بغداد،لندن- وكالات الأنباء: أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الجيش البريطاني مستعد للانتشار في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان بجنوب العراق لمساندة القوات العراقية في نزاعها مع ''جيش المهدي'' التابع لزعيم ''التيار الصدري'' الشيعي مقتدى الصدر، حيث استمرت الاشتباكات بين القوات لليوم الثاني على التوالي وأسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل واصابة 97 آخرين بجروح·
كما تجددت المواجهات الطائفية في مدينة بلد شمالي بغداد وأوقعت 9 قتلى و12 جريحا وقتل 15عراقيا جندي أميركي في حوادث متفرقة·
وشكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لجنة وزارية برئاسة وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني شروان الوائلي لمتابعة الأوضاع الأمنيه في العمارة· وأعلن مصدر أمني أن مسلحين واصلوا مهاجمة مراكز الشرطة ردا على اعتقال شقيق آمر ''جيش المهدي'' في العمارة لاتهامه بتدبير عملية اغتيال مدير استخبارات الشرطة العراقية المحلية العقيد علي قاسم التميمي واربعة من حراسه بانفجار عبوة ناسفة يوم الأربعاء الماضي ووقعت اشتباكات بين رجال الشرطة والمهاجمين مما أسفر عن مقتل 10 مسلحين وجرح آخرين· وقال مدير عام صحة محافظ ميسان الطبيب زامل العريبي إن مستشفيات المدينة استقبلت منذ أمس الأول 18 قتيلا، بينهم 10 من المسلحين، و97 مصابا، بينهم عدد من الشرطة والمدنيين''·
وقال شهود عيان إن المسلحين استولوا على معظم المباني الحكومية وعدد من سيارات الشرطة وفجروا مباني مديريات شرطة المكافحة وشرطة الجرائم الكبرى وشرطة النجدة بعبوات ناسفة، كما أحرق مسلحون مجهولون ''مكتب الشهيد الصدر''· وتمكن ''جيش المهدي'' من السيطرة على مراكز الشرطة في أحياء الماجدية ومغربة والعسكري والثورة والرسالة وقطاع 30 في محيط المدينة، فيما لا تزال قيادة الشرطة فقط بيد السلطات المحلية·
وقد وصلت اللجنة الوزارية الأمنية إلى العمارة واجتمعت مع المسؤولين والوجهاء المحليين في محاولة لاحتواء الموقف· وقال الوائلي'' إن التقارير بأن ميليشيا جيش المهدي تسيطر تماماعلى الوضع ليست صحيحة ومبالغ فيها وإن ما يحدث هناك بخطيرجدا ''· وذكر مصدر أمني أن الاشتباكات توقفت والأوضاع مستقرة هناك وأن الشرطة سيطرت على مكتب الصدر· كما وصل إلى المدينة وفد رفيع المستوى برئاسة مساعد الصدر الشيخ مهند الغراوي الى العمارة اجتمع مع رؤساء العشائر والمحافظ ورئيس واعضاء مجلس المحافظة لمناقشة الموقف وتحديد صيغة لحل الأزمة· ووجه الصدر رسالة الى انصاره دعاهم فيها إلى التزام الهدوء وعدم الانجرار خلف ''مخططات الاحتلال التي تريد الايقاع بين الاخوة لتشعل نار الفتنة''· وقال ''على الجميع تطبيق الأوامر بمن فيهم افراد جيش الامام المهدي ومن لم يطع فأنا بريء منه، وعليه ان يتحمل وزر ما يفعل''·
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن ''إن القوات المتعددة الجنسيات مستعدة للتحرك لدعم قوات الأمن العراقية إذا لزم الأمر''·
وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني في البصرة الميجر تشارلي بوربريدج إن الوضع لا يزال مضطربا وإن الجيش العراقي نشر سريتين (نحو 230 جنديا) للمساعدة في الدفاع عن مراكز الشرطة· وأوضح ''القضية لم تعالج حتى الآن وحتما في مثل هذه المواقف يزداد الوضع سوءا، ونتوقع حدوث شيء آخر''· وأضاف أن الجيش البريطاني وفر غطاء جويا وكان مستعدا لتقديم المزيد من المساعدة إذا طلب منه ذلك·
من جهة أخرى قتل 9 شيعة عراقيين وجرح 12 آخرون بجروح جراء سقوط عدة قذائف هاون على مدينة بلد مساء أمس الأول· وأوضح مصدر أمني أن من بين القتلى والجرحى نساء وأطفال وأن القذائف أطلقت من أماكن متفرقة حول المدينة· كما قتل مسلحون مدنيا عراقيا في محطة القطارات بالمدينة في حادث قتل على الهوية سيطر مسلحون ملثمون على الطريق العام بين محافظة صلاح الدين وبغداد وعلى نقطة تفتيش تابعة للجيش بين بلد والضلوعية· وفتح مسلحون النار عشوائيا على مدنيين في بلدة كنعان مما أسفر عن مقتل أحدهم وجرح 4 آخرين· وأعلنت الشرطة أنها أحبطت هجوما إرهابيا آخر هناك وقتلت 4 مسلحين واعتقلت 7 أخرين واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة، كما قتلت مسلحا كان يرتدي حزاما ناسفا قبل تفجير نفسه وسط مدنيين في تلعفر بشمال العراق·
حوادث متفرقة
وفي بغداد، ذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن قوات أميركية اقتحمت مسجد '' أنصار الزهراء'' للشيعة في حي الرسالة غربي بغداد وقتلت شخصا واعتقلت آخرين يعتقد أنهما من حراس المسجد وبعد خروجها بقليل سمع دوي انفجارات كبيرة داخل المسجد مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة به· وقتل مدني وجرح 3 آخرون بانفجار عبوة ناسفة في حي الدورة وقتل 4 عمال طرق بانفجار مماثل في حي الجهاد·
واغتال مسلحون قائد شرطة الأنبار السابق العميد شعبان سمير الجنابي أمام منزله في بلدة الجزيرة شمال الرمادي· وقتل مسلحون عاملا في قاعدة عسكرية اميركية قرب بيجي وأصابوا 3 آخرين بجروح · وقال متحدث باسم مكتب الصدر في الهندية ان زعيما كبيرا في ''جيش المهدي'' وثلاثة من اشقائه اعتقلوا حين أغارت قوة أميركية عراقية مشتركة على منزله في البلدة· وأعلن الجيش الاميركي مقتل أحد جنوده بنيران معادية خلال عملية في محافظة الأنبار مساء أمس الأول·
عدد اليوم
