الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المعجزة الاقتصادية» التركية تغري الشركات الألمانية

«المعجزة الاقتصادية» التركية تغري الشركات الألمانية
8 أغسطس 2012
فرانكفورت (أ ف ب) - تجتذب تركيا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا عددا متزايدا من الشركات الألمانية، ومن الألمان ذوي الأصول التركية الباحثين عن عمل، بينما تتخبط أوروبا في أزمة مالية واقتصادية. وخلافا لمنطقة اليورو حيث النمو متعثر، سجلت تركيا نموا في ناتجها المحلي الإجمالي بمتوسط سنوي قدره 5,4% خلال السنوات العشر الأخيرة بالتزامن مع تراجع دينها العام عن عتبة 40% من الناتج المحلي الإجمالي. وهو مستوى أدنى بكثير منه في معظم الدول الأوروبية، فيما بات التضخم فيها تحت السيطرة بعدما كان يتزايد بشكل كبير. وتوقعت دراسة للسوق أجراها مكتب الاستشارات رولاند بيرجر في فرانكفورت أن “يؤدي النمو الضعيف في أوروبا إلى استثمارات أجنبية مباشرة جديدة في تركيا، ما سيضع هذا البلد في موقع لا غنى عنه في سياق الاستراتيجية البعيدة الأمد للشركات الأوروبية”. ويشهد هذا البلد البالغ عدد سكانه 74 مليون نسمة اكثر من ستين بالمئة منهم دون الخامسة والثلاثين من العمر وتزداد قدرتهم الشرائية سنة بعد سنة، احتياجات هائلة في مجالات البنى التحتية والطاقة والسيارات والخدمات المالية، وهي مجالات تتفوق فيها الشركات الألمانية. ويقارب عدد الشركات الألمانية خمسة آلاف من أصل نحو ثلاثين ألف شركة أجنبية تعمل في تركيا، بحسب أرقام غرفة التجارة الألمانية التركية في أسطنبول. والعام الماضي وحده أنشأت 534 شركة جديدة برؤوس أموال ألمانية في تركيا، بزيادة 14% خلال سنة واحدة. ومن بين هذه الشركات “تيدرايف ستيرينج” وهي شركة صغيرة لتجهيز السيارات تتحدر من منطقة رور شمال غرب ألمانيا وقد اختارت تركيا موقعا لها في الخارج لتركيب أنظمة القيادة التي تنتجها. وقال رئيس الشركة توماس بروسي إن سوق السيارات التركية تسجل “نموا قويا جدا” و”التكنولوجيا الألمانية لا تزال تحظى بسمعة ممتازة في البلاد”. وأوضح نائب رئيس غرفة التجارة الألمانية التركية والمدير المالي لشركة ار في اي تركيا رالف ياجر أن “عددا كبيرا من الشركات الألمانية موجود منذ وقت طويل في البلاد لكن فروعا جديدة أو وكالات أو مجموعات شراكة جديدة تتسجل” في غرفة التجارة في مؤشر إلى تزايد نشاطاتها في هذا البلد. واستثمرت شركة “ار في اي” ثاني مجموعات الطاقة الألمانية، 500 مليون يورو في بناء محطة غاز في دنيزلي جنوب غرب تركيا، لتزويد حوالى 3,5 مليون منزل بالكهرباء، على أن يبدأ تشغيلها في نهاية 2012. وتستفيد الشركات الألمانية بصورة خاصة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية القديمة التي تربط البلدين. وألمانيا هي الشريك التجاري الأول لتركيا وتمثل 10,3% من صادرات هذا البلد و9,5% من وارداته، بحسب إحصاءات الوكالة العامة للتنمية الاقتصادي جيرماني ترايد آند انفست للعام 2011. ويقيم العديد من الأتراك في ألمانيا منذ الستينيات بحثا عن عمل ويشكلون حاليا المجموعة الأولى من المهاجرين في هذا البلد حيث يبلغ عددهم حوالى ثلاثة ملايين نسمة. وقال ياجر إن الموظفين والمسؤولين في الشركات الألمانية العاملة في تركيا هم في معظم الأحيان اتراك تعلموا وتدربوا في ألمانيا أو ألمان من أصل تركي ويتم اختيارهم بسبب اتقانهم اللغتين ومعرفتهم بالثقافتين. ويغتنم مركز تدريب خاص في كرويتسبرج في برلين هذه الظروف ليعرض منذ 2006 دورات لتعلم التجارة والعمل الفندقي بالألمانية والانجليزية والتركية مع فترات تدريب في شركات ألمانية في تركيا مثل مجموعة مترو للتوزيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©