الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"المسنون".. شريحة جديدة من المستهلكين

"المسنون".. شريحة جديدة من المستهلكين
20 أكتوبر 2006 23:05
إعداد - أيمن جمعة: من بين الافكار التي تحاول استشراف شكل ''اقتصاد المستقبل''، تلك الخاصة بحدوث عدة تغييرات في تركيبة المجتمع الدولي مما أدى في نهاية الامر لظهور ''شريحة جديدة'' من العملاء في الاسواق الذين لم يكن أحد يوليهم الاهتمام الكافي، لكنهم يطلبون الان منتجات تصل قيمتها الى 229 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها· وتأثير هذه ''الشريحة الجديدة'' التي تتصف بعدة أمور في مقدمتها وقت الفراغ الكبير، والحرص الشديد على اللياقة والصحة، لا يتوقف عند حد المطالبة بنطاق واسع جديد من الخدمات والسلع، بل وتمتد لتشمل دعم الاصوات المؤيدة لبيئة أنظف وأكثر اخضرارا· وتشير صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير الى احصائيات بان نسبة سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما، سترتفع الى 21% بحلول عام 2050 مقارنة مع 10% فقط قبل ستة أعوام· وقد تصل هذه النسبة الى حوالي 50% في بعض المجتمعات الغربية مثل المملكة المتحدة· وتقول ايما هاورد بويد خبيرة الاستثمارات الاجتماعية ''ارتفاع نسبة المسنين يفرض الحاجة لتوفير سوق خاص للسلع والخدمات التي تستهدف فئة عمرية لديها وقت فراغ كبير والرغبة في حماية صحتهم لاطول فترة عمرية ممكنة·· والاكثر أهمية من ذلك دخل يحميهم من السؤال او الاعتماد على الغير''· وتتزامن هذه الرغبات، مع رغبة قطاعات اخرى في المجتمع للحفاظ على لياقتهم الصحية من خلال التدريبات الرياضية والحمية الغذائية· ومثل هذه الرغبة هي أمر جيد لقطاع ''العناية الصحية'' الذي ينمو بنسبة 8% منذ عام ،1993 ليصبح الان صناعة قيمتها 15 مليار دولار· وغني عن الذكر أن التقدم في السن عادة ما يتزامن مع مشكلات صحية وهو ما يقدم سلسلة فرص للشركات التي تستطيع تلبية احتياجات خاصة بداية من معدات السمع والبصر وصولا الى المعدات المتخصصة مثل الاسرة والكراسي المتحركة· ويقول الخبراء ''نتوقع ان فرصا ضخمة للشركات التي توفر الرعاية الصحية للكبار بما في ذلك بيوت الرعاية ومنشآت الرعاية الصحية المتخصصة والشركات المتخصصة في الاطعمة الصحية التي لم يتم استخدام المبيدات او هرمونات النمو في انتاجها''· وتقول شركة ''ماركس اند سبنسر'' في بريطانيا إن قسم الاطعمة المعروف باسم ''كل جيدا'' من المتوقع ان يقدم 40% من اجمالي مبيعاته من الاطعمة خلال ستة شهور، في حين تظهر احصائيات ''رابطة سويل'' أن مبيعات الاطعمة الخالية من الهندسة الوراثية ارتفعت بنسبة 30 % العام الماضي بينما ذكرت سلسلة متاجر سينسبري الشهر الماضي أن مبيعاتها من هذه الاطعمة ارتفعت بنسبة 17% مقارنة مع خمسة في المئة فقط للاطعمة الاخرى· ومن أكبر المستفيدين من هذه الطفرة شركة ''هول فود سوبرماركتس''، أكبر مؤسسة للاطعمة الخالية من المبيدات والهندسة الوراثية في العالم والتي حققت مبيعات بقيمة خمسة مليارات دولار العام الماضي· وانتقل نجاح الشركة الى الموردين اليها ومنهم شركة ''يونايتد'' للاطعمة الطبيعية التي حققت مبيعات بقيمة خمسة مليارات دولار العام الماضي وتتوقع نموا كبيرا هذا العام· ويقول المراقبون ''المستهلكون أصبحوا أكثر اهتماما بشأن بلد المنشأ ليس فقط الخاص باللحوم والفواكه والخضروات بل وأيضا الملابس· ويرتبط بهذا الاهتمام بالصحة العامة، تنام في مفهوم المعايير الاقتصادية الجيدة والاجهزة والمعدات الصديقة للبيئة والادوية البديلة والاستثمارات الاجتماعية''· ورغم ان مؤشرات هذا التحول ظهرت قبل 20 عاما تقريبا مع تنامي الاهتمام بقضايا البيئة والاخلاق، ووصلت الى ذروة الاهتمام عندما فاز الخضر بـ15 % من الاصوات في الانتخابات الاوروبية عام ،1989 فان ذلك الاهتمام تلاشى لاسباب منها علامات استفهام حول جودة العديد من ''المنتجات الصديقة للبيئة''· لكن يبدو ان من تزايد عدد وتأثير من تجاوزوا حاجز الستين لن يسمحوا بتكرار هذا السيناريو هذه المرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©