الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان يغلق المراكز الثقافية الإيرانية ويطرد موظفيها

3 سبتمبر 2014 00:00
في خطوة مفاجئة، أقدمت السلطات السودانية أمس على إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بتهمة «التبشير بالمذهب الشيعي» وأمهلت موظفيها 72 ساعة لمغادرة البلاد. واستدعت السلطات مساء أمس الأول القائم بالأعمال الإيراني في الخرطوم وأبلغته بقرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية الثلاثة وانها تمهل الدبلوماسيين العاملين بها 72 ساعة لمغادرة البلاد. «وعللت الحكومة السودانية قرارها بتزايد نشاط هذه المراكز في التبشير بالمذهب الشيعي». وأرجعت وزارة الخارجية السودانية أمس، سبب إغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم وفروعه في كل ولايات البلاد لتجاوزه للتفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد عمله، واعتبرت أنه بذلك أصبح يشكل تهديداً للأمن الفكري والأمن الاجتماعي. وأكدت الوزارة في بيان أن السودان ظل يتابع نشاط المركز وتأكد من أنه تجاوز التفويض والاختصاصات التي تحدد أنشطته. وأضاف البيان «على ضوء هذا تم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة وتم إبلاغه بقرار إغلاق المركز وفروعه المختلفة وإمهال المستشار الثقافي الإيراني والعاملين في هذا المركز بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة». وقالت صحيفة (الرأي العام) المقربة من السلطة نقلاً عن ما أسمته بالمصادر الموثوقة، إن الحكومة قد تعرضت لبعض الضغوطات من جهات في الداخل والخارج جراء النشاطات التي تقوم بها هذه المراكز. وأوردت صحيفة «الانتباهة»، عن مصادر موثوقة لم تسمها أن قرار اغلاق المركز الثقافي بالسودان وكافة فروعه بالولايات يعود إلى «عدم رضا الخرطوم عن مجمل العلاقات بين البلدين». ورجحت صحيفة «سودان تريبيون، القرار إلى حالة قلق وتحذيرات أطلقتها دوائر دينية وإعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الإيرانية أنشطتها في الخرطوم»، في حين رجحت أخرى تعرض الخرطوم إلى ضغوطات من جهات في الداخل والخارج حيال نشاطات تلك المراكز. ويشار إلى أن أول ظهور علني حاشد للشيعة في السودان كان باحتفالية بذكرى مولد الإمام المهدي بضاحية جبل أولياء الشعبية، جنوب العاصمة الخرطوم، فيما أشارت مصادر إلى تشيع 12 ألف سوداني. وقال باحث مختص في شؤون الشيعية بالسودان طالبا عدم إيراد اسمه «الارجح ان القرار صدر نتيجة لضغوط داخلية وخارجية فالضغوط الخارجية من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية القلقة من التقارب السوداني الايراني ولديها مخاوف من انتشار المذهب الشيعي على الساحل الغربي للبحر الاحمر». واضاف الباحث «ان الحكومة تتعرض كذلك لضغوط من تيارات سلفية بدأ نفوذها في التزايد وأصبحت تتحدث علناً عن خطر شيعي من على منابر المساجد وصفحات الصحف». وكانت منابر خطابية عديدة حذرت في المساجد السلطات السودانية من تمدد الفكر الشيعي وعدته تطوراً خطيراً ينبغي الالتفات إليه وحسمه. وأعلنت جماعة جهادية تحت اسم «أبوحمزة » الشهر الماضي استهدافها كل من العضو المنتدب السابق لشركة سكر كنانة محمد المرضي التجاني بوصفه الممول لأفكار «الرافضة» في السودان، والنيل أبوقرون الذي تتهمه الجماعة بالترويج للمذهب الشيعي بينما ينفي الرجل عن نفسه تلك التهمة. وأثار الإعلامي المصري أحمد المسلماني، جدلا واسعا في أعقاب حديثه عن انتشار التشيع وسط السودانيين برعاية من السفارة الإيرانية بالخرطوم، وقال إن عدد معتنقي الفكر الشيعي في السودان وصل إلى 12 ألف شخص غالبهم من طلاب الجامعات الذين يرتادون حلقات أسبوعية راتبة تقيمها الملحقية الثقافية الإيرانية في الخرطوم. وأكد المسلماني في برنامجه «صوت القاهرة» الذي بثته فضائية «الحياة»، في الحادي والعشرين من أغسطس، أن السودان يسير في طريق خطر، لأن المسلمين هناك من الطائفة السنية، ولكن نشر التشيع في السودان يجعل هناك نوع من الفتنة. وقال إن دراسة حديثة للمركز الإقليمي للدراسات أظهرت أن عدد الشيعة في السودان وصل لـ 12 ألف شيعي، وأن السفارة الإيرانية ترعى الأمر. وأوضح المسلماني، أن السفارة تعمل بشكل أفقي، لكن الخطر أن شباب الجامعة هو أكبر عدد يتقبل التشيع، و«هذا خطر كبير جدا يتعرض له السودان». وأشار إلى أن المستشارية الثقافية الإيرانية تقدم أفلاماً أسبوعية تقرب من المذاهب الشيعية، وهو ما يمكن أن يبث نار الفتنة بين أبناء الدين الإسلامي. واستشهد المسلماني بفيديو لداعية شيعي شهير، يتحدث فيه عن شيعة السودان وتعرضهم للاضطهاد، داعيا المتشيعين في السودان للتمرد على الرئيس السوداني عمر البشير، إلى أن تتحقق المطالب الشيعية في بلادهم. وافتتح اول مركز ثقافي ايراني في السودان عام 1988 في عهد حكومة الصادق المهدي المنتخبة قبل الانقلاب الذي قاده حسن البشير. ومع وصول حكومة البشير المدعومة من قبل الاسلاميين للحكم في عام 1989 تزايد نشاط المراكز وأعدادها. ويرتبط السودان بعلاقات عسكرية مع ايران حيث اعتادت السفن الحربية الايرانية زيارة الموانئ السودانية وكان آخرها في يونيو الماضي عندما زارت مدمرة وسفينة امداد ميناء بورتسودان على البحر الاحمر. ولذلك تتهم اسرائيل السودان بانه يشكل قاعدة لعبور الاسلحة الايرانية المخصصة لحركة حماس في قطاع غزة، وهو ما تنفيه الخرطوم. وتتركز أنشطة المراكز الثقافية الايرانية على تنظيم دورات في تعلم اللغة الفارسية كما ان لكل مركز منها مكتبة عامة مفتوحة للجمهور. وينظم المركز الثقافي رحلات سنوية للصحفيين السودانيين لزيارة ايران اضافة لمسابقات في مجال القصة القصيرة والرواية. وكان تقرير اصدره المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة مطلع العام الجاري قدر أعداد الحسينيات الشيعية في السودان بخمس عشرة حسينية موزعة بين العاصمة الخرطوم وولايات كردفان والنيل الابيض ونهر النيل. وسبق ان أحيا الاتحاد العام للمرأة السودانية، (الواجهة النسائية للحزب الحاكم)، ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء وذلك بالتعاون مع الملحقية الثقافية للسفارة الإيرانية في الخرطوم تحت شعار «فاطمة سيّدة نساء العالمين». بل إن الاحتفال رفع شعاراً قاله الخميني وهو «من أحضان المرأة ينطلق الرجل نحو الكمال». ويومها وزعت المستشارية الثقافية الايرانية جوائز لنسوة يحملن اسم فاطمة. لكن سرعان ما غيرت الحكومة اللغة الناعمة التي كانت تتحدث بها مع الملحقية الثقافية الايرانية، وشرعت في التضييق على المد الشيعي، وعلى الحسينيات. (الخرطوم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©