الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ ومسيرة

7 أغسطس 2012
وُلد الشيخ زايد في أبوظبي عام 1918، وكان أصغر إخوته الأربعة الذكور، وسُمي باسم جده الأكبر الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الذي كانت فترة حكمه أطول فترة في تاريخ إمارة أبوظبي، حيث حكمها بين عامي 1855 و1909. كانت الإمارات السبع آنذاك تحت النفوذ البريطاني منذ عام 1820، وكانت أبوظبي آنذاك فقيرة، وكان اقتصادها يعتمد على صيد السمك واللؤلؤ. بعد وفاة والده الشيخ سلطان في عام 1927، وتولي شقيقه الأكبر الشيخ شخبوط الحكم، انتقل الشيخ زايد إلى واحة العين، التي تبعد نحو 160 كيلومتراً عن أبوظبي، حيث قضى فيها فترة شبابه وتلقى تعليمه الديني فيها. في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حضرت أولى شركات التنقيب عن النفط، وعيّن الشيخ زايد حينها مرشداً لهذه الفرق في صحراء الإمارات، وعُيّن بعد ذلك حاكماً للعين عام 1946. عند اكتشاف النفط في أبوظبي عام 1958 بدأت الظروف الاقتصادية تتحسن، وافتتح أول حقل بحري “أم الشيف” لإنتاج النفط عام 1962، وتلاه حقل آخر وهو حقل “باب”. في 9 أغسطس عام 1966 أصبح الشيخ زايد حاكماً لإمارة أبوظبي. وبعد تقلده الحكم، أنشأ الشيخ زايد هيكلاً لحكومة رسمية وطور بها إدارات لأداء مهام خاصة، وأعطى أولوية لبناء المرافق السكنية والمدارس والخدمات الصحية وإنشاء مطار وميناء بحري، وشق الطرق وبناء جسر يربط أبوظبي بالبر الرئيسي. كما أُنفقت الموارد المالية على زراعة الأشجار في العين وتحويل أبوظبي إلى مدينة خضراء. عندما أعلنت بريطانيا عزمها على إنهاء وجودها العسكري في الخليج في يناير 1968، كان الشيخ زايد أول من دعا إلى الوحدة، وأدرك حينها أنه لكي تزدهر إمارة أبوظبي، فلابد من تعاون القبائل المجاورة، لذا كانت أول خطوة يقوم بها إنهاء النزاعات الحدودية مع إمارة دبي، حيث انتهى الأمر بتوقيع اتفاقية في 27 فبراير عام 1968 بتشكيل اتحاد من تسع إمارات (أبوظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، رأس الخيمة، الشارقة، وأم القيوين، قطر والبحرين). لكن الاتفاقية لم تر النور. بادر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد نحو عامين من توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي التي كانت قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق النهضة والتقدم، إلى دعوة إخوانه حكام الإمارات إلى الاتحاد في دولة واحدة قوية، انطلاقاً من توجهه الوحدوي المتأصل في فكره وفلسفته منذ أن كان حاكماً على منطقة العين في عام 1946 والذي ينبع من إيمانه القوي بالتراث العربي والإسلامي الذي يدعو إلى التعاون والتآزر والترابط والعمل على إعمار الأرض وإسعاد البشر، مؤكداً.. “إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك وان الفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم.. فتلك، كما كان يقول، عبر التاريخ على امتداد عصوره”. ولاقت المبادرة الخيرة أصداء واسعة واستجابة وقبولاً سريعين من إخوانه الحكام، وتواصلت بعدها سلسلة من المشاورات واللقاءات بين حكام الإمارات، أثمرت في الثاني من ديسمبر 1971 عن عقد أصحاب السمو حكام الإمارات الست جلسة تاريخية بقصر الضيافة بالجميرة بدبي برئاسة زايد أقروا فيها الدستور المؤقت للدولة الاتحادية، وتم انتخاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائباً للرئيس، وتعيين الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيساً لأول وزارة اتحادية في البلاد. في الثاني من ديسمبر عام 1971، تكوّن اتحاد من ست إمارات (أبوظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، الشارقة، أم القيوين) وعُرف باسم الإمارات العربية المتحدة. انتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد آل مكتوم نائباً للرئيس. وقد انضمت رأس الخيمة بعد فترة وجيزة الى الاتحاد الذي أعلن رسمياً في 11 فبراير عام 1972. لعب الشيخ زايد دوراً مهماً في تشكيل مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ عمله رسمياً في أبوظبي عام 1981. انتقل إلى “رحمة الله تعالى” المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” عن عمر ناهز السادسة والثمانين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©