الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالعزيز أُصَالح يعرض جماليات الألوان في تعبيرية ذاتية مكثفة

عبدالعزيز أُصَالح يعرض جماليات الألوان في تعبيرية ذاتية مكثفة
20 يناير 2013 23:52
محمد نجيم (الرباط) - تبدو الألوان في أعمال الفنان المغربي عبدالعزيز أُصَالح التي تعرض حالياً في العاصمة المغربية، الرباط، سابحة في فضاء اللوحة بشكل يُغري العين ويأخذها إلى مجالات أرحب وأوسع من اللذة البصرية والفضاء اللوني الفاتن. ويقول الناقد الجمالي المغربي بنيونس عميروش عن أعمال الفنان عبدالعزيز أُصَالح، إنها «فوضى الحركية أو حركية الفوضى، هي السِّمة الشاملة المنبعثة من مجمل لوحات عبدالعزيز أُصَالح». ويضيف في كُتيّب المعرض: «وحدها الضربات المنزلقة وما تُحدثه من تَبْقيع مادي، هي ما يشكل هذه المناظر الطبيعية المُتصحِّرة المبثوثة في جغرافية اللامرئي واللامتوقع، لتُقحمنا في مشهدية ذاتية مُقتطَفة من متخيل طري ومدعوم بنَفَس انفعالي مُحكم. عبر هذه التجريدية الغنائية lyrique القائمة على تلقائية مفرطة ومُوجَّهَة في آن، تتخذ التقنية نسقها التوليفي لاستخلاص التكوينات الزئبقية وحصرها من خلال التراكُب اللوني، الموصول بالإضافة والإعادة والتشطيب والمسح والخدش والحك والسَّيْل... عبر ذلك، تتواشج التقنيات المختلطة في تفاعل مع التراكُب المادي الخاضع للتغطية والإبقاء والتكامل». ويتابع: «تتشكل تداعيات البياض اللوحة بانعكاسات لمَّاعة تستعير فُرشة الغدير. في عتمة التضادات تبزغ تلك المادية الباعثة على لون الصدأ المعدني (البُنِّي الميال إلى الأسود بتدرجاتهما) الذي يوغِلنا في جوف البسيطة. كأن الأمر يتعلق بمُحاورَة رمزية بين التراب والماء، لاستشعار ما يترتب عن زواجهما السرمدي من عنفوان وإخصاب... الإخصاب الذي يعيدنا إلى تأمل فضاء اللوحة المُزْهِر بالمَجاري والأخاديد والسوائل المتدفقة والرشاشة.. وعلى عكس العناصر المنفلتة على الدوام (الشكل، اللون، المادة)، يبقى الخط ثابتاً وقابلاً للتحديد والاسْتِدْلال البَصَرِيَيْن ضمن مكونات اللوحة. فعبر حفرِه على سطوح المادة بدرجة محسوبة تقِلُّ فيها نسبة التلقائية، تتم عملية توازن العناصر بناءً على تركيب خفي ومحسوس. فيما يُضفي بُعداً جرافيكياً يفيد الوصال والترابط ويُخفِّف من سطوة الدينامية والتداعيات الهاربة والمارقة». في هذه السلسلة الواعدة والمنسجمة، يؤكد عبدالعزيز أُصالح، مرة أخرى، مقدرته الإبداعية في تثبيت هذه التعبيرية الذاتية المكثَّفة عبر مقاطع أرضية مُتخيلَة تُحاكي نُزوعه التُّرابي الذي يُضحي معه الرقص الحركي آلية لَعْبِية تدفع بالفيض إلى مداه، لكن بمعيارية تقويمية تنتصر لجمالية مُفعمَة بأضواء الانزياح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©