إعداد - أيمن جمعة:
كشف ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي لصندوق ''استثمار'' عن استراتيجية جديدة تستهدف الحصول على أكبر حصة ممكنة من السيولة النقدية التي تنعم بها منطقة الخليج حاليا، وذلك من خلال طرح منتجات وخدمات للمستثمرين الاقليميين· وقال جاكسون في مقابلة مع صحيفة ''فاينانشال تايمز'' إن الصندوق الذي بدأ العمل قبل ثلاثة أعوام فقط نجح في رفع استثماراته الخارجية الى ثلاثة أمثالها خلال الشهور الاخيرة· وتظهر الاحصائيات ان المحفظة الاستثمارية لصندوق ''استثمار'' ارتفعت من مليار دولار في بداية عام 2005 الى ثلاثة مليارات دولار اليوم· إن من المرجح ان تقوم ''استثمار'' بتأسيس صندوق أو سلسلة صناديق لجذب المستثمرين الاقليميين· وأضاف ''هناك وفرة نقدية كبيرة·· وهناك ما يشجعنا على العمل مع مستثمرين اقليميين وادارة أموالهم· فكرنا في ايجاد طريقة للعمل معهم بما يعزز أهدافنا وأهدافهم الاستثمارية·''
وتشير ''فاينانشال تايمز'' في سلسة تقارير عن الاستثمارات الخليجية ومستقبلها الى أن هذه السيولة النقدية الضخمة أحدثت ما يشبه ''الانفجار في أداء الشركات الاستثمارية·'' وتضيف أن استراتيجية ''استثمار'' الجديدة تتزامن مع تحرك دبي الحثيث لطرح نفسها كوجهة للمستثمرين حيث تستقطب اموالهم وتقوم بادارتها في الخارج· وتقول ''خلال الطفرات النفطية السابقة في السبعينيات والتسعينيات كانت الحكومات ومستثمرو القطاع الخاص في الخليج عادة ما يلجأون الى البنوك الدولية لادارة اموالهم· ولكن هذه المرة هناك طائفة كبيرة من الشركات الاستثمارية الخليجية التي ظهرت لتقوم على الاقل بجانب من هذا الدور·
ويؤكد جاكسون هذا التوجه قائلا ''الدولارات النفطية كانت عادة ما تتوجه الى نيويورك ولندن لاستثمارها·· واليوم هناك عدد أكبر من الناس يقولون لماذا لا نقوم بتأسيس هيئات مالية في المنطقة لتقوم بهذا الدور·''
ويرى المراقبون أن نجاح تطلعات ''استثمار'' في جذب المستثمرين الاقليميين سيظهر من خلال أداء صندوق مشترك ظهر الشهر الماضي بالتعاون مع ءةا للاستثمارات العقارية الدولية والذي يستهدف أساسا شراء عقارات في الاسواق الناشئة·
وقال جاكسون ''استثمار تستعد لفتح مكاتب في نيويورك وشنغهاي'' موضحا ان استراتيجية الصندوق لا تتحرك أساسا بعوامل جغرافية بل تماشيا مع التيارات الاقتصادية·
ونفى جاكسون ما يتردد من ان الصندوق ربما يتطلع للحصول على حصة مسيطرة من مجموعة حة الموسيقية البريطانية التي ارتفعت اسهمها بشدة نتيجة هذه التكهنات· وقال ''اخشى ان تكون هذه مجرد تكهنات من السوق· استراتيجية استثمار لا تشمل اطلاقا الدخول في مثل هذه النوعية من الاسواق·''
وتقول ''فاينانشال تايمز'' إنه قبل أعوام قليلة كان من الصعب رصد أسماء مسثتمرين عرب يبرمون صفقات ضخمة سواء محليا او خارجيا حيث كانت الاستثمارات المصرفية في مراحلها الاولية بينما لم يكن أحد يسمع تقريبا عن صناديق الاسهم العائلية·
وتضيف ''لكن السيولة النقدية الحالية دفعت الشركات الاستثمارية الى اداء استثنائي· وفي كل يوم تظهر أسماء جديدة في عالم الاستثمار، بينما اصبح الاعلان عن الاستحواذات العربية في اسيا واوروبا من الاخبار المعتادة·''
ويقول جاكسون ''حتى ثلاثة أعوام فقط لم تكن الناس هنا تفهم ماذا تعني كلمة صناديق خاصة او استثمارات بديلة· وانظر الى الصورة الان·· هناك اعلان عن صندوق جديد كل يومين تقريبا·''
ويشير المراقبون الى ان المؤسسات الاسثتمارية الخليجية مثل استثمار او صندوق مبادلة او بنك اركابيتا البحريني نجحت بالفعل في جذب اهتمام المصرفيين الاستثماريين الاجانب الذين يتسابقون الان على المنطقة لابرام او اقتراح صفقات· ويشير البعض الى عنصر رئيسي في تحول استراتيجيات التمويل الخليجية وهو ظهور جيل جديد من الخبراء والمدراء المتعلمين جيدا الذين يرفضون اعطاء اموال بلادهم للبنوك الاجنبية ويتطلعون لاستثمارها بانفسهم· ويقولون ''يريد هذا الجيل القيام بانفسهم بصفقات أو ابرام صفقات تخدم مصالحهم الاستراتيجية·''
ولا يخفي الخبراء سعادتهم بنمو الصناعة المالية في الخليج لكن البعض ومنهم عاطف عبد المالك الرئيس التنفيذي لبنك اراكبيتا يحذر مما يقول انهم ''لاعبون غير خبراء يدخلون السوق وقد يدمرون سمعته'' مشيرا الى انه لم يستمر سوى واحد فقط من كل ثمانية او عشرة بنوك تم تأسيسها في اوائل الثمانينيات·
عدد اليوم
