وتابعت مساري في الطريق إلى الله· وتقف بنا '' الحاجة '' أم بسملة وقفة أخرى عند محطة عملها الأول، قبل الحجاب كنت بعد تخرجي قد افتتحت إتيلييه ودارالتصميم الأزيلاء لكنني قررت إغلاقهما والالتحاق بمعهد الدراسات الإسلامية وفيه تزوجت شابا قرر هو الآخر اعتزال الفن الهابط وارتقاء درجات العلم الديني فى المعهد نفسه، وتخرجنا والحمد لله بدرجة امتياز · وتواصل الحاجة '' هويدا'' مع الحاج ''وجدي'' طريقهما فى هدى الإسلام وفى نور القرآن، وأصبح بيتهما دار علم وملتقى للعلماء، وعندما اتجها إلى طريق الدعوة قررا الدراسة من جديد بمعهد إعداد الدعاة للحصول على إجازة، وأيضا حصلا على الإجازة بامتياز· نهج الدعوة وحول رؤيتها لدورها كواعظة تؤكد أنها ستظل طالبة علم تسعى إلى طلبه من العلماء الكبار، لكنها أشارت إلى أن الدعوة تحتاج كل العلوم وكل الفنون وكل الآداب وكل الأساليب والأدوات الجديدة، مشيرة إلى أن العصر الجديد والأجيال الجديدة أصبح مطلوبا من الدعاة التعامل معهم بلغة جديدة وخطاب جديد يستوعبهم ويفهمونه ويحبونه· وكان لافتا أنه بينما تتناثر الأقاويل المضللة عن ماتسميه الدعاوى الغربية والمستغربة'' حقوق المرأة الغائبة فى ظل الإسلام ''ترى الحاجة هويدا أن الإسلام أعطى للمرأة من الحقوق والفضل والتكريم ماهو أكثر بكثير مم أعطي للرجل '' قائلة '' أنا أرى أن الله أكرمنا وكرمنا أكثر من الرجل · · إن حواء هي التي عمرت الكون بعد سيدنا آدم، وهى التي ربت ماأنجبت من رجال ·· والمطلوب من حواء العصر تفعيل دورها الأساسي الذي خلقها الله لأجله · اللباس الإسلامي عن الزي النسائي الشرعي وعن الحجاب والنقاب تقول ''الحاجة هويدا''إن الدين فرض على المرأة الاحتشام حتى لاتكون فتنة للرجال، لكنه لم يفرض زيا بعينه وإنما حدد ضوابط ثلاثة هى ألا يكشف وألا يصف وألا يشف، والمطلوب أن تكون أزياء المرأة ساترة وبعيدة عن البهرجة التى تخصم من وقار المرأة· ولأنها ترتدي الحجاب قالت: حتى يطمئن قلبي وأن أعرف أن ثلاثة من الأئمة الكبار رأوا أن الحجاب لباس شرعي للمرأة، وهو يميز المرأة المسلمة عن غيرها ·ثم لماذا تتزين المرأة لغير زوجها · الأصل أن العباءة هى لإخفاء الزينة عن غير المحارم، والآن بدأ تحويل العباءة إلى وسيلة للزينة· وحول ما يقال فى الغرب أن الحجاب ينتقص من قوة المرأة وحريتها قالت: الإسلام يجعل المرأة بزيها الشرعي جوهرة مكرمة مصونة، والإسلام هو الذي صان لها إنسانيتها وكرامتها،وحقوقها، وحفظ لها حتى ذمتها المالية المستقلة،وأكد لها حقها وحريتها فى الاختيار فى الزواج والطلاق، والمرأة عار في الجاهلية قبل الإسلام ومدعاة للخزي·· هل نسي الناس ''وأد البنات'' ؟! النبع الأصيل وحول ما تعانيه المرأة المسلمة في العصر الحديث أنها تقوم الآن بدور المرأة ودور الرجل معا ·· ظلموها وظلمت نفسها، إن دور المرأة فى تربية الأبناء ورعاية الزوج وإدارة البيت أكرم للمرأة وأجدى للأسرة وللمجتمع· وتستطرد قائلة الكل الآن يقول لها ماذا لها من حقوق، وقليل من الناس من يقول لها ماذا عليها من واجبات· والمشكلة هي شيوع نوع من التقليد الأعمى للغرب، إن حضارتنا وتراثنا الإسلامى فى الأندلس كان سببا فى نهضة وحضارة أوروبا·· فلماذا لا نعتز بديننا وحضارتنا وهو النبع والأصل الذي أخذوا عنه ·، وأدعو المرأة المسلمة للإخلاص مع الله حتى يصلح الله لها كل شؤونها فيحياتها وآخرتها، ولتبتعد عن التقليد والتبرج· وعن نمو ظاهرة الحجاب حتى فى أوروبا·· قالت أليست هذه المجتمعات تقدس الحرية الشخصية وترحب بالعري الفاضح باسم الحرية الشخصية·· فلماذا لاتسمح للمرأة المسلمة بارتداء الحجاب ولو بمنطق الحرية الشخصية·· المشكلة لم تعد للأسف فى أوروبا·· لقد انتقلت إلى بعض مجتمعاتنا وبعض مسؤولينا يقولون مثلما يقولون فى لندن وباريس!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©