ارتفع حجم سوق تغليف المواد الغذائية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 8 مليارات درهم، تستحوذ الإمارات على نحو ملياري درهم، ومن المتوقع أن يحقق القطاع نمواً خلال العام الجاري بين 10% إلى 15%، مقابل 20% و25% خلال العامين الماضيين، بحسب مصادر صناعية في القطاع، والتي أرجعت هذا التراجع إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على السوق المحلية والخليجية عامة·
وقال نضال حداد الرئيس التنفيذي في شركة ''البيادر انترناشونال'' لـ''الاتحاد'' على هامش معرض الخليج للأغذية ''جلفود'': رغم التراجع المتوقع هذا العام في معدلات نمو قطاع التعبئة والتغليف بالقطاع الغذائي، في المنطقة، فإن دول الخليج والإمارات تحديداً من أفضل المناطق من حيث التأثر السلبي، فهناك معدلات نمو جيدة، بعكس مناطق تشهد حالة من الانكماشِ، ودخلت بعضها دائرة الركود·
ولفت إلى أن قطاعات الأغذية، والأدوية، وقطع الغيار، والصناعات القائمة على تلك القطاعات، والمغذية لها، ما زالت بعيدة نسبياً عن تداعيات الأزمة العالمية، بمعنى أنها تأثرت، ولكن ليس بنفس معدلات التأثر التي أصابت قطاعات أخرى، منوهاً بأن الربع الأخير من 2008 شهد نمواً في مبيعات قطاع أنظمة وحلول التغليف الخاصة بالأغذية بنسبة 25%، مقارنة بنفس الفترة من العام الأسبق، بينما شهد يناير الماضي نمواً 11% عن يناير ،2008 متوقعاً معدل نمو 10% خلال العام الجاري، و15% خلال عام ·2010
وقال حداد: شهدت صناعة حلول التغليف للمواد الغذائية الأشهر الأخيرة تطورات جوهرية تدعم نموها، خاصة مع تراجع أسعار المواد الخام، مثل حبيبات البورسلين، والمواد الخاصة بالتصنيع والألمنيوم، بنسب تراوحت بين 35% و55%، وهو من أهم العوامل التي تساهم في تعزيز ونمو هذا الصناعة، علاوة على التغييرات في أنماط الحياة في المنطقة والاعتماد على الوجبات الجاهزة·
وأشار حداد إلى أن المتغيرات في أنماط الاستهلاك، دفعت الشركات العاملة في قطاع التغليف للمواد الغذائية إلى ابتكار نظم وحلول تطيل فترات الصلاحية للأغذية الطازجة إلى ضعف المدد السابقة، وهو ما بدأت تنفذه بعض المصانع العاملة في الدولة، ومنها البيادر، لافتاً إلى أن الحلول دخلت حيز التنفيذ منذ عامين، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً وتحديداً في ·2006 وأشار إلى أن التحول من النظام التقليدي إلى الحلول الجديدة سيأخذ بعض الوقت، وتشير الأرقام إلى استحواذ النظم الجديدة على 15% من حجم السوق· وزاد ''لا شك أن هذا تطور مهم في سوق الإمارات''، مؤكداً أن تطبيق أي حلول حديثة لا يضيف عبئاً مالياً على المستهلك، حيث يأتي ذلك ضمن منظومة متكاملة من الحلول·
وأكد نضال حداد ان شركة البيادر التي تتخذ من دبي مقراً رئيسياً لنشاطها لا تواجه مشاكل في تمويل مشروعات، وبرنامج الخطة الخمسية الذي تبلغ تكاليف استثماراته 80 مليون دولار ''295 مليون درهم''، وتعتمد الشركة على أنظمة تمويل مرنة، ومتعددة، كما ان القطاع الصناعي من أقل القطاعات تأثراً بأزمة الائتمان العالمية، مشيراً إلى أن الشركة تطرح حالياً أنظمة تغليف للمستهلكين التجاريين تستطيع استعادة راس المال المستثمر خلال عشرة شهور·
وأفاد بأن المنافسين المحليين في قطاع تغليف المواد المحلية عدد محدود جداً، فشركة البيادر تستحوذ على 80% من سوق التغليف بقطاع التجزئة في الخليج، و60% في قطاع التموين بالمواد الغذائية، حيث تتعامل مع الناقلات الجوية الوطنية وعدد من الناقلات الاقليمية والعالمية، وعلى راسها ''الاتحاد للطيران'' و''طيران الامارات'' و''العربية للطيران''، والخطوط السيرلانكية وغيرها، وجميع محال وسلاسل الـ''هايبر ماركت''·
عدد اليوم
