الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السائقون الأميركيون مسؤولون عن ارتفاع أسعار النفط

السائقون الأميركيون مسؤولون عن ارتفاع أسعار النفط
20 أكتوبر 2006 23:14
إعداد - أيمن جمعة: كتب باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة ايني الايطالية العملاقة للنفط والغاز مقالا يمكن وصفه بانه بمثابة القاء حجر ثقيل في المياه الراكدة للتحليلات الخاصة بأوضاع سوق النفط العالمية، ليفتح الباب أمام نقاش جديد للاسباب الخاصة بارتفاع أسعار النفط وحجم المسؤولية فيها، ورفض سكاروني في مقاله ما يردده البعض عن مسؤولية معدلات النمو العنيفة في الهند والصين عن ارتفاع الاسعار ويؤكد ان المسؤولية تقع بالكامل على عاتق رجل الشارع في اميركا واوروبا والدوائر السياسية في العالم الغربي· ويبدأ سكاروني مقالته التي نشرتها صحيفة ''فاينانشال تايمز'' بالاشارة الى ان من أكثر المبررات التي يرددها الغرب لشرح أسباب تقلص الطاقة الانتاجية الاضافية بسوق النفط وبالتالي استمرار الاسعار على قوتها رغم التراجعات الاخيرة، هو أن الصين تستهلك كميات كبيرة من النفط· ويقول ''يرى أنصار هذا الرأي انه مع ازدهار الصناعات الصينية فانها تضطر لالتهام حصة كبيرة من المصادر الطبيعية اللازمة لاستمرار معدلات نموها الاستثنائي· لكن الاحصائيات تقدم لنا قصة أخرى''· فرغم النمو السريع في الصين فانها تمثل فقط ثمانية في المئة فقط من الطلب العالمي على النفط، في حين تقدم الولايات المتحدة واوروبا حوالي 25 % و18% من هذا الطلب على الترتيب· وكل مواطن صيني يستهلك أقل من برميلي نفط سنويا مقارنة مع 12 برميلا للفرد الواحد في اوروبا وما يصل الى 26 برميلا في اميركا· ويقول سكاروني ''اذن فالمسؤول الفعلي عن ارتفاع الاسعار هو الاستهلاك الغربي اضافة الى الاستثمار بمعدلات ضعيفة في البنى الاساسية لقطاع الطاقة خلال التسعينيات''· ويمضى قائلا ''والمفارقة أننا نشكو من ارتفاع أسعار النفط وفي الوقت نفسه فاننا نواصل اتباع سياسات للطاقة غير اقتصادية على الاطلاق· فمع ارتفاع أسعار النفط الى أربعة أمثال ما كان عليه عام ،2001 كان من المفترض ان تتغير أنماط الاستهلاك· وأن يتدخل السياسيون لكبح الطلب· لكن لم يحدث أي من هذا''· ففي الولايات المتحدة التي يواصل فيها الطلب على النفط ارتفاعه، فان واحدة من كل سيارتين جديدتين خلال الاعوام الخمس الاخيرة هي من فئة الشاحنات الخفيفة التي تقطع ثلاثة أو أربعة كيلو مترات فقط لكل لتر واحد· واجمالا فان متوسط استهلاك الوقود للسيارات الاميركية بالكامل هو سبعة كيلو مترات للتر الواحد· والامور أفضل قليلا في اوروبا حيث يرتفع المتوسط الى 13 كيلو مترا للتر· فلو استطعنا اقناع الاميركيين بشراء السيارات نفسها التي يستخدمها الاوروبيون لاستطعنا توفير أربعة ملايين برميل يوميا وهو ما يعادل انتاج ايران·· ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم· ولكن لماذا نرضى فقط بسيارات تقطع 13 كيلو مترا في اللتر الواحد، خاصة وان هناك اليوم سيارات تقطع 20 كيلو مترا؟· ويقول سكاروني ''لو ارتفعنا الى هذا المستوى من كفاءة استخدام الوقود في كل السيارات المستخدمة في اميركا وكندا واوروبا واليابان واستراليا فبوسعنا توفير عشرة ملايين برميل يوميا من النفط·· وهو ما يعادل انتاج السعودية وأكثر من استهلاك الصين والهند معا''· لكن يبدو ان السيارات ليست هي المشكلة الوحيدة، فهناك مشكلة التبريد والتدفئة·· نحن نميل لتحويل منازلنا الى قطعة من المناطق الاستوائية شتاء بينما تقترت درجات الحرارة من التجمد في المطاعم صيفا· وتستخدم اميركا كميات اكبر بكثير من الطاقة للتدفئة والتبريد من اوروبا· ويقول الرئيس التنفيذي لشركة ايني ''حاول ان تتخيل ما يحدث لو ان الدول الغنية استخدمت سيارات ذات كفاءة عالية في استخدام الوقود وتحول الاميركيون الى اتباع الاساليب الاوروبية في مجال التدفئة والتبريد·· اننا بذلك نستطيع توفير 15 مليون برميل يوميا·· أي 20% من الاستهلاك العالمي''· ورغم هذا فان المستهلكين بالغرب لا يعتقدون ان تغيير سلوكهم هو أولوية·· ويمكن تفسير ذلك بانهم يستطيعون تحمل سعر للنفط عند 60 دولارا للبرميل· وبالمقارنة فانه لو أراد أحد ان يشتري برميلا من الكوكا كولا او عصير الليمون فانه سيدفع مبلغا يزيد على ضعف سعر برميل عالي الجودة من خام مزيج برنت المستخرج من بحر الشمال· ولكن حتى لو كان المستهلكون لا يشعرون بوطأة الارتفاعات السعرية فلا تزال هناك أسباب وجيهة تدفع الدول الصناعية لتطبيق سياسات للطاقة من شأنها تقليل الهدر· والحقيقة الاولى هنا انه رغم ان سائقي السيارات الاميركية الكبيرة لا يبالون بارتفاع أسعار البنزين فانهم فعليا من الاسباب الرئيسية لبقاء الاسعار مرتفعة على الجميع بما في ذلك المستهلكون في الدول الفقيرة الذين يعتمدون على البنزين للتدفئة والنقل وكسب قوت يومهم· والاستخدام الكفء للوقود هو أيضا أفضل طريقة لحماية البيئة· فاستخدام كميات أقل من الوقود سيخفض الانبعاثات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الارض· صحيح انه لا تزال هناك كميات كبيرة من النفط في أعماق الارض لكن هذه الاحتياطيات لن تستمر الى الابد· وحتى لو وضعنا في الاعتبار الاحتياطيات غير التقليدية مثل نفط كندا وفنزويلا فان الاحتياطيات من المتوقع الا تستمر أكثر من 70 عاما· وهذا يعني أن أطفال اليوم سيشهدون عالما بدون هيدروكربونات· والامل الاكبر الان أن نجد مصادر طاقة بديلة تكون صالحة للاستخدام عندما ينفد النفط· ولكن يتعين علينا في الوقت نفسه التركيز على اطالة عصر الهيدروكربونات الى أطول فترة ممكنة لضمان حدوث انتقال سلس الى مصادر الطاقة البديلة· وهذا هو تحدي المستقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©