الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

افتتاح الدورة الأولى لمهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب

افتتاح الدورة الأولى لمهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب
27 فبراير 2009 01:02
افتتح محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون في دبي صباح أمس الدورة الأولى من مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب، وسط حضور كبير لكتاب وشعراء عرب وعالميين· وقال المر في كلمته الافتتاحية: إن الآداب والفنون الجميلة هي وحدها الكفيلة بالجمع بين الشعوب والأمم لصنع الحضارات· وعاد المر بالذاكرة إلى حضارة الأندلس التي قال إنها ''استطاعت جمع ثلاث قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا في حضارة واحدة''· وتوقف المر عند بيت للشاعر الأندلسي أمية بن الصلت يقول فيه ''إذا كان أصلي من تراب فكلها/ بلادي وكل العالمين أقاربي''، موضحا ''لا أظن أنني قرأت شعرا في الإخاء الإنساني يشبه عذوبة هذه الكلمات التي تستحق أن تكتب بماء الذهب وتعلق في الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة مثلما كان يقال عن القصائد العربية العظيمة التي كانت تعلق في الكعبة أيام ما قبل الإسلام''· واستعرض المر مجموعة الكوارث والحروب التي تعاني منها البشرية فقال: ''إذا كان مثيرو الحروب من مختلف الأشكال والخلفيات يحركون الفرقة ويبعثون الخلاف ويسببون الدمار، فإن الأدباء من مختلف الأمم والشعوب والقوميات كانوا دائما وأبدا هم رسل السلام ودعاة الوئام، ولا يمكن لأدب من الآداب أن يصل إلى قمة الإبداع الفني ما لم يصل مضمونه إلى قمة التسامح الإنساني، وهذه الآداب الكلاسيكية العالمية وهذا الأدب الأوروبي في القرون الثلاثة الماضية وهذه الآداب الحديثة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية كلها شاهدة على أن المضمون الإنساني هو الذي يعطي للأدب عطره''· وتحدث المر عن تجربته في التحكيم لجائزة البوكر للرواية العربية، ليصف القدر الكبير من المآسي الذي تنطوي عليه الروايات المشاركة، خصوصا قضية فلسطين والاحتلال الأميركي للعراق وقضايا الاستبداد والفقر والتخلف التي يعاني منها الإنسان العربي وتعكسها الرواية العربية· ويقول المر في هذا الإطار ''في بداية القرن العشرين ظن أصحاب الرأي والفكر في العالم وخصوصا في أوروبا أن العالم مقبل على عهد جديد من الازدهار والسلام لا تنغصه الحروب ولا تشقيه المشكلات الاقتصادية، ولكن سرعان ما خاب أملهم حيث دخل سريعا في حروب طاحنة بدت حروب القرن التاسع عشر مقارنة بها ألعاب أطفال· وانتقل المر ليتحدث عن بدايات القرن الحادي والعشرين التي تشهد أزمات اقتصادية لا يعلم أحد مداها، وقال: ''في ظل هذه الظروف العالمية المضطربة والمقلقة نتساءل هل هناك دور للكتابة الأدبية؟ الجواب متروك للأدباء، وفي الماضي كانت أعمالهم الأدبية في مفترقات الطرق التاريخية، هي التي تستشعر عذابات البشر وتتنبأ بما هو آت سواء كان مرعبا أم مبهجا''· وختم المر بتقديم الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لاهتمامه الكبير بكل المبادرات الحضارية والثقافية، كما قدم الشكر لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون على رعايته الكريمة للمهرجان، وحيا سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس طيران الإمارات، وكذلك مديرة المهرجان ومديرة مكتبة المجرودي إيزابيل أبو الهول · وفي كلمتها قالت أبو الهول: إن القراءة والأدب مرتبطان وهذا هو السبب الذي يجمعنا مع الكتاب والكلمة المكتوبة· وأضافت: إن الكتب تأخذنا إلى عالم من الخيال وتعلمنا أن نتأمل عبرها، فالكتب تعلمنا كل شيء· وأشارت أبو الهول إلى أن الهدف الأساسي للمهرجان هو دعوة للأطفال وفتح المجال أمامهم للقراءة· وبالنسبة للهدف الثاني فهو خلق تفاعل بين الحضور من خلال الحوارات، بحيث تتنامى لديهم المقدرة على اكتشاف الآخر· في السياق نفسه التقينا بجمال الشحي المدير التنفيذي لمعرض دبي الدولي لكتاب الطفل الراعي الأدبي لمهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب الذي تحدث عن دور المعرض في دعم كل المبادرات الثقافية والأدبية التي تسهم في نشر ثقافة الطفل والتشجيع على خلق جيل قارئ من الأطفال، ونحاول في معرض الكتاب وضع الخطط والاستراتيجيات في ما يتعلق بالمعرض الذي سينطلق في العام القادم· وأضاف الشحي أن الحركة الثقافية في الإمارات تحتاج لمثل هذا المهرجان الضخم من حيث عدد ونوعية المشاركين فيه من الكتاب والأدباء كما أنه يتيح لنا فرصة الاطلاع على هذا القدر الكبير من الإنتاج الأدبي العربي والعالمي·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©